تأتى روائح ديسمبر باستمرار المعارك العسكريه فى اوكرانيا وخلفيتها الصرع العالمى بين ما يشبه قطبين الغرب وعلى رأسه أمريكا من جهة و مجموعة روسيا الصين من جهة آخرى ولكل قطب له أهدافه أمريكا لها هدف الحفاظ على حصاد الحرب العالمية الثانية من سيطرتها وعملتها على عنق العالم وهدف القطب الآخر الإستراتيجى هو تغيير تلك الوضعية التى لم تعد تعبر عن واقع تضاريس القوى العالمية الحاليه ومنها مصنع الصين للعالم واكبر منتج ودائن لكل بلدان العالم تقريبا بما فيها أمريكا لذا تطاحن استراتيجى وعناد القوى التى ترى حتمية الاستمرار فى تلك المنظومة العالميه ونقصد امريكا ومن وراءها الغرب المنتفع وذلك بتحييد روسيا باضعافها ثم افتراس الصين بخطط آخرى بلا حليف يضج مضاجع مفاصل الصانع الاستراتيجى الأمريكى
ولنا أن نلقى نظرة على تخوم الصراع إلى أين وصل
الموقف العسكرى لم يتغير كثيرا إلا من انسحاب جزئى روسي فى إقليم خرسون واستمرار الإمداد الغربي بالسلاح وربما بالرجال المدربين لأتون محرقة أوكرانيا وفى هذا الملمح يمكن لأى قارئ من سطح الحدث دون الدخول فى عمقه يستشف أن هناك تلكأ روسي فى الإندفاع العسكرى ربما لعدم ضم الاحتياطى الجزئى الذى قررته روسيا وربما لأمور آخرى منها أنهاك اقتصادى فى تكلفة الحرب التى لم تتوقف وكل الأحتمالات مفتوحه حتى منها أنه فخ مدروس بعناية وهذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة خاصة حتى شهر يناير أو نهاية ديسمبر بعد استكمال الاحتياطى الجزئى العسكرى الروسي
ولكن على الجانب الآخر هل أمريكا فى اريحيه تطالعنا الأخبار أن هناك ركود وتضخم ومأزق اقتصادى تشير بعض أخباره باختفاء او نقص بعض السلع ومؤشرات كثيرة سلبيه منها حد الديون الى الناتج الاجمالى الامريكى هذا بالاضافة الى نقطتين عسكريتين منها ما رشح بالصحافة الامريكيه من خلاف داخل البنتاجون باستمرار مد اوكرانيا بالسلاح مما اثر بالسلب على المخزون وعمل المصانع بكامل طاقتها مما يؤثر استراتيجيا على القوة العسكريه الامريكيه بل والاخطر من ذلك تصريح وزير الدفاع الامريكى الذى اعلن فيه ان المواجهة مع الصين عسكريا قد تكون خطيرة لتفوق الصين التكنولوجى العسكرى فى كل انواع الاسلحة عدا الغواصات التى تتفوق فيها امريكا وهذا مؤشر صريح بصعوبة احتمالية مواجهة مستقبليه او فى المدى المنظور مع الصين
أما أوروبا فهو اتحاد وجد نفسه يلاطم أمواج الصراع الامريكى الروسي فلا يستطيع اغضاب امريكا التى تحميه فعليا بما يسمى الناتو لذا نجد اوروبا الخاسر الأكبر اقتصاديا وتواجه شبح شتاء قاسي على شعوبها لذا نرى خروج بعض دول اوروبا فى علاقات مصالح مع روسيا بل واكبر دولة اوروبيه المانيا تذهب الى الصين لتحسس مركب انقاذ اقتصادى من تلك الامواج التى تدك اوصال هيكلها الاقتصادى الذى كان راسخ ثابت قبل الصراع فى اوكرانيا
أذن من يرى الصورة بهدوء كل الأطراف لديهم أسباب لوقف نزيف الصراع ولو على طريقة استراحة محارب الى حين وهنا اطلق الرئيس السيسي مبادرة لوقف الصراع الذى اخذ العالم فى ازمات اقتصادية قد تمتد اثارها لفترة وجاءت الموافقة من طرفى الصراع الاكبر روسيا وامريكا على التفاوض فى اتفاقية خفض السلاح النووى المعروفه استارت وذلك فى القاهرة فى شهر ديسمبر وفى الخلفيه او حتى فى العلن لأى مراقب لحل ازمة اوكرانيا فهل يحدث الاجتماع وهل ينجم عنه نتائج وقف ذاك الصراع المحموم الذى قد تفلت حبائل تحكمه الى غبار نووى مرير على العالم وهذا سيجيب عنه شهر ديسمبر .
أخبار متعلقة :