أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن المتشدد "عمر عبد الرحمن" المحكوم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة بتهم متعلقة بالإرهاب، توفى السبت الموافق 18 فبراير لأسباب طبيعية عن سن 78 عاما في سجن في كارولينا الشمالية.. وتردد "عمر عبد الرحمن" لأكثر من مرة على السجون حتى اعتقل فى التسعينات فى أحد السجون الأمريكية وحتى وفاته، وهو مفتى ومؤسس الجماعة الاسلامية بمصر وفى السطور التالية نرصد بداية المتشدد عمر عبد الرحمن بتردده على السجون حتى أعتقل منذ التسعينات فى أحد سجون أمريكا..
*السجن الأول:
بسبب أرائه فى خطب الجمعه التي كان يلقيها على جموع المصلين، وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، وجاءت أسبابها: "نال وتعرض لشخص الرئيس جمال عبد الناصر" ووصفه بأنه فرعون مصر، وأتهمه بالكفر والإلحاد لأنه أحضر الروس الى مصر التى تمتلئ بالمقدسات.
وأفرجت عنه السلطات عام 1968، وتم فصله من جامعة الأزهر بعدها مباشرة.
*السجن الثانى:
بداية عهد الرئيس الراحل "أنور السادات" ألقت الأجهزة الأمنية القبض على "عبد الرحمن" فى اكتوبر 1970، وتم الإفراج عنه فى يوليو 1971.
*السجن الثالث:وقائمة من التهم:
ألقت السلطات الأمريكية القبض على عبد الرحمن عام 1993، وبحسب اللوائح فى الولايات المتحدة بسبب زواجه من سيدتين فى مصر، ثم اتهموه بتدريب أتباعه على صناعة المتفجرات والتحريض على اغتيال الرئيس حسنى مبارك فى أمريكا، وكان تفجير مركز التجارة العالمي فى نفس السنة وحسب رواية أبنه ان والده، كانت وجهت إليه قائمة تهم مكونه من عشرون صفحه، وصدرت عدة أحكام بحقه بمجمل 2855 سنة سجن!!
*عمر عبد الرحمن الذي تزعم الجماعة الإسلامية بمصر:
ولد عمر عبد الرحمن الذي فقد بصره بعد عشرة شهور من ولادته فى مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية فى عام 1938 وتخرج من جامعة الأزهر وكان ذا توجه إسلامي معارض لأنظمة الحكم المتوالية بدءا من نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرورا بنظام الرئيس السادات وحسنى مبارك.
*بعد خروجه من السجن لثانى مرة فى بداية عهد الرئيس السادات عام 1971، حصل على درجة الدكتوراه واشتغل بكلية البنات وأصول الدين بمحافظة أسيوط وذلك قبل أن ينتقل للعمل فى المملكة العربية السعودية حتى عام 1980.
تولى عمر عبد الرحمن الشيخ الضرير، قيادة الجماعة الإسلامية التى تأسست فى نهاية سبعينات القرن الماضى، وينتمي إليها معظم من أدينوا بقتل الرئيس أنور السادات عام 1981.. وأعتقل للمرة الثانية فى سبتمبر 1981 ضمن قرارات التحفظ التي أصدرها الرئيس السادات وشملت سياسيين وكتاب ومفكرين.
*وتمكن عمر عبد الرحمن من الهرب حتى ألقى القبض عليه مرة أخرى بعد اغتيال السادات فى اكتوبر 1981 ومثل أمام القضاء حتى حصل على البراءة النهائية عام 1984.
*سافر عمر عبد الرحمن الى الولايات المتحدة الأمريكية وأقام فى ولاية نيوجرسي حتى القى القبض عليه عام 1993 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي فى مدينة نيويورك رغم أنه تبرأ من الهجوم ونفى جميع التهم التى وجهت له.
*علاقة رؤساء مصر بالمتشدد "عمر عبد الرحمن":
*جمال عبد الناصر: أفتى المتشدد عمر عبد الرحمن بعدم جواز الصلاة على الزعيم جمال عبد الناصر لأنه كافر.
*محمد أنور السادات: فى عام 1970 أفتى عمر عبد الرحمن، أمير تنظيم الجماعة الإسلامية فى مصر بوجوب قتل الرئيس السادات لإبرامه معاهدة "كامب ديفيد" مع إسرائيل وفى عام 1981 اغتيل الرئيس السادات على يد مجموعة من قيادات وكوادر تنظيمي الجماعة الإسلامية والجهاد على خلفية إجازة "عمر عبد الرحمن" قتل الرئيس السادات.
*محمد حسنى مبارك: فى أوائل عصر الرئيس حسنى مبارك كان "الإرهاب" يتخفى وراء أسماء شهيرة بعينها أمثال: "كرم زهدى" و "محمد عبد السلام فرج" و "عبود الزمر" و "نبيل المغربى" لكن العقل المدبر لكل هؤلاء هو عبد الرحمن فهو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية بمصر. وحكم عليه فى عام 1995 بتهمة محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسنى مبارك.
*"محمد مرسى": عندما أنتخب محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان، رئيسا لمصر، عاد إسم الشيخ "عمر عبد الرحمن" مرة أخرى إلى واجهة الإعلام عندما إختتم مرسى خطابه وسط أنصاره بميدان التحرير بالتأكيد على ضرورة الإفراج عن د.عمر عبد الرحمن، المحتجز فى سجون أمريكا بتهم تتعلق بالإرهاب وتنفيذ مخططات ضد المدنيين فى أمريكا، وعاد مرسى لتكرار رغبته فى الإفراج عن عبد الرحمن فى نصف يناير 2012 خلال حديثه لشبكة "سى.إن.إن" عندما أكد أنه سوف يزور أمريكا قبل نهاية مارس وسيطلب من الرئيس "اوباما" إطلاق سراح الشيخ الضرير المسجون فى الولايات المتحدة وذلك لأسباب إنسانيه وحتى وإن أكد أنه يحترم قرارات القضاء الامريكى".
*بيان من جماعة الإخوان حول وفاة الشيخ عمر عبد الرحمن:
نعت جماعة الإخوان المسلمين فى مصر الشيخ عمر عبد الرحمن، وجاء فى بيان الجماعة الذي نشر على موقعها الرسمي:
بسم الله الرحمن الرحيم
"يا أيتها النفس المطمئنة أرجعى إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي" تنعى جماعة الإخوان المسلمين إلى الأمة فضيلة الشيخ عمر عبد الرحمن الذي توفى فى محبسه بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو ابن الأزهر الشريف وصاحب العطاء الذي راح ضحية غدر نظام المخلوع مبارك. وتقدم جماعة الإخوان المسلمين بخالص العزاء إلى الجماعة الإسلامية وإلى أسرته الكريمة وتلامذته ومحبيه سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. وأن يلهم أسرته وأله ومحبيه جميل الصبر السلوان وحسن الثواب!! ماذا جني مما فعل فى حياته من تحريض على القتل والإرهاب باسم الدين وهو خريج الأزهر ويحمل درجة الدكتوراه؟!!
أخبار متعلقة :