بوابة صوت بلادى بأمريكا

أمينة خيري تكتب: رفقًا برجال الدين

 
«الشيخ فلان يوضح حكم زيادة سعر السلع مقابل البيع بالتقسيط» «الشيخ علان يوضح حكم الشرع في التمويل العقارى» «الشيخ فلان يوضح حكم الشرع في البنطلونات المقطعة للذكور والإناث» «الشيخ علان يوضح حكم الشرع فيمن أراد أن يطلّق زوجته لأنها تضحك مع الرجال» «الشيخ فلان يوضح رأى الشرع في عمل الخميس والأربعين للمتوفى» «الشيخ علان يوضح حكم الشرع في مَن زار مريضًا وقال له: إنت بتودّع» «حكم الشرع في كسب المال من الألعاب الإلكترونية» «الشيخ علان يوضح حكم الشرع في مَن قرّر وزوجته عدم الإنجاب» «الشيخ فلان يوضح حكم الشرع في وجوب الذبح عند شراء سيارة» «الشيخ علان يوضح حكم الشرع في من صلّى المغرب خلف رجل يصلى العصر» «حكم الشرع في فيزا المشتريات» «الشيخ فلان يوضح حكم الشرع في من يتلاعب ببطاقة التموين» «الشيخ علان يوضح حكم الشرع في التصدق بالعملات الرقمية» «الشيخ فلان يوضح حكم الشرع في كشف المنتقبة وجهها لدى دخول المطار» «الشيخ علان يوضح حكم الشرع في زيارة مريض غير مسلم» «حكم الشرع في عمل في شركة سجائر» «حكم الشرع في جلوس المرأة مع زوج ابنتها» «حكم الشرع في زيارة المرأة للقبور» «حكم الشرع في تسمية الابن فرعون» «حكم الشرع في بناء المقابر بالطوب الأحمر الحرارى» «حكم الشرع في من يلوث البيئة ويساهم في تغير المناخ» «حكم الشرع في وضع حواجز للسيارات أمام البيت» «حكم الشرع في من يتبرع بأموال لأطفال أيتام من غير المسلمين» و«حكم الشرع في من يحصل على شقة من الحكومة للسكن ويؤجرها من الباطن» و«حكم الشرع في العمل في مجال سياحة الشواطئ والآثار» و«داعية يؤكد أن السير العكسى ذنب يستوجب اللعن»!.
هذه عينة بسيطة وصغيرة لا توفّى ما نطالعه على مدار الساعة، لا على منصات التواصل الاجتماعى أو نسمعه من أشخاص في المقاهى أو الأتوبيسات أو الميكروباصات.. ولكن في وسائل إعلامنا التي يفترض أنها حائط الصد وأملنا المتبقى في العبور بمصر من منزلقات تشابكت فيها أخطار هيمنة جماعات دينية (مازالت منتعشة وعاملة ومتوغلة)، وسيطرة فكر دينى رجعى بالغ التشدد والشطط بعيدًا عن الدين الحنيف وانتشار الجهل غير المرتبط بالأمية الأبجدية فقط، بل وثيق الصلة بأوامر الانغلاق وأحكام جعلت من استخدام المخ رِجسًا وإعمال العقل ذنبًا.
هل يعقل أن ندفع رجال الدين الأجلاء المحترمين بعيدًا عن مجالهم الأصلى، ونثقلهم بأعباء وزارات المالية والعدل والداخلية وإدارة المرور والخارجية والتموين والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والسكان والتجارة والصناعة والإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة والسياحة والآثار؟!.
حين يقوم رجال الدين بهذه المهام وحدهم، ألا يحاسبنا الله لأننا قد أثقلنا عليهم وكلفناهم بهذا الكم من العمل المرهق متعدد الاختصاصات متراوح المسؤوليات؟!.. رفقًا برجال الدين يا سادة!.

أخبار متعلقة :