_ ٣ جنيه يا صبّور؟
_ أيوه يا مفيد .. مندهش ليه؟
_ أظن سبب إندهاشي واضح، أستاذ ورئيس قسم في كلية الطب وفي تخصص دقيق، و"الفيزيتا" بتاعته ب ٣ جنيه؟
_ ماغيرتهاش من عشرين سنة ..
_ إنت عارف أي تلميذ من تلامذتك الفيزيتا بتاعته كام النهارده؟
_ عارف .. بس دي مسألة حسمتها مع نفسي من زمان ومابفكرش فيها، لحد ما أموت أو أفقد قدرتي علي العمل هيفضل الطب بالنسبة لي خدمة مش مهنة ....
لم تكن السطور السابقة مجرد كلام عابر أو جزء من حوار دار بين الدكتور صبّور(عبدالغني ناصر) والسفير مفيد(جميل راتب) أبطال المسلسل التليفزيوني الشهير الراية البيضا، الذي كنا قد شاهدناه قبل ما يربو علي ثلاثة عقود مضت، لم يكن "كلام والسلام" وانما حمل الكلام دلالة علي أنه هنالك رسالة آمن بها أصحابها فأخلصوا لها واجتهدوا في أدائها .
مافعله الدكتور صبّور في المسلسل زمان، هو نفس ما يفعله الآن الدكتور بيبرس في الواقع، فأخصائي الباطنة الشهير الذي قرر قبل(٢٠ عاما) ألا تزيد فيزيتة عيادته علي عشرة جنيهات وهو أمر في حد ذاته عجيب، لأن العشرة جنيهات لم تكن بالمبلغ الكبير في حينه (أي قبل عشرين عاما) فما بالنا بها اليوم وهو الأمر الأعجب!
لقد حافظ الدكتور علاء علي سعر الفيزيته كما هو، لم يغيره أو يبدله أو يحركه أو يرفعه، وقال ربنا هيباركلي فيه وكفاية دعوات الناس !
يحدث هذا في بلدنا في الوقت الذي امتلأت فيه صفحات المواقع بإعلانات حفلات الصيف التي بلغت أسعار التذاكر فيها أرقاماً فلكية،
وصلت في بعض الحفلات" ولسنا هنا ضد المطربين أوالحفلات" وصلت إلي ٣٥٠٠جنيه للفرد والإعلانات موجودة، فما دلالة هذا؟!
الدلالة التي سنستخلصها، والقناعة التي سنصل إليها إذا ما تنقلنا بأنظارنا ما بين فيزيتة الدكتور بيبرس وأسعار حفلات المطربين، هي أن الخير باقٍ فينا طالما بقي بيننا أناس يؤمنون بأن الطب رسالة قبل أن يكون وظيفة، وخدمة قبل أن يكون مهنة!
فالدكتور علاء الدين بيبرس(طبيب الغلابة الحالي) إبن محافظة الشرقية، والدكتور محمد مشالي(طبيب الغلابة الراحل) إبن محافظة البحيرة، ومن قبلهم الدكتور عبدالماجد صبّور إبن بنات أفكار الأستاذ أسامة أنور عكاشة"عملاق الدراما التليفزيونية" ثلاثتهم قد آمنوا برسالة الطب واخلصوا لها، فكانوا أحق بها وأهلها ...
رحم الله عكاشة ومشالي
وبارك في عمر بيبرس .
أخبار متعلقة :