- أعطيتها أعظم ما أملك ..أعطيتها قلبى الذى لا يعرف إلا الحب، هكذا كان يشدو عبد الحليم حافظ في إحدى أغنياته ، ولكن القصة تتكرر، فقد اختارت أن تترك طريقى المفروش بمشاعر الود والإخلاص، لتمضى في طريق آخر ينتهي بالألم ..كلما أتذكرها تدمع عيناي، ليس رثاء على نفسي، ولكن رثاء لها، لأنها مضت فى طريق بلا عودة ..سوف تمتلئ بالجروح التى لا شفاء لها ..نعم ما زلت أهتم لأمرها، ولكنها أبدا لن تعود، لأنني لن أكون هناك حيث تعودت أن تجدني دائما، لقد ماتت من كنت أعشقها، وما بقي أشلاء إنسانية ممزقة.
- في دائرة صغيرة أعيش ..ليس من يهتم لأمري ..أود أن أخبرهم جميعا أنني هنا بجانبهم...أصرخ ولكن ليس من يجيب ..أين ذهب البشر؟ ما أراه كائنات تحمل ملامحهم ولكن لماذا لا يسمع احد أناتي؟ صوت البكاء يتردد في الأحشاء، وفى الخارج ضحكات لا تنتهي ..كنت أراها بينهم تشخص نحوي، وكأنها ترجوني لأبقي ..لكني أري ملامحها الجميلة تكمل صورتهم المشوهة، أنها هم وهم هي، لذلك وبعد أن أمضيت كل تلك السنين بينهم، كل ما أحس به هو العدم، فمرحبا بهذا الفضاء اللامتناهي الذى سوف أرتمي فيه بنشوة أبدية.
- أنهم يتجمعون حولي ..ربوات من الناس يقذفون ناحيتي ألسنة من اللهب تخرج من حناجرهم ..تخترق عظامي، وتسحق ما تبقى في من إنسانية ..أنزوي بعيدا ..يركضون نحوي بحماسة منقطعة النظير، وأنا الكائن الضعيف الذى لا أملك إلا كلمات أنطق بها بين الحين والآخر ..يتجمعون حولي .. تتسلل أصابعهم إلى عقلي لتنزع منه الفكر والألم، فأحس بالبلادة لكن أخطر ما حدث وقتها أنهم انتزعوا من صدري أغلى ما أملك انه قلبى الصغير الذى كان دائما ما يردد:-
أحبكم جميعا
- تنظر إلى بينما تترقرق الدموع في عينيها ..أرحل بعيدا دون أن أنظر إليها ..أتجه صوب المدينة التى تقع في الجانب الآخر حيث لا أحد.
أخبار متعلقة :