بوابة صوت بلادى بأمريكا

صفوت عطا الله يكتب : ذكريات شهر سبتمبر

 
 
شهر سبتمبر من الشهور المميزة بكثرة الأحداث والمناسبات والمواقف الهامة والمثيرة والتي كانت لها تأثير قوي سواء كان على المستوى المحلى أو الدولي ربما كانت حد فاصل بين تاريخين وسنورد بعض منها للتذكرة:
 
 
الفاتح من سبتمبر عام 1969م: قيام ثورة العقيد معمر القذافي في ليبيا وخلع الملك محمد أدريس السنوسي الذي عاش في مصر بقية حياته ومنذ هذا التاريخ أصبح معمر القذافي رئيس وزعيم حتى مقتله بطريقة بشعة في 20 أكتوبر 2020م عقب ما يسمى بالربيع العربي والانتفاضة الشعبية في كل من تونس ومصر وليبيا ويعتبر معمر القذافي من أقدم الرؤساء العرب ولغز غامض ومحير وعامل أساسي في رعاية وتغذية الإرهاب العالمي وإثارة القلاقل في مختلف أنحاء العالم وكانت آراءه وتصرفاته وسلوكياته الغريبة الشاذة موضع جدل ولغط وأن الذي يقوم بدوره حالياً هو رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون في أشاعة الرعب والخوف والتوتر في العالم.
 
 
الخامس من سبتمبر عام 1981م: قرارات سبتمبر السوداء التي أصدرها الرئيس محمد أنور السادات باعتقال جميع القيادات السياسية والصحفية والدينية والطلابية بجميع انتماءاتهم ومراكزهم وأعمارهم، 1530 شخص بمن فيهم 7 أساقفة وكذلك 24 كاهناً وتلك الأرقام لها دلالة ومعنى لدى الكنيسة وكذلك إلغاء قرار اعتماد البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط والتحفظ عليه وتحديد أقامته بدير الأنبا بيشوى بوادي النطرون لمدة ثلاث سنوات ونصف وغلق صحف غير حكومية سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يسارية في خطوة غير مسبوقة في التاريخ الحديث وكانت السبب الرئيس في اغتياله أثناء احتفاله بنصر أكتوبر وسط قواته المسلحة وأمام العالم كله، وقد كان السادات شخصية متناقضة ومحيرة وفجائية وكان يحظى بأعجاب وتقدير العالم حيث حصل على جائزة نوبل للسلام مع رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجين لتوقيعه معاهدة السلام ( كامب ديفيد ) والصلح مع إسرائيل في 17 سبتمبر 1978م وفي نفس الوقت كانت أعماله وأفعاله وأقواله وتصرفاته وسلوكه داخل بلده مصر مختلفة تماماً ولا يحظى بحب شعبه لقدرته ومهارته في التلاعب بالألفاظ والكلمات والتلون حسب مقتضيات الوضع وهي صفة واضحة فيه منذ شبابه وحتى مقتله من التغير والتحول والتنقل من أقصى اليسار لأقصى اليمين، تحالفه مع ألمانيا النازية والأخوان وحركة الضباط الأحرار وصداقته مع القصر والملك ومدى ميله للزعامة والسلطة ونزعته الذاتية التي تتغلب على المصلحة العامة والانتماء الوطني ولعل تأليفه لكتاب البحث عن الذات وفي المقابل كتاب الصحفي محمد حسنين هيكل خريف الغضب يوضح ويكشف هذا التناقض والتباعد والاختلاف في شخصية أنور السادات.
 
 
التاسع من سبتمبر عام 1881م: بدء حركة الزعيم أحمد عرابي وذهابه إلى قصر عابدين والوقوف أمام الخديوي توفيق وعرض مطالب الأمة والتي كانت بداية الاحتلال الإنجليزي لمصر عقب معركة التل الكبير وهزيمته والقبض عليه والنفي بجزيرة سيلان ثم العفو عنه بعد عشرين عاما وعودته لمصر في 21 سبتمبر 1911م وهو يعتبر أول قائد ثورة في العصر الحديث ومن المفارقات أن تم اطلاق مسمى ( هوجة عرابي ) على حركته والتي كان من أهم نتائجها طرد الضباط المصريين من الجيش وقتل أكثر من عشرة آلاف جندي مصري أثناء معركته خلال نصف ساعة فقط وأنه ورث عن والده ثمانية فدادين بناحية الشرقية وصلت إلى 750 فدان أثناء خدمته العسكرية ويقال أنه مات فقيراً وأيضاً كان شخصية محيرة واختلف عليها المؤرخين بين مؤيد ومعارض.
 
 
الحادي عشر من سبتمبر: يحتفل الأقباط المصريون برأس السنة الزراعية المصرية القديمة القبطية الشهداء 1739 وأيضاً الذكرى الواحد والعشرون لهجوم الإرهاب على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع في فيرجينيا عام 2001 بواسطة الطائرات واثنى عشر إرهابي تابعين لتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، هناك تشابه ومقابلة وربما تطابق بين ما فعله في سالف العصر الإمبراطور دقلديانوس بداية عصر الاضطهاد الروماني خاصة على المصريين عام 284م تاريخ توليه العرش وما حدث أوائل سبعينيات القرن الماضي أيضاً من عمليات إرهابية واضطهاد برعاية الرئيس أنور السادات وقد عايشنا وعاصرنا وشاهدنا تلك الأحداث في تلك الفترة ولولا قلة وسائل الاتصالات والإعلام وعملية التعتيم والتزييف للحقائق إذ لم يتم تسليط الضوء عليها فكانت بحق بداية عهد الإرهاب والتعصب والتشدد عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر 28 سبتمبر 1970م وتغيرت كل المفاهيم والأخلاق والتقاليد والعادات والمبادئ والتآلف بين أطياف الشعب التي كانت موجودة خلال العهد الملكي وأول سنوات الثورة وحيث بدأت بوادر الفتنة الطائفية وكان واضحاً نية الرئيس السادات استغلال احتقان الناس وتغذية التيار الديني لصالحة ضد التيار اليساري الناصري الذي كان مسيطراً على الاتحاد الاشتراكي لسان حال الثورة حيث تحالف كل من السادات وسيد مرعي وعثمان أحمد عثمان لوجود روابط نسب بينهم وتوافق في الميول والأفكار إلى دفع محافظ أسيوط محمد عثمان ووزير الداخلية النبوي إسماعيل في تعبئة التيار المتشدد وبداية ظهور الجماعات الإسلامية بمحافظتي المنيا وأسيوط وعودة قيادات الإخوان المسلمين الهاربة من مخابئهم بالدول العربية وبأفكارهم الأكثر تشدداً خاصة الأفكار المتعلقة بالوهابية والسلفية وعودة نشاطهم وحريتهم في اصدرا جرائدهم الخاصة والسماح لهم بالظهور على شاشة التليفزيون الحكومي والمطالبة العلنية بتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية في مصر وقد تم الاستيلاء على المناطق الشعبية الفقيرة والعشوائيات وتكوين مناطق نفوذ لهم وتنصيب أمراء لهم حق الأمر وانهي والحكم والتنفيذ خارج سلطة الدولة بل تحت رعاية وتشجيع من المسئولين والذي وصل إلى حد أن المحافظ  كان يستأذنهم قبل أن يتخذ قرارتهـ وهكذا كما بدأ الاضطهاد في عهد دقلديانوس في بداية التقويم القبطي للشهداء بدأ عصر الإرهاب الدولي بداية الحادي عشر من سبتمبر 2001م وحتى الآن في جميع أنحاء العالم بالمنظمات والجماعات والدواعش وطالبان ففي العشرين من سبتمبر 2001م أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الحرب على الإرهاب وقيام التحالف الدولي ضده بشن هجمات على معاقل تنظيم القاعدة وطالبان في أفغانستان وكان الانسحاب المهين للأمريكان العام الماضي انتصاراً للإرهاب العالمي وانتشاره في أرجاء العالم مستغلاً انشغال العالم في الحرب الأوكرانية مع روسيا، وربما يستيقظ العالم ذات يوم على كارثة أو عملية إرهابية جديدة تفوق ما حدث في نيويورك .
 
 
عجائب وغرائب تحدث في مصر فقط:
من العجائب والغرائب في هذا الزمان عندما يفقد الإنسان قيمة الوقت ويغرق في حالة صراع وجدال وتوهان وحروب كلامية معظمها يدور في فلك اللامعقول أو الغير منطقي برغم الحقائق الواضحة وضوح الشمس ولكن رغم ذلك يفقد الكثيرين بوصلة الحقيقة فلا يروا لكونهم أصبحوا عميان البصيرة، عندما يحاول أحد اختلاق الأسباب والتحايل والتبرير والتحليل حتى يوهم الناس بصحة قوله وهو للأسف أبعد عن الحق وأبعد عن الحقيقة، لقد فقد الكثير حاسة الصدق وإحساس الأمانة ومنطق الحكم السليم على الأشياء والأحداث حين تكون مختلفة عن أهوائهم وميولهم ومعتقداتهم، وأغلب الظن يكون الهدف من ذلك هو تشتيت الأذهان واستنزاف الوقت واستهلاك الطاقات فيما لا يفيد وتكون من نتائجها الحتمية زيادة جرعات الصراع والعراك والانحدار الأخلاقي وانهيار القيم وتعميق حالة التعصب والكراهية، إنها مجرد أمثلة قليلة فقط عما يدور داخل الديار المصرية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي والميديا والفضائيات.
 
 
الزوجة الحديثة:
تنشر حالياً أفكار وآراء ودعوات غريبة وعجيبة وشاذة ومثيرة للجدل أطلقها أحد النشطاء في حقوق المرأة بمصر تدعو إلى تشجيع الزوجة إلى التمرد على الحياة الزوجية حيال أطفالها وزوجها وأسرتها بداية من كونها غير ملتزمة بإرضاع طفلها ولها الحق في مقابل مادي وأجر لبيع اللبن من صدرها أو بمعنى آخر بيع الأمومة التي وهبها الله لها مجاناً مثل الموظف الذي يتم منحه مكافأة نهاية الخدمة وأيضاً لها الحق في الخروج من منزلها بحرية تامة أو حتى المبيت خارجه دون أخذ تصريح أو استئذان من الزوج هكذا بدا فاصل من الهرج والمرج والهزل وانطلقت الصيحات والصراخ والأصوات بالمعارضة والنقد وكيل الشتائم مما أحدث حالة من المناقشة والجدال والعراك بين المؤيد لتلك المطالب وبين المعارض وفي الحقيقة لا نعلم لمصلحة من أو لصالح أي جهة هذا الهيجان والفلتان والانفلات المقصود به المرأة المصرية التي كانت لها مكانة مرموقة ودور بارز أثناء الانتفاضة الشعبية 30 يونيو 2013 فإن المكاسب ورفع شأنها والفوز بحقوقها المشروعة في المجتمع فلماذا إثارة تلك الفرقعات والإثارات في هذا التوقيت ربما الهدف سحب التأييد الجارف للمرأة للقيادة السياسية ورئيسها عبد الفتاح السيسي كما حدث للأقباط الشهر الماضي من افتعال الحرائق في الكنائس انتبهوا يا سادة.
 
 
فارس الأحلام مخاصي:
ظهر مؤخراً شخص على التيك توك يبحث عن زوجة ذات مواصفات خاصة، شعرها الطويل أو تجيد الرقص ليأخذها على حصانه الأبيض ويجوب بها البحار والمحيطات والغريب من هذا الكائن العجيب القيام ببعض الأفعال والتصرفات تصل إلى حد الجنون أو العبط أو الهبل مثل صب الماء على نفسه أو إصدار تعبيرات بوجهه بصورة مريبة أو توجيه شتائم وألفاظ حيث يصف البعض بأنهم فلاحين وجرابيع لأنه هو أساساً من نسل ملكي وخلال فترة وجيزة أصبح لديه متابعين وصلوا لما يقرب من نصف مليون متابع ويدعي لنفسه أنه مصري حسب ملامحه واطلاق شنبه وأنه يعيش في أثينا داخل منزله ولا يستطيع الخروج منه وهو يعمل مهندساً وله ممتلكات ويعول أكثر من ثلاثة ملايين أنسان وأنه حفيد هرقل ولهذا وضع أربعة شروط لمن يقبل الدخول، إما أن يكون ملكاً أو من أسرة مالكة أو من نسل هرقل او من العرق الآري إنه إبراهيم مخاصي يحتار المرء في الحكم عليه هل هو فعلاً أنسان سوي أم أنه متخلف أو مريض نفسياً أم أنه يسوق الاستعباط على الاستهبال لحصد أكبر قدر ممكن من المتابعين وله تخاريف وأقوال شجع بها الكثيرين أن يلعبوا معه إما بهدف كشفه أو الاستهزاء به أو ربما التعاطف معه وقد تخطى الحدود فعلاً وأمر عجيب لعدم معرفة الناس أن هرقل كان إمبراطور بيزنطة وتوفى عام 641م وكان مسيحياً فهل إبراهيم مخاصي كذلك وأن النسل أو العرق الآري يحمل في طياته التفوق والتعالي على باقي الأعراق مثل النازيين فهل له غرض لفتنة ولغرض في نفس يعقوب أو مخاصي الجديد.
 
 
الطفل شنودة المسلم:
قصة أقرب للخيال تصلح لأن تكون فيلم درامي إذ أن طفل رضيع لقيط  تم العثور عليه بدورة مياه بأحد الكنائس واحتار كاهن الكنيسة فيما يفعل بالطفل المولود حديثاً فتطوع زوجين لهما 29 عاماً متزوجين ولم يرزقا بطفل وقبلوا العناية والرعاية بهذا الرضيع لأنه هدية من السماء لهم فرحوا بالطفل وتم استخراج شهادة ميلاد باسم شنودة وأعطاه الزوج أسمه فعلا وقاما الزوجين بتربيته بأحسن وأفضل رعاية وكأنه من صلبهم لمدة أربعة سنوات وهم في سعادة وسلام وأمان وحنان وعاطفة حانية على هذا الطفل الجميل ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث فجأة قامن واحدة من أقارب الزوج بإفشاء سرهم طمعاً أو خوفاً من أن الميراث قد يحصل عليه هذا الطفل اللقيط  فقامت النيابة ورجال الأمن بالبحث والتحقيق ومباشرة تلك الواقعة الخطيرة إلى أن أثبتت أن الواقعة هي واقعة تزوير في أوراق رسمية تصل إلى السجن وكذلك مخالفة قوانين الدولة التي لا تعترف بالتبني فتم أخذ الطفل شنودة وإيداعه في دار لرعاية الأيتام واطلاق اسم يوسف عليه باعتباره مسلماً حسب دستور البلاد دون وضع أي اعتبار للتغير الحاد والحالة الإنسانية وحقوق الطفل عندما يتم انتزاعه من أحضان والديه في لحظة أصبح بلا أب أو أم وثانيا تغيرت عقيدته ومن تعطف النيابة ورقي أخلاقها لم يتم توجيه اتهامات للزوجين لحسن نيتهم وكأنهم يضعون خنجراً حاداً في قلوبهم بسلب طفلهم شنودة بمنتهى الرحمة ولا أحد يستطيع إرجاع الطفل شنودة لحضن أمه وأبوه اللذان تكفلا برعايته وسهرا عليه وربياه أحسن تربية ثم بعد ذلك تم إلقاؤه في دار لرعاية الأيتام وبالتأكيد هناك توصيات عليه لإصلاحه وتقويمه وإرشاده للدين الجديد وهو أمر يثير الأسف والحزن وأغلب الظن إذا أمكن إصلاح سيمر وقت طويل ربما يكون فيه شنودة أو يوسف شاباً مجهول المصير والمستقبل فهل يا ترى هذا الطفل سوف يزيد الإسلام عدداً ؟ بكل تأكيد لن ينقص من عدد المسيحيين لكن فقط تكون الإنسانية والرحمة والشفقة وحقوق الطفل والأخلاق والضمير والحكمة تقتضي أن يعود هذا الطفل لحضن من اعتنوا به بدلاً من الدخول في نزاع ونقاش وجدل وصراع غير مفيد كالشمس ساطعة ولا نراها .. عجباً.
 
 
الملكة اليزابث سليلة آل البيت:
هكذا تبدو الإشاعات والأقاويل والخزعبلات التي وصلت مداها عقب الإعلان عن وفاة الملكة اليزابث في الثامن من شهر سبتمبر 2022م وهي الملكة التي حكمت أطول مدة حكم للمملكة المتحدة وعاصرت ثلاثة عشر رئيساً أمريكياً ومن المفارقة العجيبة أنه لولا تنازل عمها الملك إدوارد الثامن عن عرش المملكة وتولي والدها جورج السادس ما أصبحت ملكة على الإطلاق حتى جاءت المقولة على لسان علي جمعة مفتي مصر السابق ليؤكد أنها مسلمة وأنها سليلة أهل البيت النبوي وأن نسبها يعود إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم وأن هناك أميرة اسمها زائدة عاشت في أشبيليه وتزوجت من الفاتح ابن المعتمد أثناء الحكم العربي في الأندلس وأنها ذهبت لإنجلترا وتزوجت من أحد الأمراء بالطبع بعد تنصرها وجاءت الملكة اليزابث من نسل هذا الزواج وهناك قصة أخرى بأن أحد أجداد الملكة من قبيلة بني هاشم وهي احدى فروع قبيلة قريش وقد تم إجباره على التنصر وجاءت الملكة اليزابث من نسل هذا الجد !، ولا نعلم أي القصص أو الروايات هي الحقيقية وما الفائدة من اكتشاف هذا الحدث الرهيب أم أنها أثارة وجدل وتوهان وغرق في الخيال واللامعقول.
 

أخبار متعلقة :