أصدق ما يكتب العشاق هي تجاربهم العاطفية ،لاسيما أن كانت خاصة وليست للنشر ...ولكن لا أعلم لماذا اكون دائماً متشائماً تجاه قصص الحب الكبيرة ؟!
ربما لأن قصص الحب الفاشلة هي التي كُتب لها الخلود ..
فقيس لم يتزوج ليلى ،لأنه في عُرْف العرب الجاهليين ،قد شبب بها ،أي فضحها بحبه ،وقال فيها شعرا عرفته كل القبائل العربية ..
والمحب تفضحه تصرفاته،..فيوما تجده يحلق في السماء راقصاً مغرداً ،ويوما آخر تجده يعتصرُ ألماً ..
وآخر يصدح كعصفور ( الكناري) ليعرف كل من حوله أنه عاشق ولهان ،من أطراف شعره ،لإخمص قدميه..
والمحب يريد أن يُعلن للعالم عن سعادته،حين يقابل حبيبه،وعن حزنه،ومرضه ،أحياناً إذا حدث مالا يقر فؤاده !!
ومشاكل العشاق في حجم شجرة البلوط كبيرة للغاية ،ذلك أن سقوط ألف شجرة في الغابة ،لا يعلم بها أحد،أما سقوط شجرة بلوط واحدة ،فيعلم بها كل من في الغابة !!
ومشاكل العشاق بحجم شجرة البلوط ،لذا فسقوطها، يكون مدوياََ...
لأن قلب المحب غض ..رقيق..مرهف الحس والمشاعر ،ومساحة الخيال عنده غير محدودة ..والأمل مطلق ..والأحلام لا تنتهي ..وسهام كيوبيد تجعل القلب يخفق عند رؤية الحبيب . .الذي هو عنده أجمل من خلق الله..
يقول الشاعر دوقلة المنبجي في قصيدته (اليتيمة)وفي وصف الحبيبة :
فالوجه مثل الصبح مبيض
والشعر مثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حَسُنَاْ
والضد يظهر حسنه الضد
بفتور عين ما بها رمدُ
وبها تداوي الأعين الرمد!!!
وتصرفات العاشق لا تخضع للعقل ،..فالحب إذا دخل العقل فيه أفسده ...والشاعر الراحل جبران خليل جبران كان يرى :
(أن الحب جنون ،وأجمل ما فيه جنونه )!!.
وقيس بن الملوح فيقبل جدار( ليلى) قائلا :
أمر على الديار ديار ليلى
أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الجدار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديار ...
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
هل نستطيع أن نعيش بدون الحب ؟!!
بالطبع لا يقول الشاعر :
إن نفساً لم يشرق الحب فيها
هي نفس لا تدري مامعناها
انا بالحب قد عرفت نفسي
وبالحب قد عرفت الله ..
و للحب حالات كثيرة ،فالحب حالة والعشق حالة ،والذوبان حالة ،والتوحد حالة ،والانسجام حالة ..والهيام حالة ..والتتيم حالة ...والمودة والرحمة أروع حالات الحب ..
أخبار متعلقة :