المصالحة مساحة للأمل ، وقد تكون مساحة للدموع ، فهي للأمل ان وضعت في سياقها كمصطلح ديني ،سياسي وتاريخي..هي للدموع ان وضعت كمساحة لتفقيس الأخطاء.. وتوريث الاستئصال مناصب أخرى ، ومواقع أخرى ، في هرم السلطة وعلى إطرافها.
المصالحة مع الذات.. مع التاريخ.. مع الأخلاق.. مع المجتمع، خارج هذه المصطلحات تبقى مسيرتنا واهية وغير قابلة للاحتواء ..احتواء الظروف و أسبابها واحتواء الأزمة ومنعرجاتها ..
اجل ..ثمة فرق بين من يصنع المصالحة بآلامه ومن يستغلها لبناء عالمه ،ولو كان عالم مثل سراب يحسبه الظمآن ماءا ..أجل مرة اخرى هناك واقع بتجاعيده وهناك تصور لهذا الواقع كيف يكون،ومتى تبدأ المصالحة في صنع هذا الواقع المهم الأمل هناك واللاأمل أيضا قائم مقام شاهد التاريخ .
بالتأكيد ، لا احد يرفض مبدأ المصالحة خاصة إذا كانت مصالحة مع الذات ..ان الرافضين ان وجدوا وعن قناعة فكرية لا سياسوية فهم متعصبون لرؤية تصب في زاوية الفكر الانشطاري ..الفكر الذي يقيد آراء مذهبية لا تقبل التعميم ..انهم اذ يؤمنون بذلك اما تعصبا و إما أنهم غير قادرين على تقدير الإخطار التي تدفع الناس الى ابتلاع الفتنة دون وعي مسبق بالمنعرجات التي تحدثها في الثابت والمتغير معا .وهما ما يستند إليهما إي تطور بشري ..وبالتالي يمكن ادراج الاستئصالين ضمن هذا المنطق المتردي .
ان التفكير القائم على مبدأ الإخلاص للسلم كعامل حسم في بناء الإنسان يبدو أكثر حضورا في الأوقات الحرجة والظروف المتآكلة هذا فيما يبدو مبدأ عام غير قابل للامتصاص سواء لأسباب ظرفية او لأسباب سياسوية.
المصالحة إذن ، هي تقريبا ، بداية الرؤية الواضحة صوب فهم الأسباب التي اتت بالأزمة ومن ورائها الوديان من الدماء التي سالت دون إحساس بها لان الأزمة عصفت بالفكر والوجدان معا ،وجعلت الكل بلا تفكير .. ان المأساة الناعمة وفق منظور صانعيها ،لأنهم استفادوا من مخلفاتها وأوقفوا عجلة التفكير وعجلة التطور الحضاري لمدة عشرين سنة ومازال البعض منهم في مراكز صنع القرار وكأن لا أحد فيهم يعلم مثواه الأخير
أخبار متعلقة :