مع أنه فكر اتسونامي هائج مسير نحو من لا يملك فوطة العلم ليمسح الكلمات المشبوهة عن جبينه عند السباحة فوق أمواج كلماته فيتغرغر عقله في محيطات الشكوك بثقافته وتراثه الضارب بجرانه أفئدة أجداده وأرواح أبنائه المخلصين . نؤمن بأن لكل شخص الحرية فيما يقرأ سواء أن كان على المواقع الإلكترونية إن لم يجدها في المكاتب فهذا شأنه وحقه ونحن نأيده على ذلك ،ولكن لا تهتف وتطبل لسفينة مرسولة يرفرف على متنها فكّر ممنهج ، يصرح بأن العرب أهل طيبة وكرم ولا ينقصهم سوى رنين الكنائس في براح مدنهم وقراهم ، وتخبرني بأن هذه هي الثقافة هل اقتصر الوعي والحياة على ما تكدس في رفوف هذه السفينة ، أرفف مكاتبنا مليئة بكتب الفن والروايات والشعر و الموسيقى ها هي روايات دوستويفكسي الغائص في أعماق البشرية و تشيخوف وشكسبير وسيغموند وغيرهم من فلاطحة الأدب الغربي ... نائمة ولا تُوجد أنامل لتوقظها من غطيطها وسباتها ،يأتي أمنائها كل صباح لينفثوا على صفحاتها غبار الخيبة الذي أضمر أحرفها النيرة ، وجرائدها قد اتخذت صحونا للأكل وممسحة للفضلات! ، بدل أن تطهر عقولنا من صمغ التحجر والتخلف ، ليس المقصد من هذه الأحرف المنمقة فوق الأسطر المهذبة سوى التسرب كالسم في أوريدة الجهلة والضعفاء لتنهك أذهانهم الخاوية فيقعون بأنوفهم في أفواه الهاوية لينكروا بعد ذلك مبادئهم وأخلاقهم السامية! ، وللأسف الشديد لم يذهب غالبيتهم إلا لاتقاط الصور والرقص والهتاف لا لأجل ما ينطوي تحت تلك الأغلفة من مواضيع وحكايات، علينا أن نتشبع أولا بأحرف أدبائنا ومفكرينا وشعرائنا من أمثال الصادق النيهوم والفاخري وفريد سيالة وأحمد شوقي وأن ترقص أرواحنا مع ملوك الناي والقيثار كسيد منصور وسيد سالم وغيرهم
كثر.... ،وأن نتأمل تراثنا حق التأمل ونطفو بقارب الإطلاع على سطحه اللماع، هذا ليس تنكيرا على من يسمع الموسيقى ومتأثر بالفكر الغربي فأنا من محبيه و عشاقه ولكن تثقف ولا تحتفي و اقرأ ولا تدعم فأننا ما نراه هذه الأيام ممن كنا نعتقد فيهم الحنكة والثقافة وهم يقبلون جدران تلك السفينة لهو الجهل بأم عينه !
أخبار متعلقة :