فى تلك اللحظات المرعبة و بخوف الأم الفطرى على طفلها الوليد تهرب العذراء مريم إلى مصر بعد تلك الرؤية المخيفة و اعتزام " هيرودس " قتل المسيح الطفل فهرولت هربا من "أورشليم" القدس إلى مصر في رحلة طويل شاقة أطلق عليها "رحلة العائلة المقدسة" وذُكر ذلك فى إحدى المخطوطات الأثرية التى عرفت بميمر البابا ثيؤفيلس الثالث والعشرين .
وفي أول محطات الرحلة، دخلت السيدة مريم وطفلها إلى مصر من الصحراء الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد، ومنها إلى سمنود وإلى وادي النطرون ثم المطرية بالقاهرة وعين شمس، ومنطقة مصر القديمة ، وبعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة بـ"بابليون" بمصر القديمة انتقلت العائلة إلى المعادي، و فيها كنيسة العذراء والتي تشتهر بـ"العدوية"، ومنها عبرت العائلة المقدسة النيل إلى الصعيد، ثم وصلت إلى الدير المحرق بأسيوط، وهو أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باسم "دير العذراء مريم"؛ أما في طريق العودة، سلكت العائلة المقدسة طريقها إلى مصر القديمة، ومنها إلى المطرية ثم المحمة رجوعًا إلى سيناء حتى فلسطين.
وبالتالي فكل هذه المناطق أصبحت جزءًا من الأماكن التاريخية الهامة التي زارها المسيح و من هنا جاء برنامج "رحلة العائلة المقدسة "الذى أطلقته وزارة السياحة لتوثيق أقدم رحلة سياحية معروفة وموثقة تاريخياً ودينياً، وهو منتج فريد وينافس بقوة على المستوى العالمى، حيث يشمل البرنامج الجمع بين المناطق التاريخية و الدينية ومناطق الاسترخاء، لسهولة الوصول براً عن طريق القطار أو الأتوبيس أو عن طريق النهر بالمراكب النيلية، كما أنه قابل للتسويق المشترك مع دول مجاورة مثل الأردن ولبنان والأراضى المقدسة .
أما قرار رئيس مجلس أمناء مؤسسة " مصر المُباركة" للتنمية وإحياء التراث بإنشاء موقع إلكترونى يدعم خاصية التجول بالواقع الافتراضى من خلال نظارة vr ، يعتبر نقلة وتطوير ضمن الأعمال التي يشهدها المسار و هو ما يثبت أهمية دعم و تكاتف مؤسسات المجتمع المدنى مع الدولة و الحكومة في إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، حيث كان إنشاء الموقع مجرد حُلم وتم تحقيقه في الواقع، كما يجب إظهار جميع تلك الشواهد للعالم من أجل الترويج للمسار المقدس بمصر.
• و لعل تلك الرحلة تكون بمثابة إعلان هدنة لالتقاط الأنفاس من جراء وتبعات الحروب و ويلات الأوبئة فى كل بلاد العالم عبر رحلة لمصر يعيش فيها الزائر نسمات روحانية رائعة .
• كما يجب دعوة الكنيسة و الأزهر لعقد مؤتمر عالمي ضخم يتناول التقارب بين الشعوب وسماحة الأديان ويدعى إليه كل شركات السياحة والقيادات الدينية في العالم ونجوم الفن والرياضة و من خلال المؤتمر وبالاستعانة بالهيئة العامة للاستعلامات نقوم بالتسويق لرحلة العائلة المقدسة .
• وأعدوا عروضا بالصوت والضوء في مواقعنا الأثرية الهامة .. لتتكاتف كل الجهات في عمل وطني تاريخي تستحقه مصر..
و حسنا فعلت كنيستنا العتيدة و دير الشهيد مار جرجس للراهبات بمصر القديمة حيث كانت أولى مبادرات الكنية الداعمة لخطة الدولى لتطوير المسار و تشجيع السياحة بإنتاج و إخراج فيلم مترجم لأكثر من لغة يتناول نبذات ومقتطفات عن حياة الأسرة وأهم محطات الرحلة بشكل درامي بديع و رؤية إخراجية جديدة من المبدع الشاب بيتر ميمى ،وكذلك إصدار كتاب ترجم إلى ست لغات و عمل دوبلاج للفيلم باللغات ذاتها ؛إن الأماكن التي باركتها العائلة المقدسة ثروة قومية اقتصادية و سياحية هامة لا يجب إغفالها أو إهمالها ،و حقا مبارك شعبي مصر (أش 19: 25) لقد دخل السيد المسيح أرضنا الحبيبة مصر وهو بعد طفل على ذراعي السيدة العذراء فتباركت بلادنا المصرية بقدومه .
أخبار متعلقة :