دعونا نتفق من البداية علي أن أي نجاح يتحقق لأي دولة عربية هو رصيد جديد مضاف لأرصدة الأمة بأكملها من الإنجازات والنجاحات، وليس فقط منسوب إلي الدولة صاحبة النجاح أو الإنجاز، هذا هو لب الموضوع إذا ما أردتم الإيجاز!
نجاح مصر في استضافة قمة المناخ خلال الشهر الماضي هو نجاح للعرب "كل العرب" ونجاح قطر في تنظيم كأس العالم الحالي هو أيضاً نجاح للعرب، ونجاح منتخب المغرب في تحقيق إنجاز رياضي "عربي" غير مسبوق في البطولة نفسها، هو نجاح لأمة العرب بأسرها . الإنجازات التي تتحقق اليوم فوق الأراضي العربية، تحمل لنا البشري بأننا قادمون و بإذن ربنا قادرون، وأنه قد آن الأوان للمارد العربي العملاق أن يستفيق من غفوته، لينفض عن جسده غبار الزمن قبل أن يتجاوزه الزمن!
ليس هذا كلاماً مرسلاً، ولا هي أضغاث أحلام ولا محاولة للهروب من إيلام الواقع ومرارة الأيام، ليس تدثراً بالأوهام، و لا هو تصبير للنفس بإخضاعها للإيهام، وإنما هي حقيقة وواقع ستشهده الأمة بأسرها في مستقبل الأيام .. إن ما جري في السعودية، والقمة العربية الصينية التي شهدها قصر اليمامة خطوة هائلة وقفزة طائلة وعلامة تقودنا نحو مستقبل جديد نسأل الله تعالي أن يكون سعيد، ماتم في المملكة يجب التوقف أمامه وتأمله والبناء عليه إذا ما أردنا النهوض الحقيقي والارتقاء باقتصاد بلدان لغة الضاد، التي شرفها ربنا سبحانه بأن جعلها لغة قرآنه، وتبيان حلاله وحرامه .
لقاء الرئيس الصيني بولي العهد السعودي وأكثر من ٣٠ قائد وزعيم ومسئول، هو اللقاء الأهم في ظل الظروف الراهنة المحلية، والمتغيرات الدولية الإنية، والتي تدفع بالجميع وبنا نحو تغليب المصلحة، وتعظيم الإستفادة علي كل ما عداهما في الظروف الإعتيادية أو العادية أو المعتادة!
ونقول الكلمتين بالبلدي ...
(الصين حاليا ً يااخواننا هي مصنع العالم، والدول العربية هي مخزن وقود العالم، المصنع محتاج لوقودنا، واحنا محتاجين لمنتجات المصنع، يعني من الآخر كده المصلحة ما بيننا مشتركة) .
الصين الآن هي الشريك التجاري الأول للعرب، وترسيخ العلاقات العربية الصينية بات اليوم أمراً ضرورياً وملزماً للصين وللعرب معاً!
قبل ذلك كان الإتحاد الأوروبي صاحب ال٢٨دولة وال ٥١٣ مليون نسمة هو شريكنا الأول، حلت محله الصين وحدها، فماذا يعني هذا؟ يعني أننا كعرب نبعث برسالة إلي الغرب مفادها أن الشرق قادم!
رسالة سيكون لها ما بعدها، وسينعكس تأثيرها "إيجابياً" علي طبيعة العلاقات العربية الغربية " حتي وإن ظن البعض أو توهم أو تخوف من حدوث العكس! الغرب دائماً يبحث عن المصلحة وليس في ذلك أي عيب أو نقيصة، فإذا ما قلنا أن حجم التبادل التجاري بين أمريكا والعرب قد انخفض مؤخراً بنسبة ٢٥٪، بينما يشهد التبادل العربي الصيني تزايد مضطرد، وهو ما يعني "ضمنياً" أن العرب قد انفتحوا علي اقتصادات العالم وبات باستطاعتهم التحرك بحرية، مضاف إلي ذلك، أنه في تعاملنا مع شريك واحد "حتي وإن بلغ تعداد سكانه مليار و٤١٢ مليون نسمة" سيكون أيسر لنا وأفيد من تعاملنا مع عدة شركاء متفرقون" وان بدوا في الظاهر متحدين" فما بالنا وهذا الشريك (وأقصد الصين) هو القوة الإقتصادية الثانية حالياً، والقوة العظمي الأولي مستقبلاً!
فمما لا شك فيه أن تعاوننا معهم في مثل تلك الحالة سيكون هو الأنجح والأنفع والأنجع .
علي أية حال ..
لقد نجحت مصر "العربية" في استضافة مؤتمر المناخ، ونجحت قطر "العربية" في تنظيم كأس العالم، ونجح منتخب المغرب"العربية" في تحقيق انجاز رياضي يصل إلي حد الإعجاز، وجرت القمة الصينية العربية علي أرض السعودية" العربية"، لقد آن لنا الأوان الآن أن نصدح بها ونقولها قوية ...
إن العرب قادمون فأفسحوا لهم الطريق .
حيّا الله أمةالعرب،
ويا محلي النصر بعون الله .
أخبار متعلقة :