سؤال أطرحه هل كُتب على مصر أن يخرج علينا في كل فترة جهابذة يتفنون في كيفية إخراج أي قرار أو فكرة لا نعلم من أين يستوحونها ومن باب فقط أن يقولوا نحن هنا ؟! لن أتحدث عن كل المجالات التي تخصصت في نحنحت هؤلاء الجهابذة لكن يكفي أن أتناول هذا الجهبذ الذي تنحنح وتبحبح وتأرجح على حبال فكرة العملة البلاستيكية وابتدأها بالعشرة جنيهات وكأنه يعلن وفاة الخمسة جنيهات كما توفى الجنيه المصري رحمه الله . منذ ما يزيد عن ربع قرن من الزمان وأنا في أمريكا أشاهد " السنت " وقيمته 1/ 100 من الدولار الأمريكي له كل الاحترام ولا يستطيع أحد أن يبخثه حقه كعملة لا يزال التعامل به وحتى الآن لو تبقى لي سنت عند شراء أي سلعة انتظر لآخذه حتى لا يُنادي علىّ الكاشير إن تركته وذهبت دون أن آخذه وكأنه يقول لي احترم أي عملة حتى لو كانت بسيطة . قبل أن أحضر إلى أمريكا شاهدت نهاية عملة " القرش " وهو يساوي 1/ 100 من الجنيه ، وخلال هذا الزمن ، كل عام تقريبا أذهب إلى مصر وفي كل مرة أشهد نهاية عملات وبهدلة بعضها فضاعت الخمسة قروش 1/ 20 من الجنيه ، وضاعت العشرة قوش 1/10 من الجنيه ، وضاعت الخمسة وعشرين قرشا 1/ 4 من الجنيه ، وتبهدلت الخمسون قرشا 1/2 جنيه ، وضاعت كرامة الجنيه، وانتُهك حق الخمسة جنيهات في أن تكون بلاستيكية بإصدار العشرة جنيهات البلاستيكية وكأنهم يقولون لها ولماذا نكرمك وأنت دخلت أو على وشك الدخول في البهدلة ومصيرك قريبا سيكون مثل القرش والخمسة والعشرة قروش والربع جنيه والنصف جنيه والمرحوم الجنيه . العملة الورقية هي السائدة والسائرة في كل العملات ، وبالرغم من صك عملة الدولار المعدني في أمريكا إلا أن الدولار الورقي لا يزال يرفع رأسه عاليا ولا يستطيع أي جهبذ من جهابذة النحنحنة أن يعلن وفاته ، كما توفى الجنيه الورقي المصري رحمه الله بعد صك الجنيه المعدني وكان هذا إعلانا عن أن الجنيه فقد كرامته وأصبح لا يشتري أي شئ وربما لو تصدقت به على متسول في الطريق تأبى عليه كرامته أن يأخذه وربما قذفه في وجهك . وجب أن أنوه عن المسئول الذي كلما شعر بأن جلسته فوق مقعده غير مريحة يقف ليعلن عن بهدلة جديدة لقيمة الجنيه أمام الدولار بصفة خاصة وباقي العملات وقد يتوضأ بعدها ويستغفر ربه ، لكنه سرعان ما يغريه شيطان الخطيئة لينزلق مرة أخرى ويطعن الجنيه طعنة أسوأ من التي قبلها ليخر صريعا وهو يحذر الخمسة جنيهات بأن الدور عليها وستتربع العشرة جنيهات البلاستيكية كأقل وحدة للتعامل ولا عزاء للفقراء ، ربما كان الخطب قليلا لو انتهى الموضوع إلى بهدلة قيمة العملة ، لكن المرار كله فيما يترتب على هذه البهدلة ، المرار بالنسبة لمن يقعون فريسة بين فكي غلو الأسعار لجميع السلع دون تفرقة ، تعلو بعدها الميكروفونات عن طمع وجشع التجار الذين يستغلون الموقف ويرفعون الأسعار دو مبرر وأن الرقابة لن تتركهم ، كلمات تقال كبخار الماء سرعان ما يضمحل ، وتعلو وتعلو الأسعار ولا حياة لمن تنادي وفي انتظار بهدلة جديدة لقيمة العملات لتبدأ موجة جديدة وبنفس الطريقة ، تحياتي إلى العشرة جنيهات البلاستيكية إلى أن تصبح ضحية كالخمسة جنيهات فربما يخرج جهبذا آخر ويعلن عن عشرين جنيها من الحرير ووقتها نعلن " لا عزاء في العشرة جنيهات البلاستيكية " .
تابلت وما تابلت إلا الشيطان.
******************* **********
بالتأكيد أنا لا أقصد التابلت في حد ذاته كاختراع جميل ومبهر ، لكن أقصد استخدامه كيف يكون ومتى والإسلوب الصحيح في استخدامه ، أي اختراع له قيمته لكن إسلوب الاستخدام وطريقته هو الذي يمكن أن يعمل منه شيطانا بكل ما تحمله الكلمة أو شيئا مفيدا يخدم البشر والبشرية ، فمثلا الذْرة اُستخدمت في نواح سلمية أفادت البشر ، لكن البعض شيطنها واخترع منها أشياء مدمرة للبشر . الملامة لا تقع على التابلت ، لكن على اسلوب استخدامه في التعليم والطريقة التي بُدِأ بها استخدامه في المدارس كوسيلة تعليمية . منذ أن بدأ وزير التعليم في قصة التابلت حتى انقلب التعليم رأسا على عقب ، دخله شيطان التابلت الذي تاه معه التعليم والطلبة وأولياء الأمور ، جملة أرددها دائما عن إسلوب أداء وزراء التعليم في بلدنا ، أنهم يشبهون الحلاق الذي يتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى ، يأتي كل واحد كجهبذ يتنحنح ويتبحبح ويتأرجح وكل الفكرة التي في رأسه عن منصبه أنه يلغي جميع قرارات الوزير الذي سبقه ويبدأ في فلسفات بيزنطية من جديد وهكذا من وكسة إلى وكسة ، إلى أن جاء السيد الوزير الحالي وتغلب على كل ما سبقوه فحتى الآن لم يتحدد أي شكل للتعليم واختلطت الرأس مع القدمين وكما يقول المثل لا نعرف له رأس من قدمين ، الخطأ الأكبر أو الأساسي أو القاتل الذي يقع فيه وزراء التعليم أنهم جميعا فشلوا من أين يبدأون ، مع أن طريق النجاح واضح جدا أمامهم وكما يقول المثل طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ، أي أن الخطوة الأولى هي التي تصل بالسائر إلى نهاية الألف ميل ، الخطوة الأولى في التعليم هي الطفل الذي خرج من حضن أمه إلى " كى جى 1 " ليبدأ طريقه الطويل حتى الوصول إلى المرحلة النهائية من التعليم " وهنا تبدأ الحكمة التعليمية ، كيف أضع الأساس القوي لهذا الطفل ليبني فوقه مراحله أو أعوامه التعليمية وكل مرحلة وكل عام يكون أقوى وأقوى من الذي قبله ، ليس في التعليم فقط ، بل في كل مكوناته الأخلاقية والنفسية والإنسانية والوطنية والوسائل التعليمية التي تُظهر ميوله وقدراته التي تختلف من تلميذ لآخر لتحدد له بعد ذلك الاتجاه والتخصص الذي يسلكه ويكون ناجحا فيه ، هذا هو ما فشل فيه جميع مسؤولي التعليم حتى الآن ، فالموضوع لا يزال حتى الآن ينحصر في كيف يحصل الطالب على مجموع كبير للالتحاق بإحدى كليات القمة بأي طريقة حتى ولو بالغش والذي ينتهي دائما بتخرج الكثير من الطلاب وهم لا يفقهون أي شئ عن تخصصاتهم فليس شرطا أن كل من يتخرج من كلية الطب أنه يصبح طبيبا ممتازا أو ناجحا في مهنته وكم حدثت كوارث من أطباء تخرجوا بوسائل مشكوكا فيها بعد أن غزت الدروس الخصوصية حتى الجامعات وقس على هذا الموال المهندس أو الصيدلي أو ، أو ، وكل هذا نتج من بداية تعليم فاشلة من جميع النواحي منذ أن كان الطفل في " كى جى 1 " . لو بدأ وزير التعليم منذ أن تولى منصبه بداية سليمة بطفل ال" كى جى 1 " لكان الآن على وشك الوصول للثانوية العامة بجيل قوى أساسه التعليمي والأخلاقي والإنتمائي ممتاز ويحضر في ذهني مثلا " للسيد المسيح " عن الإيمان ، يمكن أن ينطبق على كل أفعالنا في الحياة ، قاله عن الذي أسس بيته فوق الرمال فجاءت الرياح وصدمته مياه النهر أو البحر فانهار وكان انهياره عظيما ، لكن الذي بنى بيته فوق الصخر فأتى كل هذا عليه لكنه صمد وظل واقفا مكانه ولم ينهار ، هذا المثل ينطبق على كل خطواتنا في الحياة ، لكن أقواها هو ما يختص التعليم ومستقبل الأجيال . يمكن لوزير التعليم أن يقف وقفة مع نفسه ويبدأ بداية قوية بتأسيس العقول الصغيرة في الطفولة وحتى الوصول إلى نهاية المرحلة الثانوية ليتمكن من اختيار التكملة مع ما يناسبه ويكون نافعا للوطن وننتهي من سباق الثانوية العامة نحو المجموع للالتحاق بكليات القمة كما يطلقون عليها ويدفع فيه الأباء مالا يطيقون في الدروس الخصوصية لتخريج دفعات في مجالات مختلفة اغلبهم من الفشلة ، وما أدراك ما ينتجه الفشل !! . الآن وقد تم تغيير وزير التعليم مع مجموعة التغييرات التي حدثت بوزارة مدبولي ، أسأل وأعلم أنني لن أجد من يجيبني ، على أي أساس تم إقالة الوزير ؟! ، هل لأنه فشل في وضع الأسس السليمة للتعليم ؟! إذا كان من هذا المنطلق فلماذا تأخرتم في إقالته ومنذ فترة طويلة وضح أن المسيرة التعليمية تحت إداراته ليست على ما يرام وكانت هناك الكثير من الانتقادات لم تجد الأذن الصاغية ؟! ، السؤال المهم والمهم جدا ، ماذا سيفعل وزير التعليم الجديد ؟ هل سيسير بنفس طريقة من سبقوه ويتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى ؟!!!!!!!!!!
كلمة اندثرت من حياتنا .
*************************
كلمة " عيب " كلمة عظيمة اندثرت ولم يصبح لها وجود ، كلمة تربينا عليها وكم عوقبنا من أجلها ، كلمة كانت تتردد كثيرا من أفواه الأباء والأمهات أو الإخوة الكبار للصغار من الأسرة ، أقل هفوة كنا نرتكبها كانت كلمة " عيب " تؤازرها نظرة صارمة توجه إلينا كإنذار أول لأي هفوة ثانية حتى لو كانت صغيرة ولو تكررت يكون العقاب مضاعفا بأي وسيلة . حقيقي لم أعد أسمعها الآن ويبدو أنها أصبحت موضة قديمة لا يصح أن نستخدمها في وسائل التربية الحديثة التي يتخرج منها الآن أجيال لا تعرف ما هو العيب ، أجيال أصبحت القيم الأخلاقية بالنسبة لها هي نوع من الجهل أو السفاهة أو التخلف ، فأصبح الذوق العام مشوها بكل القباحات ، ولم يعد احترام الأداب العامة منهجا يجب أن يسير عليه الجميع بعد أن كان كالإيمان الذي يخرج عنه يعتبر كافرا ، نعم فالخروج عن الأداب العامة هو الكفر بالسلوكيات الجميلة التي هي أساس المجتمعات النظيفة ، لقد اختفت كلمة " عيب " فاختفت الأخلاق واختفى التهذيب واختفت سلوكيات المفروض أن تكون واجهة للمجتمع ، كل السلوكيات ، فالأمر ليس مقصورا على ما نسمعه أو نراه من تصرفات خادشة للحياء سواء في الشارع أو على صفحات السوشيال ميديا ، بل تعداه إلى تلفظ الشباب سواء ذكرا أو أنثى بألفاظ غير لائقة دون احترام لأبسط الأداب العامة وإيحاءات غير مؤدبة غالبا ما يحكمها الجنس ، بل تعدتها إلى كل السلوكيات العامة من المظهر والملبس والمحافظة على عدم التلوث البصري والسمعي والبيئي ، لقد اختفت كلمة " عيب " من حياتنا ، من البيت ومن المدرسة ومن الكبار توجه نحو الصغار فاختفت كل المبادئ المجتمعية والوطنية . هل من وقفة للجميع ؟؟!!!!.
كـــلـمـــات
*********************
_ كلمة حق واحدة تقال في أي موقف أفضل من الاف الكلمات المواربة .
_ الحياة حروف تُكونَ كلمات ، الذكي هو من يعرف كيف يصنع منها جملة مفيدة.
_ لا تعود إلى من أسقطته من حساباتك لأنه حتى لو عاد سيكون مجرد صفر على الشمال .
_ لا يُسأل الطريق عن خطواته بل يسأل الإنسان نفسه إلى أين تقوده خطاه .
_ إحذر أن تفقد الأمل وتستسلم للخريف يغتصبك لثلوج الشتاء ، أكمن بحكمة مثل النمل وأزهر في الربيع وتمتع بدفء الصيف .
849
صورة لورقة من فئة الخمسة جنيهات قبل البهدلة
أخبار متعلقة :