بوابة صوت بلادى بأمريكا

محمود عابدين يكتب:ِ عندما يموت الضمير الجمعي للبشرية....!!

 

ما نشهده وتشهده بقية دول العالم حاليا من: ارتفاع درجة حرارة الجو، فيضانات، زلازل، حروب، مجاعات، هجرات، وخراب وتدمير دولا ذات سيادة هنا وهناك، أعاصير، حرائق الغابات، الجفاف، هطول أمطار و...... يجعلنا نسأل أنفسنا عن الأسباب التي تقف خلف كل هذه المآسي البشرية، وهل هي من صنع بني البشر، أم من الطبيعة.....؟!

للإجابة على هذا السؤال لابد من التطرق إلى ظاهرة "التغير المناخي" غير المسبوقة، والتي أخذت معها فرق الإنقاذ العالمية تسابق الزمن للعثور على الناجين في ظل ارتفاع أعداد القتلى والمفقودين جرَّاء الفيضانات التي ضربت عددًا من الدول الأوروبية، أبرزها: ألمانيا، وبلجيكا، وسويسرا، ولوكسمبورج، وهولندا، وأودت بحياة ما يربو على 180 شخصًا، في كارثة غير مسبوقة منذ عقود.

ومن باب العلم بالشئ، يشير المفهوم العلمي لـ "التغيُّر المناخي"  بأنه تغيُّر أو تحول المناخ طويل الأجل في متوسط الأحوال الجوية لمنطقة ما أو للكوكب برمته، ولا سيَّما التغيُّر في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، والرياح، بسبب الأنشطة البشرية بصورة رئيسة، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تغيرات قاسية في الظروف المناخية، ومن ثمَّ تعريض استدامة النظم البيئية للكوكب للتهديد، فضلًا عن تهديد مستقبل البشرية، وتقويض استقرار الاقتصاد العالمي.

وبحسب وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، فالتغير المناخي عبارة عن "مجموعة واسعة النطاق من الظواهر العالمية التي تنشأ بسبب حرق الوقود الأحفوري، بما يؤدي إلى ارتفاع معدل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض، بما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وارتفاع مستوى سطح البحر، وانهيار الكتل الجليدية في جرينلاند، والقارة القطبية الجنوبية، والقطب الشمالي، فضلًا عن الأنهار الجليدية الجبلية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تواتر وشدة التغيرات التي يشهدها الطقس، ولا سيَّما الأعاصير، وموجات الحر، وحرائق الغابات، والجفاف، والفيضانات، وهطول الأمطار، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر".

إذا نحن الآن أمام تعريف علمي واضح وصريح يكشف أسباب الكوارث التي يشهدها العالم مؤخرًا بسبب التغير المناخي نتيجة التدخل البشري في النظام البيئي الطبيعي، ومن وجهة نظري المتواضعة، ومتابعتي لما يتعرض له العالم من دمار بيئي، أعتقد أن الأمر فاق كل آثار التغيُّر المناخي ودخل في نطاق المؤامرات العسكرية التي تستخدمها الدول ضد بعضها البعض بواسطة الأسلحة البيولوجية التي تم الكشف عن بعض عناصرها مثل غاز "الكيمتريل".

والكتابة عن الكيمتريل، تعني التطرق لمخططات بعض الدول الكبرى وجماعات ومنظمات الضغط العالمية للسيطرة علي الكون دون حروب تقليدية وصلت إلى مراحلها الأخيرة، بل وظهرت تقارير صحفية تحذر أيضًا من أن الأسوأ مازال بانتظار البشرية، وأن الهدف التالي بعد "هايتي" التي شهدت إعصارًا عصف بآلاف السكان، سيكون العرب، وكلمة السر في هذا الصدد هي "الكيمتريل"، وكان العالم فوجىء في ذروة انشغاله بمواجهة تداعيات كارثة "هايتي" باتهامات لغبار الكيمتريل بأنه وراء ما حدث، وليس الزلزال المدمر، كما يعتقد كثيرون.

ما سبق مجرد لفتة بسيطة عن إصرار القوى الكبرى للسيطرة علي الكون دون حروب تقليدية، وصلت إلى مراحلها الأخيرة، بل وظهرت تقارير صحفية تحذر أيضًا من أن الأسوأ مازال بانتظار البشرية، وأن الهدف التالي بعد إعصار هايتي الذي عصف بآلاف السكان، سيكون العرب، وكلمة السر في هذا الصدد هي "الكيمتريل"، وكان العالم فوجىء في ذروة انشغاله بمواجهة تداعيات كارثة "هايتي" باتهامات "الكيمتريل" بأنه "وراء ما حدث، وليس الزلزال المدمر، كما يعتقد كثيرون".

في هذا السياق، مهم جدًا أن نتطرق إلى تفاصيل قصة اختراع غاز الكيمتريل، فهي لا تختلف كثيرًا عن قصة الانقلاب المفاجئ في استعمالات (الديناميت)، وذلك عندما انتقل من مشاريع الإعمار إلى مشاريع الدمار، فتحول إلى سلاح فتاك بيد القوى الشريرة، وكان لذلك التحول الأثر الكبير على مشاعر العالم السويدي الفريد نوبل، الذي اخترع الديناميت، فحزن حزنًا عميقًا، وأوصى بوضع ثروته كلها في بنك سويدي، وطلب صرف الأرباح السنوية على المبدعين في العلوم الإنسانية.

وهكذا تم وضع اللبنة الأولى لجائزة نوبل، بيد أن الاختلاف بين القصتين أن "الكيمتريل" تحول من مادة تحمل الخير للبشرية، وتمنع الاحتباس الحراري، إلى مادة تديم الاحتباس وتهدد الناس، من دون أن تظهر علامات الأسف والندم والشفقة على وجوه العلماء الذين حولوها بأنفسهم إلى سلاح دمار شامل يفوق السلاح النووي تدميرًا وإبادة، ويبقى الأخطر في استخدام الكيمتريل، هو اللعب بالمناخ.

وفي هذا الصدد تحدث البروفسير جابريل شتتر عن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على خطوة تعد الأهم في تاريخ البشرية عن طريق تحكمها في مناخ الأرض عن طريق رش غاز الكيمتريل، والذي اتضح من خلال أبحاثهم التي كتبوها بعد تجريبه في الولايات المتحدة، ومن واقع سجلات المستشفيات هناك، أنه قد طرأت قائمة بالأعراض الجانبية، وهي كالتالي:

-"نزيف الأنف، ضيق التنفس، آلام الصداع، عدم حفظ التوازن، الإعياء المزمن، أوبئة الأنفلونزا، أزمة التنفس، إلتهاب الأنسجة الضامة، وبدا واضحًا وجليًا أن الخلاصة من كل ذلك، وفي ظل الطموح المجنون للسيطرة على الكون، فإن العالم أصبح مهدد الآن ومستقبلا بحروب تدميرية، ولكن هذه المرة ليست من خلال الغزو والاحتلال والاستعمار التقليدي، وإنما على شكل حروب غامضة ستظهر على أنها كوارث طبيعية باستخدام غاز الكيميتريل، والذي هو بالأساس سلاح من الجيل الرابع لأسلحة الدمار الشامل التي تستعمل حاليًا في مراحلها التجريبية الأخيرة، وصولأ إلي الطريقة السليمة لاستخدامه في إحداث الأعاصير، والجفاف، أو تحويل الأمطار من بلده لأخري، وتجفيف الأولي، وتلك هي الوسيلة الناجحة في إبادة البشر دون عناء".

ما سبق يجعلنا نتطرق إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية، الذي شهد ارتفاع درجة حرارة الأرض بنحو درجة مئوية واحدة، أي ما يُعادل 1.8 درجة فهرنهايت، ويتزايد هذا الرقم حاليًّا بمقدار 0.2 درجة مئوية، أى بمقدار 0.36 درجة فهرنهايت لكل عقد، مع احتمال متزايد بارتفاع المتوسط السنوي العالمي لدرجة الحرارة ليبلغ 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وذلك في غضون السنوات الخمس المقبلة فقط.

كما توقع العلماء في تقرير صادر عن القمة العالمية للحكومات "The World Government Summit " عام 2019، بارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية بحلول عام 2100، وفي حال حدوث ذلك، فإنه سيتسبب في انقراض العديد من الكائنات النباتية والحيوانية، فضلًا عن هجرة مجموعات كبيرة من السكان، مع تحول أجزاء من العالم إلى أماكن غير صالحة للسكن، كما سيؤدي ذلك إلى مخاطر جدية على الأمن الغذائي الإقليمي والعالمي؛ إذ سيصبح من الصعب زراعة الأرز والقمح والذرة.

واستند الفريق الدولي المعني بتغير المناخ - التابع للأمم المتحدة – في ذات التقرير إلى أن "مستويات البحار سترتفع بمقدار يتراوح بين نصف متر إلى متر واحد بحلول نهاية القرن الجاري، وذلك في حال استمرار الاحتباس الحراري العالمي على وتيرته الحالية، مما سيؤدي إلى اختفاء مدن مثل أمستردام وميامي تحت سطح البحر، بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي ارتفاع حرارة مياه البحار، وارتفاع معدلات الحموضة الناجمة عن امتصاص ثاني أكسيد الكربون إلى عواقب كارثية على الحياة البحرية.

كلام في منتهى الخطورة، خصوصا إذا ما ربطناه بما حدث في عدة دول مؤخرًا من كوارث طبيعية مرتبطة بالتغير المناخي؛ حيث اندلعت سلسلة من الحرائق في كلٍّ: من لبنان وسوريا، والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا، كما اجتاحت الفيضانات عددًا من الدول الأوروبية والآسيوية، كما شهدت تلك الدول ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، وخلّفت تلك الكوارث مئات من القتلى والمفقودين.

كذلك ما شهدته دولة قبرص من حرائق مماثلة؛ إذ نشب حريق شمال مدينة ليماسول الساحلية، جنوب البلاد، وأجَّجته الرياح والحرارة، مما أدى إلى اشتعال المرتفعات الجنوبية التي تمثِّل الرئة والمُتنفَّس الرئيسيْن لقبرص، التي باتت تعاني مؤخرًا من موجات حر وجفاف بشكل ملحوظ، وامتدت الحرائق أيضًا لتصل إلى اليونان، التي تواجه هي الأخرى درجات حرارة مرتفعة تتراوح ما بين 42 و44 درجة مئوية.

كما قد شهدت الجزائر مجموعة من الحرائق مؤخرًا تزيد عن 100 حريق في 17 ولاية جزائرية؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع لتصل إلى 46 درجة مئوية، وتسببت الحرائق في العديد من الخسائر، فضلًا عن وقوع ما يزيد عن ٦٥ ضحية.

ولا يفوتنا الحديث أيضًا عن موجات الجفاف ونقص المياه التي تشهدها محافظة خوزستان الإيرانية، حيث تقطنها الأقلية العربية، الأمر الذي اتخذ منحى سياسي، وتحوَّل لمظاهرات تندِّد بتهميش النظام الإيراني للأقلية العربية "الأحواز"، وامتدت لمحافظات أخرى قبيْل التنصيب الرسمي للرئيس "إبراهيم رئيسي".

ثم جفاف منطقة بحيرة تشاد، تعتبر منطقة بحيرة تشاد الواقعة بإفريقيا، والتي يقطنها نحو 174 مليون شخص، من المناطق التي تعاني من تبعات التغير المناخي؛ إذ تقلّصت مساحتها بنسبة 90% على مدار الستين عامًا الماضية – من 26 ألف متر مربع عام 1963 إلى 1500 كليو متر مربع الآن -  بفعل موجات الجفاف التي ضربتها منذ بداية السبعينيات، حتى بات هناك نحو 10 ملايين شخص بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة.

وفي عام 2020 سجلت حرائق الغابات في البرازيل أعلى مستوياتها منذ عشر سنوات، وزادت بنسبة 12.7% عن عام 2019، واندلع نصف هذه الحرائق تقريبًا في منطقة الأمازون، وفقًا للإحصاءات التي أصدرها المعهد الوطني لأبحاث الفضاء؛ فقد شهدت منطقة الأمازون البرازيلية 103 آلاف حريق، بزيادة سنوية تقارب 16%، واندلع أكثر من 22 ألف حريق في منطقة بانتانال الواقعة في جنوب الأمازون، وهي محمية للتنوع البيولوجي وأكبر الأراضي الرطبة على كوكب الأرض، وقد احترقت ربع مساحتها في عام 2020. وتعتبر منطقتا الأمازون وبانتانال أهم نظامين بيئيين في العالم، وتسهم الأمازون في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتقع 62% من مساحتها في البرازيل.

وكانت حرائق الغابات التي اشتعلت في جنوب شرق أستراليا في موسم الحرائق 2019 /2020 غير مسبوقة من حيث حجمها وشدتها وتأثيرها، وأُطلق على موسم الحرائق اسم "الصيف الأسود" لأستراليا؛ حيث ظلّت العديد من هذه الحرائق نشطة، وغير قابلة للسيطرة لعدة أشهر، ونتج عن حرائق الصيف الأسود آثارًا اجتماعية وبيئية واقتصادية واسعة النطاق، تضمنت الآثار الاجتماعية المباشرة مقتل 33 شخصًا، وتدمير أكثر من 3000 منزل، بينما تأثرت الطبيعة بالحرائق، فقد تأثر ما يصل إلى 293 نوعًا من الحيوانات المهددة بالانقراض، و 680 نوعًا من النباتات المهددة، واحترق أكثر من 23٪ من الغابات المعتدلة في جنوب شرق أستراليا، كما احترقت حوالي 80٪ من منطقة الجبال الزرقاء الكبرى المدرجة على قائمة التراث العالمي في نيو ساوث ويلز، وأثّر ذلك على ما يقدر بنحو 140 مليون من الزواحف والطيور والثدييات، ومن الناحية الاقتصادية، تعد حرائق الصيف الأسود هي الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة في أستراليا حتى الآن.

كما واجهت كندا مئات من حرائق الغابات خاصة في الجزء الغربي من البلاد خلال العام الجاري؛ حيث تضم كندا 9% من غابات العالم، وتشتعل حرائق الغابات في كندا في منطقتين رئيسيتين: كولومبيا البريطانية، والغابات الشمالية الممتدة من ألاسكا إلى نيوفاوندلاند ولابرادور، ويقع ما يقرب من 8000 حريق غابات في كندا كل عام، وتتسبب حرائق الغابات في تدمير 2.5 ملايين هكتار/سنة، وتقع معظم حرائق الغابات بين شهري أبريل وسبتمبر.

كما شهد عدد كبير من الولايات الأمريكية على مدار السنوات الماضية موجات متكررة من الظواهر الناجمة عن التقلبات المناخية، مثل: الأعاصير الشديدة، والرياح العاتية، والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والجفاف، الأمر الذي يفضي إلى أضرار وكوارث بالغة، في هذا الإطار، فقد شهدت الولايات المتحدة خلال عام 2021 عددًا من كوارث الطقس والمناخ تسببت في خسائر بالغة وصلت إلى نحو مليار دولار، وأودت بحياة نحو 331 فردًا، وتمثّلت تلك الكوارث المناخية في 5 عواصف شديدة وشتوية، وحالة جفاف وحرارة شديدة، وفيضانين، فضلًا عن هطول أمطار كثيفة، ورياح عاتية، وموجات باردة قاسية.

كما شهدت خلال الفترة من يناير 2020 حتى مطلع أغسطس من العام الجاري تغيرات مناخية كارثية، تمثّلت في 17 عاصفة شديدة وعاصفة واحدة شتوية، بالإضافة إلى 7 أعاصير، وفيضانين، وحالتين جفاف، مما أودى بحياة نحو 593 فردًا، وخسائر بمليارات الدولارات، فضلًا عن حرائق الغابات والمباني وانقطاع التيار الكهربائي، وإجلاء الآلاف من السكان، وجدير بالذكر أن موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة، والذي ينشط خلال الفترة من أغسطس إلى نوفمبر، سجّل عام 2020 رقمًا قياسيًا؛ حيث أدى إلى التهام النيران لأكثر من 10.2 ملايين فدان.

 ومنذ شهر يوليو من العام الجاري تشهد 13 ولاية أمريكية أكثر من 80 حريقًا كبيرًا، أسوأهم في ولاية أوريجون غرب البلاد، والذي أُطلق عليه حريق Bootleg بووتليج؛ حيث التهم أكثر من 40 ألف فدان، وتسبب في تدمير ما يتجاوز 400 مبنى، وما لا يقل عن 300 سيارة، فضلًا عن تهجير ما لا يقل عن 2000 فرد من سكان المناطق الريفية، وتدمير 160 منزلًا ومبنى، ويأتي ذلك نتاجًا للارتفاع الشديد في درجات الحرارة إلى ما بين 10 و15 درجة فهرنهايت..

وللحديث بقية.

أخبار متعلقة :