السيناريست السوري محمد الحلواني: أيقنت مِراراً أن النجاح لا يأتِ بسهولة، وعندما تعبت وجدت النجاح يستحق كل ما قدمتُ من أجله
" في مدينة الياسمين كتب أولى قصائده التي تحولت فيما بعد ديواناً تبعته رواياتٌ وأعمال وصلت إلى السينما المحلية والعالمية "
حاوره : إبراهيم محمود هارون
صحيفة صوت بلادي / من هو السينارست محمد الحلواني ؟
محمد الحلواني / روائي وسيناريست سوري ألف تسعة مؤلفات حتى الآن وكتب عدد من الأفلام السينمائية وصلت لسبعة أفلام ما زالت حتى اليوم تشارك في المهرجانات العربية والعالمية ، وهو باختصار " كاتب إتخذ من القلم حياةً يسكبها على الورق "
صحيفة صوت بلادي / متى بدأت موهبتك في الكتابة، وكيف كانت بداياتك ؟
محمد الحلواني / في الرابعة عشر وابتدأت آنذاك في الشعر حين كتبت أول أبيات شعر لي :
قف اذكر أهل بيتٍ ... سكنو القلب قبل الذهابَ
وسكنوا القلب ليلاً ونهاراً .. وزاد الشوقُ في الغيابَ
صحيفة صوت بلادي / هل واجهتك صعوبات في مشوارك الثقافي ؟
محمد الحلواني / سؤال قيم ومهم أشكرك لطرحه ، الحقيقة واجهت في بداياتي صعوبات كثيرة جداً كانت تقف بيني وبين أحلامي كالجدار الفاصل وأبرزها وللأسف كان غياب المساندة الأدبية بشكل عام إلا أنه في ذات الوقت ومن ناحية ثانية تواجدت مساندة أدبية قليلة العدد ربما لكنها كانت ذات تأثير كبير على حياتي ، والأساتذة الذين لا يمكن أن أنسى فضلهم سواء في مجال النشر الأدبي أو في مجال الصحافة والإعلام أخص منهم بالذكر : الدكتور ممدوح حمادة السيناريست السوري الكبير الذي أسعدنا بمسلسلاته التلفزيونية والدكتور رائد عامر صحفي في قناة دبي - الأستاذ جبر منسي رئيس اتحاد الناشرين العرب في الاردن ومؤسس دار المعتز وهو الذي قام بطباعة باكورة أعمالي رواية جريمة عصيان في داره الكريمة - كذلك الأستاذ فايز كمال مؤسس دار القبس للنشر والتوزيع في سوريا والأستاذة بدور العدل مؤسِسة منصة كتابجي في لبنان ، أيضاً اليأس كان هو صعوبة كبرى تواجهني والتي مع العمل والإرادة والصبر تلاشت وتحولت لنجاح بفضل الله وتوفيقه
صحيفة صوت بلادي / أين وجد الحلواني نفسه؟
محمد الحلواني / وجدت نفسي في السينما أكثر حيث أن مساحة التعبير في مفتوحة بشكل أكبر لتصبح بصرية ومسموعة ورغم أن السينما والرواية مكملان لبعضهما (ما يكتب في الراوية يتم تحويله لصورة بصرية وما يكون صورة بصرية يثري الرواية بالإحساس الإنساني الذي يجملها أكثر) إلا أن الفن السابع أوسع شمولاً وتأثيراً دون أدنى شك
صحيفة صوت بلادي / اول سيناريو كتبته ؟
محمد الحلواني / فيلم الحنو وهو يروي معاناة الأطفال المصابين بالتوحد وتأثير هذه المعاناة على والديهم ويشرح الفيلم كذلك في نهايته احساس الطفل المصاب بالتوحد وكيف يرى ويفسر الأمور كما يشرح أيضاَ السبيل الأمثل للتعامل مع اطفال التوحد
صحيفة صوت بلادي / هل هنالك من له الفضل في توجيهك نحو الكتابة ؟
محمد الحلواني / رحم الله والدي صاحب الفضل من بعد الله عزوجل في أي نجاح أصل إليه ، كذلك الأساتذة الذين سبق ذكرهم والفضل الأول والأخير مجدداً لله عزوجل الذي وفقني لأن أكون اليوم موجود على الساحة الأدبية العربية وأن أتشرف بوجودي في صحيفتكم الكريمة اليوم
صحيفة صوت بلادي / ما هي طقوسكم في الكتابة ؟ و طريقتكم في جمع المصادر ؟
محمد الحلواني / بالنسبة لي فأنا أمتلك بعض الطقوس الأولى هي الإحتفاظ بمفكرة في هاتفي أدون عليها أي فكرة تخطر لي وإن كانت غير مفهومة ، غالباً ما أقوم باستخدامها في المستقبل بعملٍ ما ، كذلك في اوقات الألم والحنين والوحدة أجلس منكباً عند الكتابة "كالكأس المُنكبة على الطاولة" وهذا يمنحني أفق أكبر للكتابة والتعبير ، أقوم أيضاً بإعداد خطة شهرية أجدول فيها الأعمال التي اود كتابتها أو تنفيذها وفق ترتيب رقمي
صحيفة صوت بلادي / ما الذي ينقص المثقف العربي اليوم؟
محمد الحلواني / لا ينقصه الكثير مثلما ينقصه الصبر والثقة بالنفس وعدم الاستسلام والإرادة على تحقيق النجاح والوصول الى الهدف المطلوب ، فهذه كلها أسباب رئيسية لخسارة أي إنسان نجاحه الذي ربما يكون النرء قاب قوسين منه
صحيفة صوت بلادي / هل أصبحت الرواية الآن هي ديوان العرب؟
محمد الحلواني / بالتأكيد أرى الإقبال على الراوية من جمهور القراء بات أكبر من قبل بكثير والسبب في ذلك يعود لوسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة التي منحت الكُتاب طرق مختلفة ومتنوعة وأسرع للتعبير وإيصال كتاباتهم وإبداعهم لقرائهم
صحيفة صوت بلادي / ما هي قراءتكم للمشهد الثقافي العربي ؟
محمد الحلواني / للأسف هناك غياب أدبي كبير من الجمهور او من وسائل الاعلام في المحافل الثقافية والأدبية كمعارض الكتاب حول العالم ، كذلك هناك تجاهل للكثير من الأعمال الأدبية الناجحة بما فيها الاعمال الفائزة بالجوائز الأدبية وهذا بحد ذاته مشكلة ، لان العمل الناجح حين يصل لشريحة كبيرة من الناس يعكس اثراً ايجابيا على المجتمع ، فكيف إن لم يصل !!
صحيفة صوت بلادي / باعتبارك من أبرز الكُتاب في الوطن العربي كيف تستطيع الاهتمام بالقرَّاء والوصول إلى مشاعرهم ؟
محمد الحلواني / جميل جداً ، في البداية أحاول تقسيم وقتي خلال اليوم ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، كما أسعى للرد على أسئلة الجميع وتلبيتهم ما امكن ، وأعمل بشكل خاص على نقطتين الاولى اولاً تحفيز المارد الذي بداخلهم للعمل والابداع حيق قمت بأكثر من مبادرة تعليمية عامة للجميع ، والنقطة الثانية أسعى إلى الوصول لمشاعرهم بمنشوراتي على وسائل التواصل حيث أركز على النواحي الإنسانية العميقة أملاً بأن أغرس فيهم أجمل الإنسانيات التي تزيد مجتمعنا خيرا وسلاما .
صحيفة صوت بلادي / هل المثقف العربي عنصر فعال و مؤثر أم مؤدلج و متعال و ألعوبة في أيدي من يملك المال ؟
محمد الحلواني / المثقف العربي عنصر فعال جداً ومؤثر دائماً ولا أعتقد أنه يمكن أن يغدو يوماً مؤدلجاً او لعبةً في يد من يملك المال لأنه يتحلى بعمق في التحليل وثقافة جيدة تساعده للخروج من هذه الصعوبات سالماً حسب رأيي
صحيفة صوت بلادي / هل سيادتكم مع او ضد الكتابة بالعامية و لماذا ؟ و هل كتابة الحوار بالعامية تفسر الذوق العام ؟
محمد الحلواني / لا أحبذ الكتابة بالعامية إلا بطرق محددة وذلك لأن اللغة العربية هي أم اللغات وسيدتها دون منازع لما تحتويه من قواعد ومفردات ومعاني تفصيلية دقيقة لا توجد في أي لغة ، والاهم من ذلك هي لغة القرآن الكريم وهذا دليل كبير على الخير الموجود في اللغة العربية ، كما ان اللغة العامية غير مفهومة للجميع ، أرى الكتابة بالعامية جميلة بطرق محددة مثل :
إدراجها في الحوار كنوع من الدعابة او تعريف القارئ بشعبٍ ما
إدراجها في موقف معين بالرواية بحيث تكون العامية أجمل
إدراجها على سبيل الشعر او الغناء ضمن مادة ادبية مما يعطي تنوع جميل في المادة
صحيفة صوت بلادي / ماذا تعني أن تكتب ؟
أعني بكتابة كل ما يمس الإنسانية من قول أو فعل أو نية ، أسعى لأن أغير نظرة الناس للأنانية وأطمح لتحويلها إلى الإيثار الذي ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل وعلى الإنسان بشكل خاص
صحيفة صوت بلادي / كلمة اخيرة ؟
محمد الحلواني / في عالم التكنولوجيا السريعة ووسائل التواصل الإجتماعي المتنوعة أتمنى أن ندعم المحتوى الهادف الذي يرقى بالمجتمع للأفضل والصبر في العمل والحياة عموماً وأن ننتبه لأقوالنا وأفعالنا لأن الحياة إمتحان لإنسانيتنا
أخبار متعلقة :