هل على المرأة أن تناضل أيضًا من أجل ارتداء الفستان و نحن فى القرن الواحد و العشرين ، أيعقل أن تتعرض فتاة للتنمر لإرتدائها الفستان ؟! تلك الحادثة تستدعى منا وقفة حقيقية و لنتسأل من هو عدو المرأة الحقيقى ؟
بينما هى دينامو كل الثورات المصرية ، خاضت مسيرتها بكل دأب و إيمان وثقة بقدراتها على العطاء و البذل و التضحية بل أيضًا بإمكانية متفردة على توجيه مجريات الأمور على النحو الذى يجب أن ترنو إليه المسيرة الإنسانية ، فأصبحت المرأة مع مرور الأيام وتقادم التجارب أصل الرواية التاريخية ؛ فبالرغم من فطرتها الناعمة إلا أنها كانت تمثل دائما حائط صد قوى للدفاع عن الوطن ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرضه .
لذلك أعتبر أن الفكرى الوهابى هو أول أعداء المرأة الذى أجبرها على الإنزواء و تراجعت مهامها بعض الشىء ؛ لكنها انتفضت حين شعرت بالخطر الداهم على الأمة بفعل جماعة الإخوان لنصل لحدوتة الحواديت عندما كان للمرأة المصرية الدور المشهود فى حماية وطنها من ويلات وبشاعات خفافيش الظلام فى 30 يونيو و 3 يوليو 2013 حينما امتلأت ميادين مصر بالنساء ، وبلغت نسبة تصويتهن 55% فى الاستفتاء على دستور 2014، كما بلغت أصواتهن نسبة 54% من إجمالي أصوات الناخبين فى الانتخابات الرئاسية لنفس العام .
نعم ، لقد انتصرت ثورة 30 يونيو في الحدوتة الأكبر لتتويج نضال المرأة و استعادة حقوقها وتمكينها ، حيث ارتفاع نسب المشاركة والوجود في البرلمان بشكل رائع بمساندة بعض لوائح التمييز الإيجابي المؤقت منها والدائم .. كما كان ارتفاع نسبة مشاركتها في المناصب العليا والقيادية وتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 بما يتماشى مع أهداف التنمية الإقليمية والدولية .
وعليه قامت الدولة المصرية بتعزيز دور المرأة وتمكينها وحمايتها عبر مظلة تشريعية من قوانين سنّها مجلس النواب المصري و تأتى تعديلات قانون العقوبات لتغليظ عقوبة التحرش التى اقرها الرئيس السيسى وتنص على أن يعاقب المتحرش بمدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز 4 سنوات، لكل من "تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التواصل السلكية واللاسلكية والإلكترونية" كما تتضمن التعديلات فرض عقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تجاوز خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه، ولا تزيد على 300 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه. نظرا لخطورة أفة التحرش علي المجتمع وانعكاساتها النفسية علي المجني عليه مما يعُد هذا القرار بمثابة انتصار جديد للمرأة المصرية .
و أؤكد أن عدو المرأة الحقيقي ليس الرجل فنحن شركاء الوطن و الحياة لسنا فى خصومة معه بل على العكس فهناك كثير من الرجال الداعمين لحرية و حقوق المرأة و مساواتها بالرجل ؛ لكنها تلك الأفة التى تنخر فى مجتمعنا " الثقافة الذكورية " و ما تقدمه من تحقير و دونية للمرأة تشل حركتها و تعوقها عن التقدم و تمحو شخصيتها ، لذلك على الدولة تجفيف المنابع الفكرية التي تغذي الثقافة الذكورية من العقل الجمعى المصرى خاصة و أنه لا يتناسب مع مكتسبات ثوراتنا المجيدة و جمهوريتنا الجديدة و عصر التنوير و الانفتاح ؛ فستان المرأة ثورة على التخلف و الرجعية و الأفكار الهدامة ، ثورة على الثقافة الذكورية العقيمة ثورة على القبح و أعداء الجمال و الرقى؛ أيعقل أن تعاقب المرأة على أنوثتها و إقبالها على الحياة و الأمل فى غٍد واعد مشرق ؟ !! .
أخبار متعلقة :