حدثنا ابن عبد الونيس ،ذو العلم النفيس ،موغر صدور الأباليس ،قال :
بعد الثانوية العامة -وهي لاشك إن أحسن الطلاب التحصيل فيها -مرحلة هامة إذ إنها تضم أفضل شباب الأمة لكنها بعد أن لوث محياها أضحت طامة
إذ سادها الغش الجماعي، وفاز بدرجاتها غاش لا عهد له بحسن قراءة ولا مصاحبة يراع وخرج علينا من المدرسين جمع غفير ينسبون الفضل لأنفسهم وأن شروحهم هي الأهم!
مدللين على ما ادعوه بنقل بعض أسماء التلامذة
فهذا الدكتور فلان وهذا صاحب الفضل أبوه ،ذرية بعضها من بعض !
وينسى هؤلاء المثقفون أن لديهم تلامذة لم يوفقوا بالرغم من أنهم بذلوا الجهد الجهيد وأرهقوا لكنهم لم يغشوا أو يسرقوا ماليس لهم زورا وفجورا !
لكنها الملاليم تسود الوجوه وتجعل المؤتمن مدلسا يهجره عما قليل خلصاؤه ومحبوه !
يقول ابن عبد الونيس وهنا أولى خطوات الفشل حيث آض التعليم خداجا لم يكتمل !
فسمعنا عن المهندس المرتشي حيث خالف القواعد عند تصميم القواعد فخر عليه سقف طموحه وعاش في حزن من آلامه وجروحه !
وقد وردت الأنباء متواترة عن طبيب أعصابه متوترة ،همه جمع المال فتزوج من طبيبة وناداها مكرا يا حبيبة نبني مستشفى خاصا تدر لنا الأموال ونرصها في البنوك رصا !
وليكن لنا فيها صيدلية كبرى ومركز للأشعة ونضيف إليهما معمل تحليل ولنكتب علي واجهته :
اعتنوا بالصحة فإنها إكليل !
ولا تأخذنا رأفة بصديق أو خليل فأمامنا نحو المجد مشوار طويل !
تخصصي في قسم النساء والتوليد واجعلي لكل مولود تسعيرة ،فحمزة غير لبني خلاف عميرة !
للذكر مثل حظ الأنثيين ولا تولدي امرأة ولادة طبيعية والزمي يا نور عيني الولادة القيصرية ؛فإنها مريحة مربحة فإذا ما اعترض معترض -ولن يكون ولكني جدلا أفترض -فقولي سلامة الجنين تقتضي ذلك فلا تستخسر ألوفا لإنقاذ زوجك وابنك يا أبا مالك غدا يكبر ولدك ويكون فارس عصره ،ملك الممالك ،ثم إن الولادة القيصرية ،تحافظ على جمال حليلتك وبها تسعد في نهارك وليلتك !
أما أنا أيتها الدكتورة ،دامت دياري بك وبالخير معمورة سأتخصص في أمراض الباطنة وسأحصل على دبلومة في العقم وأمراض الذكورة ،ولن أرد صاحب وجع فتخفيف الألم جزاؤه عظيم وخيره عميم !
وسأغلي يوما بعد يوم كشفي ولا بأس من كتابة الروشتة بحروف لا يفك شفرتها سوى ابنتنا ثراء إنها آية في المكر والداء لذلك جعلتها المدير المسئول عن صيدليتنا واخترت لها اسما (صيدلية الشفاء )
يقول ابن عبد الونيس :
إذا مات الضمير فلا أمل ولا تغيير !
وفي كليات التجارة يتعلم الطلاب التكاليف المعيارية والاقتصاد والإحصاء والأصول الثابتة والأصول المتغيرة، لكن المحاسب الذي دخل الكلية بالغش يستمر في حياته معتمدا على الغش لا يفارقه ولا يزايله !
حتى انتشر بيننا الحرام انتشار النار في الهشيم فالربا استثمار والنفاق ذكاء اجتماعي والالتزام تطرف ورجعية والرقص تحضر ومدنية !
الحياة تنور حارق ليس لها قلب يرق ،نحن فيها أيتام على موائد اللئام !
حتي أساتذة الجامعة إلا من رحم !
بينهم مصالح تتصالح؛ فهذا الأستاذ ابنه معيد
وهذا لعمري لو كان بمجهوده وتحصيله لخبر مسعد ،يؤسس لروح التنافس ويعيد !
لكن الكثرة الكاثرة العلم لديها طريق صعب المرتقى، سلمه بعيد !
كتب باهظة الثمن ومحاضرات مكرورة وأستاذ يفرد عضلاته مستظهرا قدراته يخرج عقده النفسية على طلابه !
إذا خالفه طالب خوفه وهدده وطلب إليه الكارنيه !
ولو أنا طالبا نجيبا تخرج أول دفعته ولم يكن على هواهم رفضوا تعيينه وزعموا أن الجامعة ليست في حاجة إلى معيدين جدد !
حتي تأتي المحظوظة زرقاء العينين ابنة سيادة العميد فتهش لها الوجوه التي كانت كالحة ويقولون لها أبشري فأمامك الفرصة سانحة يا ابنة كبيرنا !
يقول ابن عبد الونيس :
إن الفساد داخل الجامعة آض علما عليها بحيث لا يحتاج إلى دليل فأروقة المحاكم كانت على مواعيد كثيرة للبت في قضايا يستحي منها تجار المخدرات !
وهل بعد سرقة العلم والتحرش بالطالبات داخل المحراب الطهور والحرم الآمن من جريرة يشيب بها رأس الفطيم خجلا ؟!
فإذا ما أردتم مزيد بيان !
نقول لكم :
جل الجوائز التي تشرف عليها الجامعات موزعة حسب المصالح المشتركة والعلاقات والقرابات بعيدا عن الإنجازات وهذا ظاهر لا تنكره إلا عين ابيضت من أكل الحرام أو ترغب في جزرة أو مبتعدة عن سوط لاسع يمزق ظهور المعترضين!
حدثوني يا أبنائي عن الهوة والفجوة بين مناهج الجامعة ومتطلبات السوق المحلي والعالمي ساعتها ستعلمون أننا نسير ضد التيار صارخين في واد نافخين في رماد !
إن تعليما لا يضمن لخريجه بناء مجده داخل وطنه تعليم منقوص!
لا تقيسوا المجد بريالات جمعها الذين قضوا زهرة شبابهم خارج الوطن بعيدين عن الأهل والأحباب لاهم لهم سوى امتلاك قطعة أرض أو بناء بيت أو ركوب سيارة !
إنما المجد أن تبني مستقبلك داخل وطنك تخدم أهلك وناسك الطيبين وتقف معهم مشاركا إياهم في فرح وترح تشعر بما يشعرون غير متعال عليهم ولا متكبر !
وعلى الدولة أن تتبنى أولادها الموهوبين في شتى مجالات الحياة فتشد على أيديهم وتدعمهم حتي يكونوا صناع نهضة حقيقيين في وطنهم طبا وهندسة وأدبا وفكرا وتاريخا وقانونا وفلسفة وجغرافيا !
مابني على باطل فهو باطل ولا يتشدقن متشدق قائلا:
إننا نعاني من ندرة الموارد وقلة الأموال وهذا كذب صراح !
فأرض الكنانة هي البلد الوحيد الذي به خزائن الأرض من زراعة وصناعة وموقع وجغرافيا لو وجدت إرادة حقيقية لتقول مصر كلمتها في سمع الزمان حديثا كما قالتها قديما مرات ومرات !
أقبح بمجتمع يقرب المطبلين الجاهلين ويقصي الناصحين العالمين !
وإن كل أستاذ جامعي لا يؤدي أمانته التي حملها أمام الله والناس لا يليق به إلا أن يكون من ساكني المريخ حتي لا ينشر بين الناس فكره السقيم !
أيها السادة لا شك أن جميع طوائف الشعب مسئولون محاسبون لكن الحساب أشد وأنكى على الذين تبوؤا مقاعد للدرس داخل الجامعة وقبضوا رواتبهم من قوت المساكين وعاشوا في نرجسية قاتلة !
باتت حياتنا الثقافية تعاني من سدة قاتلة في جميع مجاريها فأضحت كجسد تعطلت أجهزته عن القيام بوظائفها فهو ينتظر الموت بل يتمناه وليس كل ما يتمناه العاجز يدركه !
لابد من مراجعات عاجلة لنظام التعيين داخل الجامعات ولابد من حصر أسماء الحاصلين على الدكتوراه من خارج مصر لأنها سبوبة مكشوفة آلاعيبها ستفقد الشهادات المصرية سمعتها وعلو كعبها !
ولو سألتني أيها القاريء النبيل :
كيف نوجد طبيبا قديرا ومعلما خبيرا ومهندسا ذا كفاءة
لكان ردي في الخطوات التالية
١-الاهتمام بالتعليم وخصوصا المرحلة الابتدائية
تعريب العلوم والاهتمام باللغة العربية
جعل التربية الإسلامية مادة أساسية في جميع المراحل حتي الجامعية منها ويكون مجموعها أعلى المجاميع !
اختبارات دورية عملية فاعلة تراعى فيها الحيادية وتغيب عنها المحسوبية والتربيطات والشللية !
إعطاء المعلم راتب قاض وحصانة وزير ومكانة والد للجميع !
الاهتمام بالنوادي الرياضية والأنشطة الصيفية وعودة الكتاتيب التابعة الأزهر الشريف !
توجيه الإعلام بحيث يضع على عاتقه مسؤولية نشر العلم وقبول الآخر واجتناب سفاسف الأمور !
تعيين العشرين الأوائل في جميع المعاهد والكليات النظرية والعلمية كل عام !
وضع المناهج متماشية مع متطلبات السوق مواكبة للتطور الجارف التي تحياه البشرية هذه الأيام
الاستفادة من النماذج الرائدة في مجالات التعليم مثل النمور الأسيوية وتركيا وكوريا !
عودة الطيور المهاجرة خارج الوطن الذين قدموا أبحاثا مهمة في تخصصاتهم في الطب والفلك العلوم والاقتصاد والهندسة .....
نشر ثقافة العمل بروح الفريق وتعويد النشء على مساعدة زملائهم منذ الصغر !
الضرب بيد من حديد على كل من يعمل على إفساد الحياة التعليمية في مصر !
الاهتمام بالعلوم الإنسانية واللسانية إلى جانب العلوم التجريبية وعدم التقليل من شأن الكليات النظرية فالعلوم منظومة متكاملة يخدم بعضها بعضا !
طباعة الكتب الجامعية على حساب الدولة وبناء مدن جامعية للمغتربين ويكون السكن قبل العام الدراسي بأسبوع !
إدراج مادة الصحة النفسية من المرحلة الإعدادية وحتي الجامعة!
تضمين المناهج شخصيات علمية عامة خدمت البشرية في مجالات العلم المختلفة!
تكريم العلماء والنابهين في حياتهم تكريما حقيقيا يليق بهم .
هذه رؤيتي قد تروق لبعض دوم بعض
لكن حسبها أنها محاولة بشرية من شأنها القصور والعوار وليست قرآنا معجزا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !
ولتعلم أيها القاريء الحبيب أنها صرخة محب يحب بلده الكبير ويرجو له الخير والتقدم والازدهار !
بدأتها مقامة وأنهيتها مقالا لأن الخطب جلل لا تقوم به رتابة عبارة ولا رصافة جملة وإن السجية تفلح حينما يكون الصدق مركبك!
أخبار متعلقة :