لعبت القوى الاستعمارية دورا لا يقل في ضراوته، ذلك الدور الذي تلعبه في ساحات المعارك ولقد أطل الاستعمار برأسه الخبيث عبر وسائل اعلام الدول المستعمره من خلال برامج الدراما سواء المسموعه او المقرؤه ، ولقد شهدت فترة الخمسينات والستينات نشاطا ملحوظا لهذه القوى ؛ حيث قامت بنصب شراكها داخل المجتمع المصري وخاصة هؤلاء الذين لهم باع في المجال الفني من مخرجين ومؤلفين وحتى الممثلين الذين امتلئت بهم دور العرض ، سواء على خشبة المسرح او داخل بلاتوهات التمثيل وانتشرت المسارح واتسعت استديوهات التصوير ، تلك التي لا أخطئ ان وصفتها بتشابهها مع مثيلاتها في الدول الاوربيه المتقدمه والتي لها خبره واسعه في هذا المجال ، اضافة الى هذا كله تلك البعثات التي ارسلت الى الدول المتقدمه لنيل الدرجات العلميه في برامج التصوير والاخراج ، حتى يتسنى تهيئة المسرح الفني والاعلامي لتقديم البرامج والمسلسلات الفنيه والتي لن ادعي انها كانت هابطه ولكن على العكس من ذلك انها كانت على درجه لاقت اشادة واستحسان الجميع حتى يومنا هذا ، الا انها وكما يقول المثل المصري القديم قد اذابت السم في العسل ليلعقه راغبي مشاهدة هذه الاعمال الفنيه ، ليسري السم في اوصال المجتمع كله وليتساقط افراده فرادى وجماعات دون اطلاق قذيفه واحده وبتكلفه تكاد لا تذكر اذا قورنت بتكاليف الحروب . . وعلى هذا الاساس يمكننا القول ان
الاستعمار لعب من خلال الاعمال الدرامية بالسينما المصرية قديما وحديثا دورا لا يمكن انكاره في توجيه الفكر المجتمعي نحو الانحراف والعنف واشتدت وتيرة هذا الدور الاستعماري المشبوه اخيرا الامر الذي اثر علي طبيعة الشعب المصري ، خاصة والعربي عامة ويكفي لعمل درامي واحد ان يحدث من الخسائر والكوارث ما يفوق ما تفعله حربا كاملة ، وخلال السنوات الاخيرة المنقضية وجدنا المجتمع المصري وقد تبدلت قيمه وعاداته نتيجة تأثره بالاعمال الدرامية الموجهة لهدمه والاضرار به ، ولقد وجدنا الشارع المصري والحارة المصرية المعروف عنها التماسك والتلاحم يتمزق نسيجها حتي ادوات النزاع تغيرت وتبدلت لتكون اكثر حدة عن ذي قبل محدثة عظيم المخاطر بل واشدها فتكا بالانسان ؛ مما دفع الكثيرين الي الذهاب بعيدا عن الحارة المصرية التي كانت قديما ملاذا وملجأ يري فيه الكثيرون الدفئ والترابط وروح الاسرة الواحدة ، وبهذا تكون الدراما قد احدثت ما لم تحدثه حروب دامت لعشرات السنين ، ولعل الحقبه الاخيره من تاريخ الدوله المصرية شاهدت بما لا يدع مجالا للشك على ما نقول حيث عرضت مجموعة من الاعمال الفنيه نذكر منها "عبده موته" و"ابراهيم الابيض" والعمل الاول للوافد الجديد على السينما المصريه الفنان محمد رمضان الذي يمتلك من الموهبه ما لا يمتلكه كثير من ابناء جيله الا انه وجه كل هذه الامكانيات نحو تدمير اجيال كامله تاخذ منه القدوه وتستمد منه المعرفه اما العمل الاخر فاللممثل احمد السقا الذي يرى هو الاخر ان تحقيق نجاحه مقدم على مصلحة وطنه وسواء محمد رمضان او احمد السقا فهما مجرد ادوات يمسك بها المستعمر ليطيح بقيم المجتمع ويضرب بمستقبله عرض الحائط ورغم خطورة الدراما في توجيه وعي المجتمع الا ان الله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.
أخبار متعلقة :