"إذا بدأنا معركة بين الحاضر والماضي، فسوف نجد أننا خسرنا المستقبل"
*ونستون تشرشل W.churchill
قيل: "في الزمن الردئ يصمت العاقل!.. ونحن نقول أن الصمت لم يعد مقبولاً، في هذا الزمن العربي الردئ، حيث بات الكثيرون يفكرون برداءة، ويتصرفون برداءة.. لكن جميل أن نفكر بحكمة!..
- في رحلتنا النضاليه الطويله. كنا نطارد الأشباح، ونحاول ان نمسك الريح بأيدينا. وقد أتعبتنا غيوم الشعارات الكثيفة، التي لم تسقط قطرة ماء واحدة. وقد صار حلمنا الوحيد، هو أن ننزل من ركب القافلة، ونترجل عن تلك السروج، ونخلع عنا العباءات الثورية، التي أخذتنا بعيداً، وسرقت منا شبابنا وانتظرنا.. انتظرنا، ولكن لم تأت الثورة التي حلمنا بها!.. واليوم لم يبق من أجراس الثورة سوى الصدى، ولا من جواد الشعر سوى اللجام، ولامن طريق الحرية سوى الحواجز الطيارة والثابتة!..
- الشعوب العربية، تمر اليوم بأسوأ حالات وجودها، حيث يتولى المستبدون القيادة السياسية، ويتولى المتطرفون قيادة الفكر. وحيث تتهاوى القيم الوطنية والأخلاقية والأنسانية، لصالح التشرذم، والصراعات الدينية والطائفية والعرقية. ويسود منطق القتل والتدمير العبثي والمستمر، والذي يبدو انه لن يتوقف في المستقبل القريب!..
- الصراعات المسلحة القائمة اليوم في عدد من الدول العربية، ليست صراعات من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة وحقوق الانسان. لأن الأطراف المتصارعة، لاتؤمن بها أصلاً، بل هي صراعات من أجل السلطة، وعلى شكل الاستبداد!..
- العالم العربي اليوم، بات مزيجاً من عالم (فرانز كافكا) وعالم (ميخائيل بولغاكوف).. عالم الغربة وعالم النزاع.. عالم الانسان المزدوج، الذي يفقد فيه الانسان وعيه، فيستسلم للسبات!.. هو عالم الانتماء للغربة، عالم الفظاعات والتشوهات، التي لاتحصى في حياتنا اليومية، تحت تأثير التغيير الاجتماعى، الذي أصبح حقيقة واقعة. وأنت مرغم على العيش فيه، مع عدم وجود طاقة تكفيك، لاحتمال كل هذه السفاهات!..
- تعيش غالبية الدول العربية والاسلامية اليوم فى ظل (صحوة رجعية) عاتية. نجدها تناضل بكل قواها، في سبيل رفض الحرية والديمقراطية، وتطبيق حقوق الانسان، وحقوق المرأة، بسبب كونها (تتعارض) مع الشريعة بحسب تقديرهم!..
- نحن الآن بحاجة الى تقويم، موضوعي ومنهجي للميراث الثقافي، بعيداً عن العاطفة، ومسوغات الايديولوجيا، وتحت بيارق التميز الخائبة، والعودة الى الماضي، تعبق روح (سلفوية) غير ذكية. تضخم أحد أبعاد الوجود وهو (الماضي) ليقطع كل صلة له بالحاضر والمستقبل، وإغفال معطيات العصر، وتطور المجتمع. وتحويلنا من كائنات لها تراث، الى كائنات تراثية!..
- حين نعلم الانسان التفكير فإننا تحرره، وحين نلقنه، فإننا نضمه الى القطيع!..
- الاستبداد السياسي والاستبداد الديني، يفهمانك أن القناعة هي قدرك، والعجز هو طبيعتك. يقنعانك انه من الممكن الكلام أحياناً، وليس من الممكن الفعل، وليس من الممكن الوجود!..
- العرب اليوم أمة ممزقة بين (البداوة المتأصلة) و (الحضارة الزائفة) وهم اليوم وريثة (عصر الانحطاط العربي) الذي استمر سبعة قرون!..
- لاتوجد أمة على وجه الأرض، أضر بها تراثها، كما أضر تراث العرب بالعرب. وهم يعتزون بتراثهم كما يتصورونه، لاكما هو كائن فعلاً، وهم مازالوا يعيدون إنتاج تخلفهم!..
- الحروب العربية- العربية ، لم تتوقف أصلاً طوال أربعة عشر قرناً، فضلاً عن الاقصاء والتهميش، الذي مارسه العرب على الآخر المختلف، والارهاب الحالي ليس سوى تنويع، على إيقاع إرهاب قديم!..
- الشرق العربي لايصنع اليوم شيئاً!.. دفاتره العتيقة بين يديه، يراجع الأرقام بعقلية متخلفة، وبصيرة معقدة، لاتصول ولاتجول.. صار الناس يذكرون الماضي فقط.. وهم لايرون الحاضر والمستقبل، إلا من نافذة الماضي!..
- نحن لانلتزم بمواعيد العمل.. لكننا نلتزم بمواعيد الصلاة!..
- إن الشعور بالدونية، والعجز عن التطور، والتأقلم مع الحضارة الحديثة، واللحاق بركب المدنية، التي يزداد العرب بعداً عنها كل يوم، جعلهم يعودون بكل تفكيرهم الى الماضي، هروباً من واقعهم المأساوي، وجهلهم وتخلفهم، فيكفرون الآخرين، ويدعون عليهم بالشر. وكلما ازدادت كراهيتهم للآخرين والدعاء عليهم. ازداد هؤلاء الآخرون قوة وعلماً وتقدماً، وازدادوا هم ضعفاً وجهلاً وتخلفاً!.. ويبدو أن الله لايستجيب لهم، وهم لايملون الدعاء!..
- يقول المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي A.toynbee: "لقد انقرضت في الماضي (14) حضارة.ز الحضارات لاتسقط فجأة، بل تدوم سنوات عديدة، قبل أن تلفظ أنفاسها. وهو يؤكد أن الحضارة العربية، أيلة الى السقوط حتماً.. والأمم تسقط حين تتغلب فيها العوامل السلبية، على العوامل الايجابية، في الثقافة والحضارة!.
- بضعة رسوم كاريكاتيرية، استفزت (أهل الايمان) فانتفض الأفغان والشيشان، وأهل باكستان وإيران، ومصر والسودان، وسكان اليمن وعمان، والعراق والصومال واوزبكستان، وتركيا وقرغيزستان.. يثورون كالبركان –فتنلدع النيران ويخرب العمران، ولاينتفض أحد ضد الاستبداد والطغيان، وتدمير البلدان، وقتل الانسان!..
- من المعروف أننا لايمكن أن نرى راية داعش السوداء، مرتفعة فوق مدرسة، او معهد علمي او جامعة. أو معمل أو مركز ثقافي، او ناد رياضي او موسيقى، او مسرح او روضة غناء.. راية داعش مرفوعة دائماً حيث القتل والتدمير، وقطع الرؤوس والتفجير، والسلب والنهب، والسبي والاغتصاب، والحرائق وأسواق الرقيق.. هي ترتفع فوق الدمار والأشلاء والدماء. وداعش اليوم هي الوجه الجديد، للتطرف الديني والجهل، والتخلف الأبدي. وقد بلغت مستوى من الشر. لم يعرفه التاريخ من قبل. وقد أدى ظهورها، الى جعل الناس يرون الوجه الحقيقي للدولة الدينية!..
- يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي: "إن بعض الأوروبيين يطبقون على العرب لعبة الثور الأسباني، حيث يلوحون لهم بقطعة القماش الحمراء، فيثورون حتى تخور قواهم، في ردود افعال زائدة، وغير موزونة، وذلك علامة على عدم النضج"!.. هذه هي الخطة المعتمدة، ابتداء بسلمان رشدي، الى الرسوم الدنماركية، الى الفيلم المسئ للمسلمين.. فإذا كانت اعمال الاستفزاز، تستطيع أن تجعل الجميع ينتفضون في غضب. فهذا يعني انهم غير ناضجين بما يكفي. وأنهم في موقف انفعال لافي موقف فعل!.. ويقول المفكر المغربي محمد عابد الجابري: "العقل العربي عقل منفعل، وليس عقلاً فاعلاً"!..
- أن العامل الأساسي في نشأة ظاهرة التطرف الديني، هو العامل الفكري. حيث تتوارث أجيال في المنطقة العربية والعالم الاسلامي، مجموعة من المفاهيم التي يتعارض مع القيم الوطنية والأخلاقية والانسانية، ليس آخرها استخدام العنف والارهاب ضد الابرياء ورفض الآخر المختلف ومحاربته، والتكفير والتحريض على القتل والاقتتال الداخلي!..
- إن ضعف بناء الدولة الوطنية في البلدان العربية، أضعف الولاء الوطني لدى الناس، وجعل معظمهم، يبحث عن ولاءات اخرى، دينية وطائفية وعنصرية وحزبية وفئوية، بديلة عن مفهوم المواطنة!..
- إن كل ثقافة في العالم، لها أصول تاريخية، وتقاليد وتصورات، ورؤى للحياة، مختلفة عن غيرها. ويعلمنا التاريخ أنه كلما ازدهرت حضارة، نضجت تصوراتها عن العالم، وعلى العكس فكلما تدهورت حضارة أو أمة تشوه إدراكها لهذا العالم، حيث يتحول عندخا الآخر المختلف، الى عدو أبدي!..
- الإرهاب هو نتيجة للتطرف، وليس سبباً بحد ذاته.. ابحثوا عن جذور التطرف الديني، تجدونها في الثقافة الموروثة، والخطاب الديني المنحرف، والاستبداد السياسي، وخطابات المنابر، التي تحض على الكراهية والعنف، والمناهج التربوية القاصرة والفاسدة، كما تجدونها في غياب الحريات والتهميش، والاعلام المضلل، الخالي من الضمير!..
- لقد ابتعلت موجة التعصب الديني دولاً مثل أفغانستان والصومال وايران، وهي تستعد اليوم، لتوليد موجة جديدة، تبتلع دولاً أخرى في المنطقة، ويتحمل قادة الغرب المسؤولية المباشرة. حيث وقفت قلة منهم موقف المتفرج من صعود التيارات الدينية المتطرفة. لكن اغلبيتهم، اندفعت بحماس كبير لمساعدتها، بما يشبه قفزة في الظلام، وقدمت لها، الى جانب بعض دول المنطقة، كل اشكال الدعم القاتل، بما يشبه تغذية الأفاعي. ولم تنتبه الى أن وباء التطرف الديني ينتقل بسرعة قياسية!..
- كتب المؤرخ البريطاني هوبل: "إذا أردت أن تلغي شعباً ما، تبدأ أولاً بشل عقله. ثم تلغي كتبه وثقافته، ثم تكتب له كتاباً واحداً. وتنسب له ثقافه هذا الكتاب. وتخترع تاريخاً من هذا الكتاب. وتمنع عنه أية كتب اخرى.. عندئذ ينسى هذا الشعب من كان، وماذا كان، وينساه العالم"؟..
- ذكر الشاعر اليوناني القديم سيمونيدس (القرن 5 ق.م) في حديثه عن انتصار أثينا على اسبرطة: "هزمناهم ليس حين غزوناهم. بل حين أنسناهم تاريخهم وحضارتهم"!..
- قام العرب من أجل هزيمة أنفسهم بثلاثة أفعال هي: تهميش المرأة (نصف المجتمع) وجعلها ربة منزل فقط، وتخريب التعليم، والتقليل من قيمة العلم من أجل تجهيل الأجيال. وتهميش دور العلماء والمفكرين، وجعل قدوتهم المغنيات والراقصات تحت اسم (الفن)!..
- الأمة التي تصاب بهستيريا ضد بضعة رسوم كاريكاتيرية لكنها تصمت وتنام بهدوء، وهي ترى أطفالاً يذبحون، وأبرياء يقتلون ونساء تسبى باسم دينها، هي أمة فاجرة، بلا أخلاق.. بلا ضمير!.. (مدحت شكري).
- إن استخدام الدين لتبرير أو تأييد خيارات ومواقف سياسية، فيها ظلم يفرضه إنسان على انسان، أو شعب على شعب آخر، أو جماعة على جماعة، يحول الدين الى أيديولوجيا بشرية، ويجرد كلمة الله من شموليتها وقدسيتها!.
- لقد تجمد الزمن لدى العرب، وتسطح التاريخ. فالتاريخ كله ليس أحداثاً متوالية، وعناصر متفاعلة، ولاصوراً حركية متطورة، لكنه صورة سكونية لماض، بعيد وقريب معاً.. صار الناس يتعاملون مع الزمن، على أنه كيان ثابت. كتعاملهم مع المكان. وصاروا يعيشون فى الماضي/ متداخلاً مع الحاضر، ويستهلكون معارف قديمة على أنها جديدة، ويحسبونها مع الحاضر، ويستهلكون معارف قديمة على أنها جديدة، ويحسبونها حية وهى ميتة!.. إن جميع رموز الثقافة والتاريخ والتراث التي سلفت، صارت تعيش معنا، كما لو كنا جميعاً على مسرح واحد، في وقت واحد!..
- دعا المؤرخ البريطاني توينبي Toynbee لأن يعود الانسان الى القيم الحضارية، التي بشر بها المفكرون والفلاسفة، ويؤكد أن المحبة هي أعظم مظاهر الخير.. ويقول توينبي: "الرأى عندي أن الحلول الصحيحة لا يمكن أن تنشأ من اصلاح النظام او البنية في مجتمع معين. دون البدء بامتحان القيم، التي تشكل رد الفعل الانساني الفردي" وهو يرى في السلفيه هروباً من الحاضر، ومحاولة للارتداد الى الماضي، والحنين اليه. وهو شعور بالعجز.. والسلفية موقف متعارض مع التاريخ!..
- سؤال طالما يرد على الأذهان في هذه الأزمان: "هل تسير التربية والتنشئة الاجتماعية في البلدان العربية، بحيث تخلق مواطناً صالحاً، يفهم ذاته ،يقبلها ، يفهم الآخرين المختلفين، ويمكنه أن يقيم علاقات طبيعية معهم، وهل تسمح التربية والتنشئة الاجتماعية للانسان في البلدان العربية، أن يحقق إمكانياته، لأكبر مدى ممكن بحيث لا تأتي الأجيال المختلفة، يشبه بعضها بعضاً، وإذا المجتمع يكرر نفسه.. وإذا لم تفعل ذلك، ففي أي اتجاه تسير؟!..
إن التربية والتنشئة الاجتماعية، يجب ان تتفاعل مع الحياة والعلم وحيوتها متوقفة على استمرار التطور فيها، بحيث لاتقف والفكر يتقدم!..
- العرب اليوم أمة تحتضر. والزمان العربي اليوم، هو زمان الخيبة بإمتياز والمكان هو الوطن العربي بكامله.. إن حالة البلدان العربية اليوم تشبه ملحمة درامية ودموية في آن واحد. تحركها قوى داخلية وخارجية، خارجة عن السيطرة. وإذا كان الانسان العربي لايحمل غير ماضيه فكيف يمكن له أن يعيش حاضره، ويفكر بمستقبله؟!.. إن التماسك الداخلي سياسياً واجتماعياً، يعتمد فى النهاية على مانسميه (حس المواطنة) ومدى تجذره ورسوخه في العقول والقلوب!..
- سيقول الكثيرون من العرب قريباً: "وداعاً أيها الشرق!.. لكنه لن يكون وداعاً للتخلف والجهل والاستبداد والتعصب الديني، بل سيكون وداعاً للأوطان؟!..
- إن العالم الذي يعيش فيه الانسان، هو العالم الذي يتقاسمه مع الأخرين وإن علاقة الانسان بالغير، بحسب الفيلسوف الألماني (هيدجر Heidegger) هي علاقة معايشة وتواصل، لاعلاقة نبذ وإقصاء. وإن الوجود لايتشكل كتجربة حية، إلا من خلال علاقة الأنا بالغير. وان الميول العنصرية والتطرف تجعل من الصعب إقامة أية علاقة طبيعية مع الآخرين!..
- أيها العرب.. لقد جربتم الحكم الديني، وجربتم الاستبداد والحكم الديكتاتوري، وحكم العسكر.. وجربتم حكم الأحزاب الشمولية، فما أفلحتم.. جربوا الديمقراطية، وسوف تدركون كم هي شعوبكم عظيمة.. الديمقراطية هي رهانكم الأخير!..
أخبار متعلقة :