علي مصطفى المصراتي كاتب و مؤرخ ليبي ناهض الاحتلال لبلاده وتجاوزت كتاباته الحدود المحلية إلى الآفاق العربية والدولية فترجمت مؤلفاته لاكثر من خمسة لغات. إن المصراتي تجاوز بتفكيره وحسه العالي المنظور المناطقي إلى المفهوم الوطني على المستوى المحلي والعربي، و بالجهد الذي بذله المصراتي في التعريف بأعلام ليبيا في رحلة شاقة وطويلة من العطاء الفكري والثقافي حيث كتب القصة، ودوّن تاريخ الصحافة وترجم لسيرة منضاليها كسعدون السويحلي وتوقف عند نتاج مؤرخيها كابن غلبون. و الشعور بالانتماء والمكانة التي تمثلها ليبيا تاريخيا وجغرافيا كانت جزءا من شخصيته و ينتقل المصراتي في سلسلة توثيقه من الجهاد إلى المجال الفكري ليؤسس المكتبة الليبية بالأثر الذي تركه الرواد الأوائل في مدونة صاحبة الجلالة عبر كتابه «صحافة ليبيا في نصف قرن » 1960م متوقفا عند أسماء تلك المطبوعات ومعرفا برؤساء تحريرها، كما أصدر كتابا آخر بعنوان «كفاح صحفي عرض ودراسة تحليلية لجريدة أبي قشة 1908-1911م».
ولد في الإسكندرية سنة 1926م وتلقى تعليمه في القاهرة سنة1933 ثم التحق بالأزهر ونال الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام 1946 ثم شهادة التدريس العالية من كلية اللغة العربية بالجامعة الأزهرية سنة 1946 عمل بالتدريس بمدرسة الأنباط (المدرسة المصرية) بالقاهرة “شبرا".
اشترك في عدة مظاهرات ضد الإنجليز وأعتقل بسجن قارة ميدان التحق بحزب المؤتمر الوطني برئاسة بشير السعداوي بطرابلس سنة 1948م وسجن ثلاث مرات بسبب مواقفه الوطنية والقومية الرافضة للوجود الأجنبي خلال العهد الملكي على أرض ليبيا وانتخب عضواً لمجلس النواب سنة 1960م وكان صوتاً معارضاً ومطالباً بجلاء القوات الأجنبية الاستعمارية ووحدة البلاد.
نشر إنتاجه في الصحف المصرية ثم الليبية والعربية من بينها صوت الأمة - الأسبوع - الأيام - آخر ساعة - الأهرام القاهرية - المرصاد - طرابلس الغرب - هنا طرابلس - الرائد - شعلة الحرية - الشعب - الإذاعة - الأسبوع الثقافي - الفصول الأربعة - الجماهيرية - الطريق اللبنانية - القصص التونسية”.
ترأس مجلة هنا طرابلس سنة 1954م، ترأس اللجنة العليا لرعاية الآداب والفنون، تولى أمانة اتحاد الأدباء والكتاب بالجماهيرية، تولى مهمة مدير الإذاعة الليبية، أصدر وترأس تحرير جريدة الشعب.
ترجمت أعماله إلى الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الصينية، الهندية. ومنها أعلام من طرابلس، 1955، لمحات أدبية عن ليبيا، 1965، شاعر من ليبيا (إبراهيم الأسطى عمر)، 1957، جحا في ليبيا دراسة في الأدب الشعبي، 1958، صحافة ليبيا في نصف قرن "عرض وتحليل ودراسة لتطور الفن الصحفي في ليبيا"، 1960، غومة فارس الصحراء صفحة من تاريخ ليبيا، 1960، حفنة من رماد 1964، الصلات بين تركيا وليبيا التاريخية والاجتماعية، 1968، خمسون قصة، 1983، الجنرال في محطة فكتوريا، 1991، الطائر الجريح، 1995، الأمثال الشعبية،2000))
و في يوم الأربعاء الموافق 29 ديسمبر 2021 أنتقل شيخ الأدباء إلى رحمة الله و كانت وفاته فاجعة مؤلمة و اهتزت قلوب كل الليبين حزنا عليه وشهد مسجد ميزران الذي أُقيمت فيه صلاة الجنازة مراسم تأبين تحدث فيها أصدقاء الراحل من كُتاب ومثقفين وأكاديميين عن مآثره الإنسانية ومسيرته الأدبية ومواقفه الوطنية.
أخبار متعلقة :