قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في برنامجه لعلهم يفقهون المذاع على قناة dmc أن ( سيدنا عيسي عليه السلام مسلماً . ثم يستطرد .. ويضحك ويقول ربنا لا يسلط عليك حماراًً )
في تقديري إن تصريح الشيخ خالد الجندي قد جانبه الصواب فيه ولا يحترم المشاهدين ، ولا يحترم عقائد الآخرين ويثير البلبلة والفتنة الطائفية بين جناحى الوطن الواحد ويدخل غير المتخصصين في أمور الدين في خلافات عقائدية نحن في غني عنها ، حيث يستخدم الكلمات في غير موضعها لمحاولة جذب المشاهدين ولأشياء في نفسه وذلك على حساب الآخرين ، وقد لا يعلم تبعات ذلك على قيم المجتمع ووحدته وسلامته واستقراره.
نتساءل هل يليق أن يصف المشاهد الكريم المختلف معه في الرأي بالحمار ، ارتكب فضيلته خطأ جسيم في عدم إظهار الاحترام والتقدير الواجبين للمشاهدين وهذه إهانة بالغة لهم يستوجب مسألته قانونياً .
هل تعلم يا فضيلة الشيخ إنه تكرّر اسم المسيح في القرآن 11 مرّة ، وتكرّر اسم عيسى 25 مرّة ، وبذلك فقد ورد اسم (عيسى) ولقب (المسيح) في القرآن 36 مرّة وذلك في أحدي عشر سورة ، أقرا قرآنك جيداً. لتعرف من السيد المسيح، لسنا في معرض تأصيل فقهي و آلا كنت شرحت كل هذه الآيات .
وكان يجب عليه عدم التجاوز في حق المشاهدين وان يذكر أن هذا هو رأيه الخاص لمعني كلمة مسلم وفق فهمه لشريعته ، وعندما يتحدث هو أو غيره إلى الملايين في موضوعات خلافية تخص الأديان يفضّل إن يكون التركيز فقط على مسألة الاتفاق بين القرآن والإنجيل لعدم إثارة حفيظة الآخرين .
حيث يتفق المسلمون والمسيحيون على أن المسيح كلمة الله يقول القرآن: “إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ” (النساء 171). هنا، يدعى المسيح “كلمته”، والهاء تعود على الله . ثم في آية أخرى نجده يقول: “إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ” (آل عمران 45)، هنا دعي المسيح “كلمة منه”، والهاء أيضا تعود على الله، فالمسيح إذن كلمة الله.
وفي الحديث أيضا نجد تصريحا مباشرا بأن المسيح كلمة الله، حيث يقول في حديث الشفاعة أن الناس يأتون نبي الله موسى ليطلبوا الشفاعة منه فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى، كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ (صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها).
وفي الإنجيل، نجد أيضا أن المسيح هو كلمة الله. يقول الإنجيل يوحنا : “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ الله” (إنجيل يوحنا 1 الآية 1)، ثم يقول أيضا: “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا (يعني الكلمة تجسد في شخص المسيح) وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ (إنجيل يوحنا 1 آية 14).
ونحن نؤمن حسب إيماننا المسيحي في الكتاب المقدس أن الله واحد مثلث الأقانيم وان السيد المسيح الله الظاهر في الجسد.
ونري أن تصريح الشيخ خالد الجندي تجاوز الحد المسموح به فى الطرح وفيه إساءة بالغة للمشاهدين ، وإن تصريحه أيضاً فيه مخالفة لميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى.
جدير بالذكر أننا نحتاج إلى ضبط الأداء الإعلامى، والتدقيق فيما يقدم للمشاهدين واحترامهم، والالتزام بميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى، والبعد عن الأمور التى تحدث أى إثارة أو بلبلة، حيث خالف مثل هذا التصريح كود الاخلاق الذى نص على عدم التحقير من الاشخاص ، ومخالفة المادة (16) من لائحة الجزاءات والتى تنص على ان استخدام الفاظ تؤذى مشاعر الجمهور مخالفة تقتضى توقيع الجزاء على المخالف.
والدستور المصرى الصادر فى 2014 فى المادة 211 منه أناط بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسئولية وضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الأعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها والحفاظ على مقتضيات الأمن القومى، وأوجب عليه القانون رقم 180 لسنة 2018 اتخاذ الإجراءات المناسبة اللازمة لبلوغ تلك الغايات، وخوَّله من الاختصاصات والسلطات، وأتاح له استخدام العديد من التدابير وتوقيع ما يراه ملائماً من الجزاءات المعينة له فى هذا المقام.
وطبقاً للمادة 211 من الدستور الصادر عام 2014 والمادة (94) من القانون رقم 180 لسنة 2018 بشأن قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام واللوائح الصادرة تنفيذاً له، فإن هذا الصريح خالف ميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى فى باب أولاً المبادئ العامة فى فقراتها أرقام ( 2، 4 ، 6، 9) والتى نصت على التالى:
1- الفقرة رقم 2 على احترام القيم المجتمعية وآداب وتقاليد المهنة.
2 - الفقرة رقم 4 احترام الوحدة الوطنية.
3 الفقرة رقم 6 احترام الكرامة الإنسانية وعدم الإساءة إلى أى فئة من فئات المجتمع.
4- الفقرة 9 تنص، على احترام حقوق الجماهير مستمعين ومشاهدين.
كما تنص الفقرة الثانية فى باب الواجبات، على عدم مخالفة الالتزام بالموضوعية فى التناول، والتوازن فى عرض وجهات النظر، وعدم تغليب المصالح الخاصة على الاعتبارات المهنية.
وبناء عليه فأنني أطالب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أعمالاً للمادة 94 من القانون رقم 180 لسنة 2018 وهو المنوط به ضبط الأداء الإعلامى اتخاذ قرار بإيقاف الشيخ خالد الجندي عن الظهور الإعلامي، وتغريم القناة وإنذارها بسحب الترخيص حال تكرار هذه المخالفات.
كما نطالب اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية المشكلة بقرار رئيس الجمهورية رقم ٦٠٢ لسنة ٢٠١٨م مواجهة مثل هذه الدعاوي التي تنال من سلامة واستقرار الوطن لمنع حدوث حالة من الاحتقان تضر بالمجتمع ومواجهتها بكل حزم وقفاً للقانون للمحافظة علي الوحدة الوطنية وسلامة وأمن البلاد.
أخبار متعلقة :