قال مصطفي محمود،، الانفجار السكاني والبيروقراطية والتعليم المتخلف والانهيار الأخلاقي , ذلك هو رباعي الفساد الذي يقيد أيدينا وأرجلنا ويعوق انطلاقنا , وعلينا أن نصارعه ونصرعه ونتفوق عليه , وبغير ذلك تظل كل الشعارات التي نطلقها والمؤتمرات التي نعقدها والخطب التي نرددها عن زيادة الانتاج وإصلاح التعليم مجرد كلام في كلام في كلام. –
كلمات الدكتور مصطفي محمود رحمة الله عليه، شخصت مشكلة التعليم بعمق، فالتعليم ليس حلقة مستقلة يمكن التحكم في كيفية دورانها، لكن التعليم مرتبط بالحركة الديناميكية للدولة في كيفية إدارة الازمات وحلها،،، فالبداية عند الانفجار السكاني تلك هي ام المشاكل والأزمات ومنها مخرجات كل اوجاع الوطن مصر، وان لم تتحرك الدولة بحزم لمجابهة ذلك الانفجار فلا فائدة من أي عملية اصلاح او تنمية، وسنظل بين عملية كر وفر ما بين نكون او لا نكون.
صناعة ثقافة الانضباط والالتزام تأتي من إصرار الدولة وقوتها علي تطبيق القانون بدون الخوف من أي تبعيات، فالانفجار السكاني لا حل معه الا قرار صارم من الدولة بوقفه تحت قوة القانون، هنا بداية الإصلاح الحقيقي لكل المشكلات، فنحن نحتاج الي مدرسة نموذجية في تكوينها التعليمي بدء من كلمات منهج بناء، ومعه معلم ذو مهابة ومعرفة، وبجانبهم المكونات الفنية الأخرى من معامل وملاعب ومسارح ومراكز أبحاث .
ولفعل ذلك نحتاج الي جهة قوية تدير العملية التعليمية لمدة 5 سنوات علي الأقل، ولا نجد امامنا الا القوات المسلحة المصرية، مع تشكيل لجان من الخبراء لك المراحل لوضع مناهج علمية عصرية مختصرة قادرة علي البناء والتطوير،،، فلا يعقل ان نكون الامة الأقوى تاريخيًا وحضاريًا في تاريخ البشرية، وتكون سطور مناهجنا كلها هزيمة وانكسار عن طريق تدريس تاريخ مصر المنكسر تحت الاحتلال والغزو الدائم.
المشكلة ليست في اقالة وزير وتعيين اخر، المشكلة كما ذكرت تكمن في منظومة كاملة تحتاج الي إعادة صياغة وتكوين بشكل يتماشى مع الطموح القوي في عملية التنمية الشاملة التي تقودها القيادة السياسية بكل براعة،،، ولفعل ذلك لابد من وضع التعليم كأولوية داخل استراتيجية كاملة للتغيير والإصلاح، ولابد أيضًا وللأهمية الابتعاد بالتعليم عن أي مؤثرات خارجية خاصة بالمنح المالية او الأفكار الغربية،، لان ذلك سيقيد خطواتنا ورغابتنا في عملية اصلاح طبقًا للهوية والحاجة المصرية .
لا نختلف ان الوزير الدكتور طارق شوقي رجل فاضل وخلوق وذو تاريخ عالمي كبير في العمل داخل المؤسسات الدولية، ولكن عندما نقول انه لم ينجح في اتخاذ أي خطوات تطوير حقيقي بسبب تكوينه الثقافي الذي هو بعيد تمامًا عن احتياج الحالة المصرية فهذا ليس تقليل منه علي الاطلاق ، بل لقد حاول الرجل من وجهة نظرة ومن خبراته السابقة تطبيق ما قد اكتسبه وتلامس معه خارجيًا، وهنا سبب المشكلة والفجوة الكبيرة بين تكوين الرجل الثقافي وما يحتاجه التعليم المصري.،
وفي هذا المقال أطالب باستمرار الوزير لكن يكون داخل استراتيجية موضوعة وواضحة تحت قيادة القوات المسلحة يعمل الجميع علي تطبيقها في خلال مدة لا تتجاوز 5 سنوات ،،، وان كنا جادين في الإصلاح فلابد من تطهير منظومة التعليم من كل خوارج الهوية المصرية، وهي الجماعات الراديكالية التي تسللت منذ عهد الرئيس السادات بفعل فاعل داخل تلك المنظومة، واصبحوا واقع ثقافي يدار من خلاله المنهج التعليمي الذي يفرز الكثير من الأفكار الهدامة
منظومة التعليم علي شاكلة منظومة التنمية المحلية كليهما يحتاج الي تدخل غير تقليدي من القيادة السياسية لإعادة الصياغة والتكوين لان منهما الكثير من مشاكل مصر واوجاعها وأخيرًا لا ننسي ام المعارك (الانفجار السكاني)
أخبار متعلقة :