سأريح خدي على خصر النص، وأقبل خد الورقة حتى تتسبغ شفتاي بألوان أحرفك المقترة،! سأكيل المسافات التي بيننا بأوتار التشيلو، وأتتبع بريشة الحب آنغام الشغف التي سبقتني إليك، متمايلا راقصا بأقدام رودولف نورييف على تلك الأوتار المشدودة على لوحة الزمن، ثملا بنبيذ الذاكرة المغدق في بواطن الماضي، وأخاديد المساء ، سأبكي على فوهة الحنين، ولن أبالي إن كنت تنظرين أم لا تنظرين، سأترك باقة الورد تذبل في كف الامبالاة كما ذبولك في أنابيب روحي وماء عيني، وأعرف بأن اليأس سيجرني من ناصيتي كل ليلة وأعود أدراجي، وآهاتي بك، وآهاتي، كلما لسع بقّ القلق صدري العاتي، ولكن سأواسي نفسي بتلك الفراشة المحلقة فوق فضاء المصباح، وأشرب من كوب الصبر المنكه بكلمات أمي ، سأفرقع أصابعي ساخرا في وجه الندم، وألعب بخيزرانة اللهفة بكل نهم ثم أحشرها بابتسامة سمجة بين نهدي الذاكرة، سأرتدي غطاء من أوراق الباولونيا لأحمي فؤادي الطفل من ملامح الحزن المنعكسة على مرأة الحياة، وأركض حافيا من أشواقي خلف تجاعيد الشمس كي لا يلاحقني طيفك كلما رأيت المستقبل يضيء خلف غيمة البُعد وأردت اصطياده بصنارة العزم !
أخبار متعلقة :