منتصف سبعينات القرن الماضى ، تم نقل السيد (س) إلى إحدى مدارس مدينة نجع حمادى ، مدرسا لمادة الدراسات الاجتماعية ، وفى نفس الوقت تم قبول إبنه (س الصغير ) بالصف الأول الابتدائى بنفس المدرسة .
بعد انتهاء العام الدراسى ، خرجا معا ، الأب وإبنه ، من الباب الرئيسى ، (يبعد عن حجرة الناظر حوالى مائة مترا ) .. نظر ( س الصغير) إلى الأرض ، فوجد قطعة نقود فضية فئة الخمسة قروش ( كان لها قيمة فى ذلك الوقت ) قرب الباب الحديدى ، التقطها وفرح بها كأنها ملكه .
قال الأب : يا إبنى ، هذه العملة سقطت من أحد المدرسين ، أو من أحد التلاميذ ، ليست ملكى ، أو ملكك ، إذهب الآن إلى حضرة الناظر ، سلمه العملة ، وهو سوف يسلمها لصاحبها ، وأنا بانتظارك هنا .
فرح الناظر جدا بهذا الولد النجيب ، شجعه بكلمات طيبة أمام الحاضرين ، مشيدا بأمانته ، وعاد ( س الصغير ) إلى والده أكثر فرحا .
بعد ثلاث سنوات ، و ( س الصغير ) فى الصف الرابع الابتدائى ، أرسلته أمه إلى جارة لهم لأمر ما ، وعندما عاد قال :
-- يا أمى ، أنا شفت على سلم جارنا رزمة فلوس ، مربوطة بأستك ، فوق درجة السلم .
أصاب الأم قلق شديد ، فإن الباب الحديدى لذلك المنزل ، مفتوح ليلا ونهارا ، إذ به طلمبة مياه عذبة ،والكثيرون يدخلون لملء آنيتهم ، أو للشرب ، خاصة العربان رعاة الخراف والمعيز ، والمشهورين بعدم الأمانة .
قالت الأم : لماذا لم تنبه صاحبة البيت ، أو تسلمها الفلوس ؟!.
قال الأبن : أنا لا أمد يدى على فلوس غيرى !!..
فى نفس الوقت مر الأستاذ ( ف ) أمام منزل ( س ) فأخبرته الأم بما قال إبنها ، فقال باستهانة : “ هو فى حد بيرمى فلوس على السلالم “..؟!!
الأستاذ ( ف ) موجه لغة انجليزية بإدارة نجع حمادى التعليمية ، مرتبه كبير ، وليس له موردا غيره ، وقد سلم مرتبه هذا إلى زوجته فوضعته فى صدرها ، فسقط منها على إحدى درجات السلم دون أن تشعر.!!
أسرع الأستاذ ( ف ) إلى منزله ، فوجد النقود كما هى ، وفى المكان الذى حدده ( س الصغير ) وكانت فرحة للجميع ، ولأم ( س الصغير) ربما أكثر
.
أخبار متعلقة :