لم يخطر على بالى ان اقوم برحله عشوائيه الى مصر فكل زيارتى لام الدنيا يسبقها تخطيط مسبق معد باعداد جيد بحيث انجز ما يمكن انجازة فى اقل وقت وباسرع الطرق وباقل التكلفه الى ان جائى هاتف من القاهرة باستلام درع افضل صحفى لعام 2016 بترشيح من مؤسسه كاسل جورنال الاعلاميه ورئيسه مجلس ادارتها السيدة الفاضله عبير المعداوى ورغم ترددى فى بادىء الامر الا اننى فوجئت بكم كبير من الشخصيات البارزه سياسيا وفنيا واعلاميا فازوا ايضا بدرع هذة المؤسسه كلا فى تخصصه مما عجل من قرارى وحجزت تذكرة والاقامه فى احدى الفنادق لمدة عشرون يوما لاستلم الجائزه بنفسى واتشرف بمقابله هذا الكم من عظماء مصر الذين اسحقوا الجائزه واستلمت الجائزه وسط حفاوة بالغه من الحضور كان لها الاثر الايجابى فى طموحاتى واحلامى وتاكيدا على مشوارى وتاريخى الممتد لاكثر من 30 عاما لم اتطلع يوما للتكريم ولم اطالب احد بالتكريم ورغم عملى بالجاليه طيله هذة الاعوام تعرضت للكثير من التجريح والاهانات والاحقاد والنميمه القذرة ليس لسبب او كراهيه بينى وبين احد من الجاليه الا بسب النفوس المريضه من اعداء النجاح لكن لم تهزنى هذة الاصوات او تضعف من عزيمتى بل اعطتنى الدفعه الكبرى للانطلاق وتحقيق ما اتطلع اليه من نشر المحبه والسلام بين الجاليه والحفاظ على وحدتها وصيانه تمسكها رغم المطبات المؤلمه والتى كادت ان تعصف بوحدتنا سواء بعد احداث سبتمبر المريرة او حادثه مقتل وذبح اسرة ارمانيوس او احدث الكشح ونجع حمادى وابوقرقاص وانفجار كنيسه القديسين ثم ثوره الغم والهم 25 يناير وتوابعها من حكم الظلام الاستبدادى والتى تعرضت خلالها لخفافيش الظلام للضرب والتهديد وسرقه سيارتى وحرق جرائدى حتى ثورة 30 يونيو.
قررت ان اقوم بزيارة مصر والاحتفال ومشاركه الشعب المصرى وسط الميادين بثورته واعتلاء الرئيس السيىسى مقاليد السلطه والحكم وعدت الى نيويورك للمشاركه وتاييد الرئيس فى احتفالات الجمعيه العامه للامم المتحدة وعادت مصر بفضل قيادتها الحكيمه الى المجتمع الدولى وفوزها بمفعد غير دائم لمجلس الامن ورئاستها لمجوعه مواجه الارهاب وبفضل الله اصبح لمصر دورها الريادى الاقليمى والدولى بثقلها وحكمتها .....
هذه السنين وهذا التاريخ الممتد لسنين طويله اخذ معها شبابى وصنع تاريخى فلم تضيع هباءا ففى زيارتى الاخيرة من منتصف شهر يناير حتى الاسبوع الاول من فبراير تقابلت مع عمالقه مصر من مفكريين وسياسين وصحفيين واعلاميين الكل كان يرحب باستقبالى واجراء احاديث فى اطار من الود والتاخى عن الدوله المصريه ومستقبلها السياسى والاقتصادى والاعلامى فكان اللقاء الاول مع استاذنا الصحفى الكبير مكرم محمد احمد فى منزله بمصر الجديدة حيث استقبلنى مع مديرة تحرير الجريدة رشا لاشين التى قامت بتسجيل الحوار وسينشر فى هذا العدد وركز فى حديثه عن مصر التى يعشقها معتبرا ان المرحله الماضيه هى مرحله ثقيله ومتعبه مثقله بديون الماضى وهمومه ؛ مصر عانت ومازالت تعانى من خلل مجتمعى عارض معتبرا ان هذة المرحله هى اصعب مرحله تخوضها مصر ضد الفساد والجشع طارحا روشته علاج المستقبل بالعمل الجاد نحو التعليم والبحث العلمى والبحث عن الكفاءات التى تسطيع ادارة هذا الوطن ونشله من امراض الحاضر بتطويره وتجديد الخطاب الدينى الذى مازال نعانى من ويلات افكارة رغم ما قام به الرئيس من انجازات عجز سابقيه عن تحقيقه الا انه مازال يعانى من خلل مجتمعى وطبقى واعلام راس مالى فاسد يبحث عن مصالحه لهذا اناشد الاعلام والصحافه الخاصه والحكوميه بالبحث عن الحقيقه ونشرها للشعب بكل وضوح بمهنيه واحترافيه وليس هذا معناة التستر عن السلبيات بل يجيب ان نتعلم من اخطاءنا ونحدد اهدافنا بحيث لاتتعارض مع امننا القومى ؛ وكان اللقاء الثانى مع الصحفى الكبير لويس جريس فى العجوزه ومجرد ان فتحت تليمذته الصحفيه المخصصه لرعايته فوجئت بتاريخ الفنانه الراحله سناء جميل وشعرت اننى رغم غيابها عن عالمنا ان المنزل مرتب بلمسات سناء جميل واركانه الجميله وجلسنا فى صاله الاستقبال وانتظرنا الاستاذ الذى يتنقل بصعوبه بالغه اشفقت عليه متاملا لتاريخ هذا العملاق الذى تلألا فى سماء الصحافه واحد مقامات جريدة صباح الخيروالذى قارب عمرة 90 عاما واحد ضلوع الصحافه المصريه واركانها الرئيسيه استقبلنا بترحاب شديد ومحبه قلبيه ؛ دار حديث طويل معه بوجود الصحفيه الامعه ومديره العلاقات العامه لجريدة صوت بلادى الدكتوره ميرفت النمر احدى تلاميذ مدرسه الاستاذ الدكتور لويس جريس والصحفيه بالجريدة رشا لاشين معربا عن سعادته بلقائنا واعجابه بجريدة صوت بلادى ودورها الريادى فى عالم الصحافه بالخارج معربا عن سعادته وامتنانه بالدور الذى تقوم به صوت بلادى وسط الجاليه المصريه متمنيا استكما مسيرتها الوطنيه لخدمه مصر واعلاء شانها وربط مزيد من الروابط بين ابناء مصر بالخارج بالوطن الام مؤكدا على ان مصر فى قلب كل مصرى ولابد من الحفاظ على الهويه المصريه وسط الاجيال الجديدة من الابناء والاحفاد واشفاقا عليه تقدمت بالانابه عن اسرة جريدة صوت بلادى باهداؤة درع الجريدة متمنيا لسعادته الصحه وطول العمر ...
وفى احدى قاعات فندق الزمالك كنت على ميعاد مع الدكتور ثروت الخرباوى ورغم كثرة ارتباطاته الا انه اصر على مقابلتى والترحيب بنا فى مصر ودار حديث بل احاديث طويله فى وجود الدكتوره نجلاء حرب استاذة الاقتصاد والدراسات السياحيه بجامعه الاسكندريه والكاتبه عبير حرب بصوت بلادى والكاتبه الصحفيه رشا لاشين وكانت المناقشه طويله تعدت الساعتين تطرقنا فيها الى تاريخ الدكتور الخرباوى وانفصاله عن جماعه الاخوان المسلمين وكيف هيىء نفسه لمناقشتهم محاولا تصحيح معتقدات حسن البنا والسيد قطب الذى راى من وجه نظرة انهم ضلوا طريق الاسلام الصحيح بعد ماتعدى منهجهم من الدعوة الى الجهاد المسلح وتكفير المجتمع بجميع طوائفه واخرجت من تحت مظلتها جميع الجماعات الارهابيه بالعالم ثم بدات المناقشه عن الحاله الاقتصاديه ومستقبل مصر السياسى والاقتصادى وهنا ظهرت الدكتورة نجلاء حرب استاذة الاقتصاد والعلوم السياسيه واطروحاتها الاقتصاديه وحل المشاكل التى تواجهها مصر اقتصاديا وسياسيا فاتسم اللقاء بين حبكه الدكتور الخرباوى وذكاء الدكتورة نجلاء ومحاورتها لسيادته سننشرها فى الاعداد القادمه .؛ واللقاء الثالث مع الكاتب والصحفى والمحاور البارع مفيد فوزى بمكان اقامته بالمهندسين كان استقبالا رائعا اتسم بالود والصراحه على حساب المجامله فالطبع يغلب التطبع وهذا ما نعلمه جيدا عن مفيد فوزى فهو صريح محاور لا يتجمل ولا يتلون يطلق رصاصاته فى كل اتجاه بكل ادب واحترام لكن فى النهايه يصل الى هدفه لهذا لم الفاجىء من الاستاذ مفيد فوزى ان يطرح على الاسئله وانا اجيب رغم اننى كنت متوعد ا ان القى عليه الاسئله واطرحها فى صورة مناقشه هادئه منتظرا اجابته وفاجئنى بمناقشه تاريخى بالولايات المتحدة مداعبا مدعيا باننى صدامى وكثيرا ماعرض خلال الجريده قضايا واطروحات كثيرا ما يحدث على اثرها صدام فى الجاليه فكان ردى بايجاز باننى خريج مدرسه مفيد فوزى الصداميه فى البحث عن الحقيقه حتى لو كلفنى خسارة البعض لكن اشاد بدورى الوطنى فى الصمود امام الجماعات الارهابيه وعدم مجاملتى لاى تيار على حساب الحقيقه حتى لو كانت جمعيات او هيئات قبطيه ؛ فى نهايه اللقاء اهديته درع صوت بلادى لمشوارة الطويل فى عالم الصحافه لانه علامه وهرما صحفيا واستاذا ونموذجا وقدوه لاجيال الصحفين الشباب ......وللحديث بقيه العدد القادم
ورحل فارس الطب والرحمه .... الدكتور مدحت الامير
كنت على موعد معه قبل الرحيل كما تعودت للحديث معه فى شتى الموضوعات حتى الموضوعات الخاصه دائما مايبوح بها لثقته بى فاسرارنا لاتخرج عن المكتب قد نختلف ولكن الحب والصداقه التى طالت ثلاثون عاما كانت عاملا مؤثرا فى صداقتنا وشاء القدر ان اتاخر عن مقابلته الاخيرة ويحرمنى من القاء نظره الوداع على تؤم روحى وصديق عمرى الدكتور مدحت الامير هذا الانسان دمث الاخلاق وطيب القلب ، امين ورحيم فى مهنته كما هو امين فى صداقته ومحبته كنت اتمنى ان امدح بكلماتى ما يجوش فى خاطرى عن انسان قدم الكثير واعطى الكثير للفقراء والمحتاجين ققى عام 2001 وبعد احدات سبتمبر اتفقنا معا على تقديم العون الطبى من مرضى الجاليه بالكشف عليهم واعطائهم الدواء المناسب دون تقاضى دولار واحد فكثيرا ما التجأت اليه وارسل له العديد من مرضى الجاليه المحتاجين وعند مقابلته اطالبه عن طيب خاطر بالمشاركه ودفع جزء من اتعابه ودوائة فيرفض معتبرا هذا واجبه ولم يكلفه غير سماعه وتشخيص المرض بل كان فى مرات عديدة يكشف ويكتب الروشته للمريض ويتصل بالصيدليه المجاورة لصرف الدواء من جيبه الخاص ؛ كان رحمه الله واسكنه فسيح جناته وطنيا فريدا من نوعه شغوفا مهموما بمشاكل مصر فى شتى المجالات لانه يعشق مصر وشعب وجيش مصر فيقدم الاقتراحات ويتصل بالسفير احمد فاروق والمسئولين لتبنى وتقديم اقتراحاته ربما تفيد لانه مكبل بحياته المهنيه بالولايات المتحدة ومن اكثر الافكار التى كان مهموما بها زراعه القمح بسلالات تدر على مصر محصول جيد باقل التكلفه غير افكاره فى تحليه المياه والاهتمام بسيناء لانها الارض الكبيرة والتى تغطى احتياجات مصر من المحاصيل الكثيرة والعديده ؛ ساهم وتبرعم لصندوق تحيا مصر من خلال حفلات جمعيه الاطباء العرب مساهمه منه لتحسين اقتصادها ؛ ولا انسى فى عز معمعه الاخوان كثيرا ما يتصل بعضهم لحثه على مقاطعه الجريدة والغاء الاعلان الا انه كان يرفض لايمانه بمسيرتى وهمومى نحو مصر بغض النظر عن اختلاف الديانات وكانا مدافعا صلبا عنى وعن مسيرتى ؛ كان سندا لى فى العديد من المواقف والمتاعب مراافقا لى كل اجتماعاتى وندواتى وحفلاتى ....الايام مضت والسنين جرت والعمر انتهى وضاعت الحياه بعد رحيله ...فلمن ابكى وقد جفت الدموع ؟ ولمن اشكى وقد رحلى عنى ما كان يضمد جراحى واحزانى ؟ لقد رحل باوجاعه والامه بعد عمليه جراحيه بالقلب الطيب لم يتحمل عذاب الحاضر والام المستقبل وتركنى جريحا اتالم واصرخ الى عنان السماء واقول .....الوداع ياعز الناس وقريبا سالقاك ان قصر العمر او طال
أخبار متعلقة :