وقعت مصر رسميا على مذكرة للانضمام الى منظمة شنغهاي كشريك حوار بجانب أربع دول عربية من الخليج وهي الإمارات وقطر والبحرين والكويت كشريك الحوار ايضا فى اجراءات يعكس سياسة الانفتاح وتوسيع قاعدة المصالح إقليميا وعالميا بما يمكنها من مواجهة الضغوط السياسية الراهنة
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تأسست عام 2001 كمنظمة حكومية دولية بهدف تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات، وتحقيق التنمية الإقليمية. وتضم المنظمة في عضويتها 8 دول، هي: الصين، وروسيا، والهند، وباكستان، وكازاخستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، إلى جانب أربع دول تتمتع بصفة مراقب وست دول كشركاء حوار ، كما تضم المنظمة أربع دول بصفة مراقب هى افغانستان وبيلاروسيا وإيران ومنغوليا
وتسعى المنظمة الى اتساع دورها ومكانتها فى حل القضايا الدوليه والاقليميه باعتبارها واحدة من بين كبرى المنظمات العالمية فقد نجح الرئيس بوتين ان يستغل حاله الحرب مع أوكرانيا وما يمر به العالم من مشاكل اقتصادية صعبة وحالات تضخم مرتفعة أصابت العالم بأزمات طاحنة جراء حظر البترول والغاز الروسي ومشاكل الغذاء ليؤكد عزمه على المساهمة فى حل مشاكل الطاقة والغذاء ، تعد منظمة شنغهاي من كبرى المنظمات الدولية حيث ضمت مساحة جغرافية ضخمة تشمل نحو نصف سكان العالم الناتج المحلى للدول الأعضاء نحو ربع مؤشر العالم أجمع
ويبدو أن الجانب الروسي يراهن على أن الصين ستتجه أكثر للتعاون مع روسيا في قضايا التعاون الأمني والدفاعي وكذلك التعاون الاقتصادي، مما يخفف من وقع العقوبات الغربية على روسيا. كما ينطلق الروس من نقطة مفادها أن الولايات المتحدة تسعى لفرض عقوبات اقتصادية على الصين بذريعة تايوان، كما حصل مع روسيا في أوكرانيا، ويأملون في أن تتعزز العلاقات لمواجهة مخططات واشنطن ضد البلدين.
تكشف تصريحات كثير من المسؤولين الروس عن الرهانات الروسية بأن منظمة شنغهاي يمكن أن تشكل منصة مهمة لبناء عالم متعدد الأقطاب، أي عالما جديدا، يكون نداً للاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع الكبار. وتملك المنظمة مؤهلات كبيرة، ولكن هناك شكوكاً كثيرة ومعطيات موضوعية تشير إلى أن منظمة شنغهاي لن تستطيع تشكيل قطب مكافئ للمنظمات التي يهيمن عليها "الغرب الجماعي"، بحسب المصطلح المفضل للقادة الروس.
ويكتسب الاهتمام الروسي في السنوات الأخيرة بتطوير عمل منظمة شنغهاي إلى تحالف أكثر متانة، أهمية إضافية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الغربية المؤلمة على الاقتصاد الروسي. وتأمل موسكو في تعزيز علاقاتها مع بلدان منظمة شنغهاي وتقوية المنظمة، بما يساهم في تخفيف تأثيرات العقوبات الغربية عليها، ويؤكد أنها ليست معزولة. والأرجح أن روسيا لن تستطيع تشكيل تحالف مناهض للغرب عبر منصة منظمة شنغهاي، وأقصى ما يمكن أن تحصل عليه هو التوصل إلى نموذج جديد للتعاون، مع تطوره إلى نظام اقتصادي بهدف مواجهة الضغوط والعقوبات الغربية، والبدء بعملية شاقة وطويلة لإنهاء التعامل بالدولار وتشجيع التبادل بالعملات المحلية.
والوصف الأقرب للحقيقة لمنظمة شنغهاي هو أنها "ناد سياسي"، ويوجد تباين كبير بين أهداف وغايات روسيا وأهداف الأطراف الأخرى، وفي حين تريد روسيا التركيز على قضايا الأمن والدفاع، فإن الصين ترغب في الدفع بمشروعها الاقتصادي في هذه الدول، ومنها مشروع الحزام والطريق. كما أن قرارات المنظمة غير ملزمة وليست منظمة صلبة، على غرار الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال. ولا تملك المنظمة إطاراً مؤسسيا فعالا ولا يطرح فى المدى المنظور اخراجها من طابعها التنسيقي الاستشاري فيما يخص القضايا السياسية والتنمية الاقتصادية
على مصر والرئيس السيسى ان يتابع التحولات الجيوسياسية العالمية بدقة ولا يؤثر انضمام مصر إلى منظمة شنغهاي على حساب علاقتها بالولايات المتحدة والدول الغربية حتى لا تقع مصر شعبا وحكومة بين مطرقة تأييد روسيا والصين وسندان معارضة أمريكا والغرب .
أخبار متعلقة :