بوابة صوت بلادى بأمريكا

حنان فهيم تكتب: دروس حياتية من التنمي البشرية (97 – ماذا فعلت؟)

ماذا فعلت بما أعطاك الله من مواهب وقدرات ووقت وإمكانيات هل تاجرت وربحت أم دفنتها؟

فقد شكلك الله لأجل هدف، وهو يتوقع منك أن تحظى بأكثر استفادة مما أعطيت. إنه لا يريدك أن تقلق بشأن قدرات لا تمتلكها، بل أن تركز على المواهب التي أعطاها لك كي تستخدمها في خدمة الله من خلال طابع شخصيتك. فعليك أولا أن تكتشف ذلك وتتعلم أن تقبله وتفرح به ثم تطوره إلى أقصى إمكانية.

ابدأ بتقييم مواهبك وقدراتك: أعرف ما تجيده وما لا تجيده، حاول أن تقييم إمكانياتك بطريقة واقعية.

1 أصنع قائمة واسأل أشخاصا آخرين عن آرائهم النزيهة. أخبرهم أنك تبحث عن الحقيقة، وأنك لا تريد مجاملة. إن المواهب الروحية والقدرات الطبيعية دائما تؤكد من خلال الآخرين.

2 التجربة في مجالات مختلفة (لن تعرف ما تجيده حتى تجرب) إنك تمتلك عشرات من القدرات والمواهب المخفية ليس لديك علم بها، وذلك لأنك لم تجربها أبدا من قبل فعليك أن تجرب القيام ببعض الأشياء التي لم تفعلها من قبل.

لا تحاول أن تخمن ما هي مواهبك قبل أن تتطوع بالخدمة في مكان ما. فإنك تكتشف مواهبك عن طريق المشاركة الفعلية جرب التعليم أو التنظيم أو عزف آلة أو العمل مع المراهقين. لن تعرف إطلاقا ما تجيده حتى تجرب وعندما لا ينجح الأمر أطلق عليه تجربة وليس فشلا وسوف تتعلم في النهاية ما الذي تجيده.

+ ضع في الاعتبار قلبك وشخصيتك. قم بفحص دقيق لما أنت عليه والعمل الذي أعطيته، ثم استغرق فيه، من المفيد أن تحصل على آراء من يعرفونك جيدا. اطرح على نفسك أسئلة: ما الذي عندما أقوم به أفقد إحساسي بالوقت؟ هل أحب الروتين أم التنوع؟ هل أفضل الخدمة ضمن فريق؟ أم بمفردي؟ هل أميل إلى الانطوائية أم الانبساطية؟ هل أميل نحو الفكر أم العاطفة؟ ما الذيأستمتع به أكثر التنافس أم التعاون؟

+ افحص خبراتك واستخلص الدروس التي تعلمتها. راجع حياتك وفكر كيف أنها شكلتك. إننا نادرا ما نرى قصد الله الصالح في الألم أو الفشل أو الارتباك أثناء وقوعنا. فإننا، لا ندرك كيف قصد الله بالمشكلة خيرا إلا عندما نسترجع الأحداث.

+اقبل طابع شخصيتك واستمتع به. يجب أن تقبل بشكر الطريقة التي صممك بها، حيث أنه يعرف ما هو الأفضل لك. إن الاعتراف بمحدوديتك هو جزء من قبولك لطابعك الشخصي. ليس أحد جيدا في كل شيء، وليس أحد مدعوا ليكون كل شيء. لدينا جميعا مهام محددة. تأكد أن تقوم بما يجب عليك عمله، وحينئذ سوف تستمتع بشبع شخصي لأنك قد قمت بالعمل على ما يرام، ولن تحتاج أن تقارن نفسك بأي شخص آخر.فأكبر عدو للإنسان هو المقارنة هي تجعلك تفقد الفرح وتبتعد عن الهدف وتجعلك تدخل في مباحثات غير مثمرة. فكما قال جون بانيان(إن كانت حياتي غير مثمرة، فلا يهم من يمتدحني، وإن كانت مثمرة، فلا يهم من ينتقدني)

+ استمر في تطوير شخصيتك يجب أن ننمي مواهبنا وقدراتنا، ونحافظ على قلوبنا مشتعلة، وننمي صفاتنا وشخصياتنا، ونوسع خبراتنا حتى نزداد فاعلية في خدمتنا. إن كنت لا تدرب عضلاتك، فسوف تضعف وتضمر. إن فشلت في استخدام ما أعطى لك فسوف تفقده. استخدم القدرة التي حصلت عليها وسوف يزيدها الله. يمكن لأي مواهب أعطيت لك أن تكبر وتتطور من خلال الممارسة. إذ لا يحصل أحد مثلا على موهبة التعليم كاملة التطور. لكن مع الدراسة، والمراجعة والممارسة يمكن لمدرس جيد أن يصبح مدرسا أفضل، كما أنه ينمو، مع الوقت ليصير أستاذا. لا تقنع بموهبة نصف مطورة. شدد نفسك وتعلم كل ما تستطيع. انتهز كل فرصة للتدريب كي تطور نمط شخصيتك وتقوى مهارات خدمتك.

نحن نخدم الله عن طريق خدمة الآخرين.

إن الله يحدد عظمتك بعدد الناس الذين تخدمهم، وليس عدد الناس الذين يخدمونك. وذلك تماما عكس فكرة العالم عن العظمة.

إن معرفة نمط شخصيتك أمر هام لخدمة الله، والأكثر أهمية أن يكون لك قلب الخادم. تذكر أن الله قد شكلك للخدمة وليس للتمركز حول الذات. إن طابع شخصيتك يوضح نوع خدمتك، لكن قلب الخادم الذي لديك سوف يكشف عن نضوجك.

كيف يمكنك أن تعرف إن كان لديك قلب الخادم؟

إن الخدمة تبدأ في ذهنك: إن الله لا يهتم بما نفعله بقدر ما يهتم بالأسباب والدوافع، إذ أن السلوكيات تقدر أكثر من الإنجازات. إن الخدام الحقيقيين يخدمون الله وفقا لخمسة اتجاهات ذهنية.

تأكد انه لا يهم إمكانياتك أو سنك فسوف يستخدمك الله إذا بدأت تتصرف وتفكر كخادم. فقد قال ألبرت شويتزر (إن الأشخاص الوحيدين السعداء بحق هم هؤلاء الذين تعلموا كيف يخدمون)

اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها

ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........

 

أخبار متعلقة :