في ظل الهجمة الشعواء التي تعرضت وتتعرض لها الأمة العربية على مدى عقود طويلة من الزمن والتي استعرت بشكل مسعور خلال العقدين الاخيرين بما في هذه الهجمة من أساليب وحشية متنوعة كالحروب المباشرة والحروب بالنيابة عن طريق انشاء تنظيمات وحركات مسلحة تُدار بالريمونت كونترول من الخارج بكل جهاته الأربع وبكل مسافاته القريبة والبعيدة وكذلك من خلال إثارة الفتن التي لعبت تكنولوجيا الاتصالات والتواصل الاجتماعي دورا فعالاً في تأجيج إوارها مما أدى الى زيادة تفكيكها وإنهاك قواها المنخورة أصلاً بسبب تبعية وتخبط حكامها وسياسيها موالين ومعارضين مما أدى إلى زرع كراهيتها في نفوس ابناءها وجعلهم يسخرون من امتهم التي اعزها الله جلت قدرته باختيار خاتم انبياءه محمد صلى الله عليه وسلم منها وجعلها تحمل شرف نشر اخر رسالاته السماوية الى خلقه من الأنس والجن ثم اختياره للغتها لتكون لغة آخر كتبه وهو القرآن الكريم ولغة عبادته واهل جناته فكانت خير من حمل ونشر تلك الرسالة السمحاء مما أهلها لتكون خير امة أُخرجت للناس فصار ابناؤها يرددون مايُصَدره إليهم أعداؤها من عبارات الإهانة والاستهزاء والسخرية منها فسالت انهار من دمائها واتسعت مقابرها بشكل لم يسبق له مثيل وتحولت مدنها الى خرائب ودمار شامل وحُرمت من أبسط الخدمات والبنى التحية وكل مقومات الاقتصاد الصناعية منها والزراعية والخدمية وتحولت الى سوق لمنتحات الدول الاخرى وانتشرت المخيمات بدلا من البيوت والقصور التي كانت عامرة بأهلها وامتلأت كل أصقاع الأرض بالمهاجرين من ابنائها مما جعل أهلها لايتوقعون انهم من الممكن أن يتعاطفوا فيما بينهم ولايحن بعضهم على بعض في يوم من الأيام ووصلت بهم الحال الى إحتقار أنفسهم وإنتماءهم القومي والديني بعد ما وصل إليه التشويه والوصف لقوميتهم ودينهم الى حد الهمجية والوحشية والإرهاب الذي إصطنعه أعداؤها لِيُوصِموها به وبكل تلك الصفات التي صدّق بها جهلة الأمة فصاروا يرددونها ويحاولون السخرية بها بأمتهم ودينهم .
وللتأكد من نجاح كل تلك الخطط وأن العرب قد وصلوا للإنهيار التام وأن القطيعة بينهم وبين أبناء جِلدتهم وصلت إلى حد اللاعودة ، كان لابد من بالون إختبارٍ قوي لمشاعر أبناء العروبة وإنتمائهم وإلتصاقهم ببعض عن طريق حدث مثير وغير متوقع في مكانه ووقته وتفاصيله فكانت واقعة البئر هي خير بالون لذلك الاختبار رغم كل غموض تفاصيله غير المعقولة في كثير من جزئياتها التي تشابه غموض الإنهيار التام لبرج يتكون من مائة وعشرة طوابق واختفائه تماما تحت الأرض نتيجة لإنفجارٍ في طابقه الخامس والثمانين، حيث يسقط طفل في بئر عمقه اكثر من ستين متر اي مايقارب إرتفاع عمارة تتكون من خمسة عشر طابقا ليستقر على عمق إثنين وثلاثين متر اي بمستوى ارتفاع اكثر من ثمان طوابق من تلك العمارة التي لايتجاوز قطرها الثلاثين سنتمترا دون ان تعيقه تعرجات تربة البئر ولايصاب الا ببعض الرضوض فيعيش خمسة أيام في ظلام دامس ورعب وقلة أوكسجين مع وضع الأرض المناخي تحت هذا العمق ليخرج بعدها بمسرحية الحفر الموازي دون ان يراه أحد ثم يُعلَن عن وفاته في المستشفى بعد لحظات من وصول سيارة الإسعاف التي حملته اليها ثم يتم نشر صور له لايشبه بعضها البعض ودون ان يظهر اي اثر واضح على جسده يوازي ذلك السقوط الرهيب وذلك البقاء الطويل في العمق المُعلن عنه من البئر ثم يشيع في صندوقٍ خشبي (تابوت) ليُدفن مع سره دون ان يراه احد والادهى من كل هذا وذاك لم نشهد ذلك الحزن الأبوي على وجوه والديه من تلك القصة التي ادمت قلوب البشرية كلها ولم تُدمِ قلبيهما بالشكل المتوقع من أُم وأب سقط فلذة كبديهما في تلك المحنة المأساوية التي حَسْبَ فصول قصتها قد افقدته حياته مما يزيد القصة غموضا اكثر فأكثر .وبكل فخر فقد أثبتت هذه الأمة من خلال تلك (الحادثة) ، ورغم محاولات تدميرها وتشتيتها ، فشل تلك المحاولات فاجتمعت كلها حول قصة ريان الذي لم نراه حيا او ميتا سوى في صور مختلفة لاترتبط بأي صفة من صفات التشابه فيما بينها لتؤكد امة العرب انها واحدة موحدة رغم كل تلك المؤامرات والخطط لإنهاكها وتشتيتها والقضاء عليها ولاتحتاج سوى عودة جميع حكامها لإنتمائهم لها والعمل على جمع شملها من جديد والاستغناء عن مصالحهم الضيقة خدمة لمصلحة أمة انهكتها التدخلات الخارجية وفتنها.
أخبار متعلقة :