مع انتهاء الحرب الباردة في مطلع التسعينيات أواخر القرن الماضي سيطرت الولايات المتحدة الامريكية بل وبسطت نفوذها علي العالم أجمع وانهت بذلك حكم العالم ثنائي القطب وقبضة الولايات المتحدة الامريكية علي مقاليد حكم العالم منفردة هذه الحقبة السوداء في تاريخ الاتحاد السوفيتي السابق وصفها فلاديمير بوتين من داخل جدران الكريملين 2005 بأنها اكبر كارثة جيوسياسية تعرضت لها بلاده انذاك ومنذ ذلك الحين يأمل الرئيس الروسي العاشق لبلده عودة حبات العقد الروسي المبعثرة من جديد الا ان الولايات المتحده الامريكية ومن خلفها حلف الناتو يحولون دون ذلك والشاهد ما حدث في أواخر التسعينات من الناتو الذي اخذ يغازل دولا بعينها للانضمام اليه متناسيا ما قطعته امريكا على نفسها سابقا من تعهدات للروس بعدم ضم هذه الدول لحلف الاطلسي الذي اصبح منذ تأسيسه عام 1949 الشبح الذي يلوح في الافق للروس من وقت لاخر ملوحا بضم دولا سوفيتية سابقة لحلفه ويأتي العام 2008 ليتأكد بالفعل للروس النوايا الخبيثة التي تضمرها امريكا في جعبتها لهم حينما اعلن الرئيس الامريكي بوش رغبته في ضم جورجيا واوكرانيا للناتو الامر الذي جعل بوتين يضع في حساباته عدم جعل الامر في يد الامريكان وبالفعل يتقدم بوتين في خطوة مباغته عام 2014 ليحتل شبه جزيرة القرم التابعه لاوكرانيا ومنذ ذلك التاريخ اخذ بوتين يعد العده لاسترداد ما هو اكبر من جزيرة القرم حتى انه في 17 نوفمبر من العام المنقضي 2021 حدد شروطا اذا نفذتها الولايات المتحده الامريكية و حلفائها من الناتو فسيكونون بذلك قد اوقفوا حربا لن تشمل فقط اوكرانيا ولكن قد تمتد لتشمل العالم كله معلنة حربا عالمية ثالثة وشملت الورقة الروسية لوقف الحرب :
1/وقف كل الانشطة العسكرية لحلف الناتو في منطقة شرق اوروبا و القوقاز واواسط أسيا
2/ سحب امريكا للاسلحة النووية من اوروبا
3/سحب كل قواعد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى و متوسطة المدى الخاصه بامريكا والناتو والعوده بها الى داخل الحدود الامريكية
4/تعهد الناتو وأمريكا كتابيا بعدم ضم اوكرانيا للناتو وفي السياق نفسه نشرت صحيفة ال باييس الاسبانية ما قالت انه وثائق رد كل من الولايات المتحدة الامريكية والناتو على مبادرة الضمانات الامنية التي قدمتها روسيا وقسمت هذه الوثائق الى جزئين الاول ؤتضمن الرد الامريكي والثاني رد الناتو اما عن واشنطن فقدمت في ردها باقتراحات عدة ابرزها مناقشة تبني التزامات متبادلة بين امريكا وروسيا بعدم نشر منظومات صاروخية هجومية وقوات دائمة بمهمة قتالية في اراضي اوكرانيا واستعداد الولايات المتحدة مناقشة الية شفافية لتأكيد غياب صواريخ توما هوك كروز في رومانيا وبولندا على ان تقدم روسيا اجراءات شفافة متبادله بشان قاعدتين للصواريخ الارضية في روسيا من اختيار الولايات المتحدة وشركائها.
كانت صورا للاقمار الصناعية قد كشفت عن عشرات الالاف من الجنود الروس على طول الحدود مع اوكرانيا تلك البالغ طولها ما يقارب 2000 كيلو متر لينشر الروس مجموعات كبيرة من الكتائب التكتيكية وصلت لحوالي 83كتيبه و في انتظار 14اخرى والكلام لمسئولين امريكان برويترز في الوقت نفسه ازدادت مخاوف الولايات المتحده الامريكية من هذه الحشود الضخمه التي تمد بها روسيا الحليف البيلاروسي الجار الملاصق لبولندا واوكرانيا الامر الذي تراه الولايات المتحدة اكبر بكثير من مجرد استعداد لمناورات مع الصديقه روسيا كما اعلن عنه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ورأت الولايات المتحدة الامريكيه ان الامر علي اراضي بيلاروسيا ربما لن يكتفي فيه بمجرد وجود منظومة ال اس 400 اذ انه قد يمتد لنشر اسلحه نوويه ويرى مراقبون عسكريون ان نشر قوة عسكرية قوامها 9000 جندي يستلزم ابلاغ الدول المجاورة قبلها ب 42 يوم على الاقل اما في حالة تجاوز العدد 13000 جندي فألامر حينئذ كان يتطلب وجود مراقبين دوليين ويخشى اخرون من احتمال ان يمرر مشروع قانون ببيلاروسيا مطلع الشهر القادم يسمح بموجبه بوجود قوات روسية بصفة دائمة علي اراضيهم مما يجعل بيلاروسيا مصدر تهديد دائم لجيرانها خاصة اوكرانيا على الجانب الاخر ما زالت الولايات المتحدة الامريكية تدعم من دفاعات اوكرانيا حيث أكدت البيانات الاوكرانية وصول حوالي 25 شحنة من منتصف الشهر الماضي على متن طائرات بريطانية وامريكية و كندية ورغم كل الاستعدادات على الجانبين الروسي والامريكي الموالي لاوكرانيا فما زالت المساعي التي تهدف لوقف الحرب جاريه فعلى طاولة كييف اجتمع رؤساء وزراء كل من المانيا و التشيك لبحث السبل لوقف خطر الحرب في المقابل اجتمع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون التي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ليبحثا معا المقترحات التي قدمتها روسيا لوقف الحرب وتتوالى الجهود لانقاذ الوضع المتأزم حيث تم لقاء بين سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا ووزيرة خارجية بريطانيا ليز تروس التي اعتبرت ان وجود اكثر من 100000 جندي روسي على الحدود مع اوكرانيا امر لا يمكن ان تغض بريطانيا الطرف عنه او تتجاهله الامر الذي جعل الروس يستاؤن بشده من النهج البريطاني في التعامل معهم واعتبروا ان هذا الامر يؤدي الى طريق مسدود وفي لقائه مع وزير الخارجية البولندي اوضح انتوني بلينكن ان بلاده تسعى للحل في مسارين الاول عبر طرق ابواب النقاش والاخر كما سماه بعواقب وخيمه تنتظر روسيا اذا اصرت على غزو اوكرانيا وما زالت الاتهامات المتبادلة من الجانبين الروسي والاوكراني دائرة حيث اكد وزير خارجية اوكرانيا ان روسبا تدعم الانفصاليين عن اوكرانيا باقليم دونياس بالعتاد و الوقود فيما اشارت روسيا الى ان كييف تسلمت اسلحه من امريكا بحوالي 200 مليون دولار وفي اللقاء الذي جمع امين عام الناتو ورئيس الوزراء البريطاني اعرب امين عام الناتو عن جاهزية الحلف للاستماع الي مخاوف روسيا الا انه اكد ان الحلف لن يتنازل عن مبادئه الاساسية.
أخبار متعلقة :