لقد اعتدت علي الحياة الامريكية و التي تشبه الي حد كبير الحياة في مصر قديما عندما كان الناس يعيشون البساطة في كل شيء و يهتمون بالجوهر و ليس بالمظهر او الوضع المادي ! اتذكر الوجوه الطيبة يتجولون في الشوارع و الطرقات بحرية للتمشية او لشراء بعض طلبات المنزل مثلا و يمرون علي المحال التجارية و يلقون بالتحية علي اصحابها الذين ارتبطوا معهم في علاقة اشبه بالصداقة او القرابة علاقة ليس لها اسم ! طالما انت زبون او تقطن في المنطقة فأنت لك مكان في القلب و لك التحية و الابتسامة و السلام كلما مررت بهذه الأماكن و بالذات اذا طالت غيبتك ! و ليس للفضول يسألون بل للاطمئنان ( فينك مش باين من زمان ) هكذا كان الحال في بلادنا كما الحال اليوم في امريكا فالناس مازالت تفتقد بعضها البعض و تسأل عن بعضها و تبتسم في وجه الأخر دون مصلحة او تملق او كذب او نفاق و احيانا حتي دون سابق معرفة ،، كنا كذلك في مصر و في معظم البلاد العربية بل و افضل ان اضفنا الشهامة و المرؤة و الكرم علي ما اتذكر و يتذكر الكثيريين منا ،، و اصبحنا لا نشعر كثيرا بالغربة التي اصبحنا نشعر بها في بلادنا ! و لم نجد صعوبة في الاحتفاظ بالعادات والتقاليد الجميلة التي حملناها معنا و التي اصبح ينسبها البعض للدول المتقدمة التي نعيش بها ! كما ينسبون أحيانا اخري لهذه البلاد سبب ظهور العقد و الأمراض النفسية لدي بعض المنحرفين ،، و الحقيقة ان الانفتاح و الحرية و الحياة المليئة بالضغوط و الايقاع السريع لم تؤثر على ثوابتنا علي الإطلاق ! لان النشأة و التربية الصحيحة و بناء الشخصية يكون منذ الصغر و التي ساهم بها المجتمع و الأسرة و العكس صحيح ،، فالذي يظن ان الرقي اكتسبه البعض من إقامته في الدول المتقدمة اقول له ان الدول المتقدمة لم تهب لنا الرقي انما ساعدت علي تنميته و من تربي لا يجد صعوبة في الاندماج في هذه الدول كعضو صالح في المجتمع كذلك الانحراف ليس اسهل في هذه الدول كما يظن البعض لان الانحراف استعداد جاء نتيجة غياب التنشئة الصالحة ،، هذه المقدمة مهمة قبل الدخول في صلب الموضوع الذي فيه اجابة علي اسئلة البعض ممن يشغلهم جرأة الموضوعات التي اطرحها و يعتقدون أنني احتمي بالجنسية الامريكية ،، اليوم ارسل رسالة للجميع و معاني بين السطور من خلال قصة قصيرة و احداث يوم عادي من داخل مدينة نيويورك مدينة المال والاعمال و بالتحديد في منطقة بروكلين التي كانت و مازالت الوجهة الاولى للمهاجرين من كل انحاء العالم ،،
كنت اتجول كعادتي لشراء طلبات المنزل بعد فترة غياب و قررت ان ألقي التحية علي صاحبة المحل اليمنية التي اتردد احيانا علي محلها لشراء بعض الاشياء خاصة البخور اليمني فأنا من عشاق البخور و لكني هذه المرة مررت لألقي التحية فقط و كما ذكرت لكم في المقدمة كان السؤال المعهود فينك من زمان !؟ قلت في الدنيا ،، و توجهت السيدة صاحبة الدكان بالنظر الي شخص يجلس علي كرسي و قالت لي سلمي علي ابن بلادك فنظرت له و القيت عليه التحية اهلا استاذ فلان فنظر لي باندهاش هل تعرفينني قلت نعم اعرفك منذ زمنًا ! ثم بادلني التحية بعد ان عرفته بنفسي و سألته هل انت سعيد في امريكا فقال لا لست سعيد ! و هنا صاحبة المحل قالت انه يقوم بالدعاء علي من كان السبب فضحكت و قلت انا من كنت السبب ،، فسألته صاحبة المكان كيف ؟ فقال لها الأستاذ فلان كنت علي تواصل مع الأستاذة حنان علي الفيسبوك و سألتها عن الحياة في أمريكا و شجعتني علي القدوم و هنا سألته كم سنة مرت عليك في امريكا ؟ قال اربع سنوات فقلت له من المبكر ان تحكم فمازلت الفترة غير كافية ثم سألني هل تريدين شيء من مصر انا مسافر ؟ فقلت شكرًا جدا انا اذهب كثيرا الي مصر و هنا جاء ردًا غير متوقع لا يتناسب مع اللحظة ! و قال لا أعرف كيف تترددين علي مصر و يتركونك تمرين هكذا من المطار قلت و ما الغريب !؟ فرد انت تنتقدين الدولة كثيرا في كتاباتك فقلت تقصد وزيرة الهجرة ؟! قال نعم و سألته هل وزيرة الهجرة هي مصر ؟ فقال ليست مصر لكنها تأخذ النصيب الأكبر من هجومك و تكتبين اشياء أخري ضد الحكومة و لا أعرف كيف تسافرين الي مصر ! فقلت له وزيرة الهجرة هي المختصة بالمهاجرين و طبيعي ان يكون لها النصيب الاكبر لأنها المعنية بأمورنا كمهاجرين ،، فقال لي انت تتكلمين بحرية لانك تحملين الجنسية الامريكية ؟ فقلت ليس لهذا السبب و لكن استمد قوتي من نشر و كتابة الواقع بدون زيف بدون تجاوزات ،، و علي العموم انا مغمورة و لا خوف مما اكتب و ضحكت ثم انصرفت بعد القاء السلام عليهم و تركتهم لاكمال اعمالهم لانه علي ما يبدو ان بينهم معاملات تجارية و اكملت رحلتي في التسوق و انا غير مندهشة لانها ليست مفاجأة تماما و ليست المرة الاولي التي اسمع فيها مثل هذا الكلام داخل مصر و خارجها ،، نعم انا اكتب ما اراه و ما اعتقد فيه بحرية و شجاعة و لست مسنودة و ليس لي اجندة و لم اتعلم الشجاعة في امريكا بل اتيت اليها هكذا مصرية اصيلة مثل ملايين المصريين المهاجرين الذين يحتفظون في القلب و العقل بذكريات الزمن الجميل و يدينون بالفضل فيما حققوه من نجاحات لهذا الزمن الجميل بكل تفاصيل الاماكن و الاشخاص التي عاشوا معها و اثرت فيهم كما ادين بالفضل لمن رباني و جعلني أقول كلمة الحق و أنا مرفوعة الرأس لا أخاف الا الله و أدافع عن المظلوم و أجابه الظلم بكل قوة و عناد و عزة و شموخ تعلمت من والدي الإيثار و الكرم و الشجاعة و الرضا في كل الاحوال و التسليم بقضاء الله و قدره لذلك اترحم عليه كل يوم لانه ترك لي إرث لا يقدر بثمن و سيرة عطرة افتخر بها ما حييت ،، كما ادين بالفضل لجريدة صوت بلادي التي فسحت المجال لي و لكل صاحب قلم شريف لا يباع او يشتري و ادين بالفضل لك عزيزي القاريء و من تشجيعك استمد قوتي ،، يا سادة الجنسية الامريكية لم تكن الحماية بل التربية و النشأة و الإيمان بقدر الله و حب و احترام الناس و الرغبة في تحقيق هدف سامي هي أكبر دعم و اكبر حماية .
أخبار متعلقة :