في الامثال العربية المتداولة ما يعبر عن ثقافة و عادات و تقاليد الشعوب و من بين هذه الأمثال قولهم ( اختلط الحابل بالنابل ) فالحابل هو صاحب الحبال أو المصيدة التي يصيد بها الحيوانات و أمَّا النابل فهو الرَّامي الذي يصيد الحيوانات بالقوس و النبال ،، فإذا اجتمع الصيادون من أصحاب الحبال وأصحاب النبال اختلطوا فلا يستطيع أحدٌ منهم أن يصيد شيئًا فيقال اختلط الحابل بالنابل ،،
إن جميع التيارات السياسية في بلادنا و كل النخب في الداخل و الخارج المؤيد و المعارض للنظام الحاكم في سباق لا يتوقف ولا يهدأ ! يهرول كل طرف ليثبت صحة موقفه بالحديث عن السيطرة و الطغيان و انتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية في مقابل من يتحدثون عن الديمقراطية و التنمية و التطور و الحياة الكريمة في ظل الحكم القائم و داخل هذه الأطراف المؤيد منها و المعارض للنظام أطراف عديدة و نزاعات وخصومات متنوعة برغم وحدة الهدف لكل طرف ! و المواطن في حيرة من أمره لا يثق في أي طرف بالرغم من متابعته الدقيقة والمستمرة لكل الآراء و الأفكار و الحقائق المثبتة و غير المثبتة ! فلا احد يعبر عن نبض الشارع بشفافية ،، أطراف يملؤها كره الرئيس السيسي و يسيطر عليها تصفية الحسابات السياسية و لا تري اي إيجابيات و أطراف يعميها حب الرئيس فلا تري أخطائه و كأنه لا ينطق عن الهوى ! و الحق يقال ان من صنع هذا المناخ و ساهم في هذه الأزمة و جعل الناس عرضة للتشويش بهذا الشكل هو من منع العقلاء من المشاركة و التفاعل في الأحداث في كل المجالات ليصبح الخطاب السياسي والاقتصادي و الاجتماعي حتي الخطاب الديني جميعهم تحت سيطرة موظف أو جهة تستشعر الخطر دائما علي أتفه الأشياء و أصغرها و لا تلتفت للملفات الكبيرة و الخطيرة اختلط عليهم الحابل بالنابل ،، لقد عمت الفوضي لانهم لا يسمعون غير أنفسهم ! و لا يرون إلا الإستقرار المزيف في الإعلام و الصحافة المزيفة التي صنعوها و هجرها المواطن ربما وجد ضالته و من يشعر به في الفضاء الخارجي ! و بكل جرأة وموضوعية و بحيادية اقول نحن كما نعيش في فوضي المعلومات و التصريحات و الأجندات الخاصة و الخيانة و عدم الانتماء كما تعتقدون فإننا أيضأ نعيش فوضي القوانين و التشريعات و القرارات ،، فوضي الفساد و عدم محاسبة الفاسدين و خروجهم بشكل آمن ،، فوضي غلاء الأسعار و إلغاء الدعم عن المستحقين ،، فوضي التشبث بالمناصب و التنازع علي الامتيازات بين الكذابين و المخادعين و الفاشلين و الافاقين ،، فوضي الأخلاق و السلوك العدواني و الحقد والكراهية ،، فوضي التعليم و الصحة و عدم وجود أولويات في الإنفاق الحكومي ،، فوضي قد تؤدي بنا إلي الانزلاق الذي تروجونه انطلاق و تطالبون الجماهير بانتظار النتائج و بصبر أيوب برغم عدم وضوح الرؤية نظرا لوجود ضغوط و تحديات كبيرة لا تريدون من يشارككم في مواجهتها ،، وضع قد يؤدي إلى الإنفجار في اي وقت ! نصيحة حافظوا علي شعرة معاوية ،، فحين سأل احدهم معاوية بن ابي سفيان كيف حكمت الشام أربعين سنة ولم تحدث فتنة ؟ والدنيا تغلي ! فقال: "إنّي لا أضع سيفي حيث يكفينى سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفينى لساني ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت كانوا إذا مدّوها أرخيتها وإذا أرخوها مددتها"
أخبار متعلقة :