للخوض بمسئلة وطنية قبل ان تكن رياضية بحتة .. ينبغي ان نقدم مسالتين مهمة .. فكرة القدم وفقا لفضاء العولمة المتسع والمتغلغل والمتصاعد وترا وتاثيرا ... غدا فيه العالم قرية فعلية وليس طوباوية .. أصبحت اللعبة والمباريات والمنافسات وتنظيم البطولات سيما الكبيرة والعالمية منها تعد رمزا حضاريا تتباهى فيه الأمم لاظهار آخر ما بلغته من تقدم وعلوم وتنظيم وسيطرة وقوة .. اذ لم تعد القصة تدور حول فلكية : ( هذا الكاس يلمع وعيونهم تدمع ) .. كما كنا نشجع ونركض ونلهث - ايام سالفة زمان ولى - لتقبيل اللاعبين بدوافع وطنية او عصبية ... الامور اختلفت والفلسفات ترسخت وأصبحت ترجمتها قائمة على قدم وساق في البلدان المتحضرة .. اما المتخلفون فما زال الكثير منهم ابتزازيون يلهثون وراء ضرع البقرة لحلبها حد التركيع .
المسألة الأولى : تتعلق في البيئة والواقع العراقي المختلف عن بقية العرب باقل تقدير .. هنا نتحدث عن العموم ولا نقتصر عن الرياضيين فالرياضة ملف واحدة من منظومة ملفات كلها تتفاعل وتنصهر لتنتج ما يسمى منتخب كرة القدم .
المسالة الثانية : بصورة ما ... وأخرى .. فان البطولات الرياضية ونتائجها وانعكاساتها ..برغم كل ما قيل عن العولمة والارتباط المتبادل بين الملفات الحياتية الشائكة ، الا ان المنافسات تبقى لها رمزية ودية شعارها : ( الحب والطاعة والاحترام ) .. وسلاحها المهارة والابداع تحت كل عناوينه وأن اختلفت .
قبل الخوض في ما يتعلق بمنتخبنا وامالنا كجماهير ومتابعين ومحبي للعراق .. دعونا نسال : ( ايهما اقسى خسارتنا امام ايران بثلاثية غير حاسمة .. أم خسارة البرازيل امام المانيا بسباعية على ارضها وامام جماهيرها .. وكذا خسارة برشلونة بثمانية ضد الباريين برغم وجود الظاهرة مسي وما يعنيه في من سلاح في المعارك الكروية .. الامثلة حبلى .. لكن سنختمها بخسارة اليابان مع عمان الشقيق المصنف ( بكامل الاحترام ) بانه الأضعف في المجموعة .. هنا نترك تقييم الإجابات وننطلق الى ما هو اهم من الاختلاف في وجهات النظر ..
بصورة عامة التصفيات لم تنته بعد .. والعراق كبقية الفرق الاثنى عشر لم تفقد فرصتها وحظوظها قائمة في ظل اللعبة ومفاجئتاها .. ذلك يعني ضمنا اننا خسرنا معركة وليس حرب كما يصطلح العسكريون .. فالفرص قائمة والوقت كافي لتصحيح المسار .. وهذا غير ممكن الا باتحاد كروي جديد - لا نقلل هنا من شان الاخوة في التطبيعية او من سبقوهم فكل عمل حسب القدرة والظرف المحيط - يقود المهمة ويعمل بخطط استراتيجية اول واهم أهدافها إقامة دوري كروي احترافي تنافسي حقيقي وليس صوري تصب الفائدة فيه لرفع مستوى كرة القدم وجمالية البيئة وحضارة البلد ورفاهية ومتعة المجتمع ..كذا الاهتمام الفعلي بالفئات العمرية بطرق علمية استراتيجية غير بالية ولا نفعية ولا وصولية .. يكون فيها مشروع الراحل الكبير احمد راضي جزء أساسي للتفعيل لغرض الانطلاق نحو البطولات العالمية بثقة لا تسول ولا توسل فيه .. فان العاطفة الجياشة تعبر عن ذات نرجسية قد لا تتسق مع الواقع والبيئة ولا تجيد القراءة الا بما مدون امامها .. وليس لما تحويه الاكمة وما خلفها .. كي يكون ملف كرة القدم للبيت الكروي وأهله .... لا لكروش المتنفذين والطارئين والمبتزين وغيرهم .. نعيش ما حصل برغم ونتعاطى معه برغم صعوبته غير الاعجازية .. فانه يعني ( وضع الرجل المناسب في مكانه الطبيعي ) ... هنا تكمن علت الخسارات وتدني الخدمات .
أخبار متعلقة :