في خطوة أقل ما يمكن أن توصف به أنها تصعيد خطير للموقف المتأزم بالفعل بينها وبين جارتيها مصر والسودان حيث قامت أثيوبيا بالانتهاء من الملء الثالث لسدها المعروف بسد النهضه محققة ما يقارب من 22 مليار متر مكعب كمخزون للمياه في خزان هذا السد وخلال افتتاحه للتوربين الثاني للسد أكد رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد انه لايريد الاضرار بدولتي المصب مصر والسودان كانت أثيوبيا قد رفعت الستار عن توربينها الاول للسد ايذانا ببدء العمل به في فبراير الماضي بطاقة انتاجية تصل الي 375 ميغاواط من الكهرباء وفي سياق متصل أعربت مصر والسودان عن استيائهما البالغ نتيجة قيام أديس أبابا بالملء الثالث الامر الذي جعل أثيوبيا تضرب باتفاق المبادئ عرض الحائط يذكر أن الدول الثلاث قد قاموا بتوقيع اتفاقا للمبادئ في عام 2015 بموجبه لا يمكن للدولة الاثيوبية القيام بأي اعمال منفرده قبل الاتفاق مع دولتي المصب وكخطوة استفزازية قامت الحكومة الاثيوبية بإبلاغ مصر بالانتهاء من الملء الثالث الامر الذي دفع مصر لتقديم مذكرة احتجاج لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أوضحت فيها خطورة الخطوات الاحادية التي تقوم بها الدولة الاثيوبيه وما يترتب عليها من تعريض امن المنطقة لصراع لا يعلم مداه الا الله وشددت مصر علي حقها الكامل في اتخاذ ما يلزم من تدابير اذا تعرض امنها المائي لخطر وخلال مذكرة الاحتجاج التي تقدم بها وزير الخارجية المصري سامح شكري لمجلس الامن طالب اثيوبيا بالامتثال لقواعد القانون الدولي التي تمنع ايقاع الضرر بالدول المتشاطئة معها في نفس النهر هذا وتزعم الدولة الاثيوبية ان الغرض من السد هو تحقيق الحياة الكريمة للشعب الاثيوبي الذي حرم منها لعقود طويلة وذلك على حد زعمهم وحسب احصاء وزير الكهرباء الاثيوبي ان السد سوف يدعم الاقتصادات الافريقية بأكثر من 6000 ميغاواط من الطاقة الكهربية عند اكتماله عام 2024 وبحسب الوكالة الاثيوبية فقد اكتمل بناء 83.3% من سد النهضة اكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في افريقيا فيما وصلت أعمال المصنع الكهروميكانيكي الي 61% واكتملت الاعمال المدنية بنسبة 95% جدير بالذكر ان القاهرة قد أوضحت في شكواها لمجلس الامن وجود شقوق في الواجهة الخرسانية للسد الفرعي
مما يجعل السد يفتقد لابسط قواعد الامن والسلامه به و من جانبه أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبه علي أحقية مصر في الحفاظ عن أمنها المائي و الوجودي وان مياه النيل أمانة في رقبته و في سياق متصل أعرب الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري و الموارد المائية الاسبق ان كميات المياه المحتجزه أمام السد بعد الملء الثالث هي من حصة مصر وانتقاص منها واستطرد قائلا ان مصر لم ولن تمانع في استفادة أثيوبيا من النيل دون الاضرار بمصالح دولتي المصب كانت مصر في كل المناسبات الدولية الخاصة بقضية سد النهضة تؤكد دائما ان السبب في اقامة السد عدائي بحت ودللت علي ذلك من خلال انها اوردت ان تشغيل 11 توربين سوف ينتج طاقة اجمالية تقدر بجوالي 5140 ميجاواط في الوقت الذي تنتج فيه 3 محطات بالطاقة الشمسية قدرا من الطاقة اعلي بكثير من هذا الرقم ويعتبر ملء وتشغيل السد بشكل فردي أثيوبي هو خرق لاتفاق المبادئ الموقع 2015 بين الدول الثلاثة مصر واثيوبيا والسودان خاصة البند الخامس الامر الذي يري مراقبون ان مصر سوف تستثمره في قضيتها العادلة داخل مجلس الامن ومن ناحيته اكد الدكتور عباس شراقي استاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة ان تشغيل التوربينين لهما بعدين احدهما فني والاخر سياسي كما وصفته مصر اما عن البعد الفني فسوف تستفيد منه مصر في الحصول علي جزء من حصتها بعد عبور المياه نتيجة تشغيل هذه التوربينات والبعد السياسي هو الذي سوف تستخدمه الدولتان المصرية والسودانية في تأكيد ما يقع عليهم من اضرار جراء عدم اعتراف اديس ابابا بميثاق المبادئ خاصة البند الخامس منه وما زالت مصر ماضية في سعيها للحفاظ علي حقوقها المشروعة من مياه النيل رغم تعنت الجانب الاثيوبي و مراوغاته المستمره .
أخبار متعلقة :