"كثيرة هي العجائب في هذه الدنيا، ولكن يبقي أعجبها هو الانسان"
*Euripides
منذ أقدم العصور، حتى كتابة تلك السطور، كانت هناك أسئلة، ظل الناس آلاف السنين يبحثون لها عن إجابات مقنعة، وأهم تلك الأسئلة هي كيف نشأ الكون، وكيف نشأت الحياة ، ثم كيف يعمل الدماغ البشري؟!
إن العالم مليء بالعجائب والغرائب، التي أبدعها الإنسان أو الطبيعة، على مر العصور. وقد وضع اليونانيون، ثم الرومان عدة قوائم لهذه العجائب التي تمتد على خريطة العالم الواسعة.
وترجع الفكرة القديمة التي حددت عجائب الدنيا بسبع، الى أحد الرومانيين المسمى (فيلون) وذلك في عام (200 ق.م) وقد بنيت تلك العجائب بين عامي (300 ق.م – 476 م) وفيما يلي لمحة عنها:
1/ الأهرام في مصر، هي الوحيدة التي بقيت محفوظة جيدا من بين تلك العجائب، حيث يتقاطر الى رؤيتها الملايين في كافة أنحاء العالم. وهي واقعة في منطقة الجيزة، القريبة من مدينة القاهرة. ويرجع بناء الأهرامات الى الألف الثالثة قبل الميلاد. وأكبرها هو (هرم خوفو) ذو القاعدة المربعة، والذي يبلغ ارتفاعه (137مترا) وعرض قاعدته (227 مترا) وقد عمل في تشييده مائة ألف عامل، لمدة عشرين عاما.
بنيت الأهرام بالحجارة الصخمة، ويبلغ متوسط وزن كل حجر منها (5.2 طنا)
وقد بنيت الأهرام أصلا لتكون قبورا للفراعنة حكام مصر القدماء، ويقدر العلماء تاريخ بنائها بين عامي (2600- 2500 ق.م) وبقرب الأهرام، هناك كتلة حجرية هائلة، تمثل اسدا برأس انسان، على جبهته حية مقدسة، وله لحية، وقد سقطت الحية واللحية، وهما محفوظتان في المتحف البريطاني بمدينة لندن.
2/ حدائق بابل المعلقة
كانت قصور مدينة بابل الشهيرة في بلاد الرافدين، تحمل فوق أسقفها المسطحة، حدائق رائعة تثير الإعجاب، وكانت تزينها التماثيل والنافورات، والنباتات الزاهية، وقد أتتنا المعلومات عنها من قبل أحد الكهنة البابليين وهو (بيروسوس) في القرن الثاني قبل الميلاد. وقد كانت تلك الحدائق تسقى من مياه نهر الفرات بواسطة العبيد.
أنشئت تلك الحدائق -حسب الروايات التاريخية- حوالي عام (600ق.م) وقدمها الملك الكلداني نبوخذ نصر (605- 562 ق.م) هدية لإحدى زوجاته.
3/ منارة الإسكندرية
أول منارة هامة في العالم القديم، كانت ترشد السفن الى داخل ميناء الإسكندرية في مصر، وقد كانت السبب في إطلاق اسمها على جميع منارات العالم وهي (Phare) نسبة الى جزيرة (فاروس) الصغيرة، التي تقع أمام مدينة الأسكندرية. وكانت أنوار تلك المنارة، تنبعث من نيران هائلة، كانت توقد فوق قمتها.
أنشئت هذه المنارة في عام (279 ق.م) زمن الحاكم بطليموس الثاني (246- 283 ق.م) وقد صممها المهندس اليوناني (سوستراتوس) وكانت قاعدتها مربعة، والقمة مستديرة. وقد بلغ ارتفاعها مايزيد عن (400 قدم) أو (122 مترا) وقد دمرتها الزلازل.
4/ معبد أرتميس
بني هذا المعبد الضخم والفريد من نوعه في مدينة إفسوس في آسيا الصغرى، وذلك في عام ( 550 ق.م). وهو يعتبر اعجوبة الأعاجيب، إذ أنه يفوقوها كلها جمالا، من حيث استخدام الرخام فيه على نطاق واسع. وكذلك ديكوراته الفخمة. وقد اشتركت في بناء هذا المعبد الرائع، كل شعوب آسيا الصغرى.
بلغ طوله ( 138 مترا ) وهو يقوم على ( 106 أعمدة ) كل منها بقطر يقارب المترين، وارتفاع( 12 مترا) وكان هذا المعبد يضم عددا كبيرا من التماثيل الرخامية الرائعة.
دمر هذا المعبد حريق ضخم في عام ( 356 ق.م ) وقد إعيد بناؤه لكنه دمر من جديد في عام (262 م).
5/ تمثال رودس
أقيم هذا التمثال الضخم في مدخل ميناء جزيرة ( رودس ) وهي إحدى الجزر اليونانية الهامة في بحر إيجه. وقد أقامه سكان الجزيرة على شرف اله الشمس ( هيليوس ) وكانا من البرونز، وقد بلغ ارتفاعه ( 37 مترا ) أي بطول تمثال الحرية في مدينة نيويورك تقريبا.وهو يمثل الإله ( أبو لون ).وكان في داخله سلم حلزوني، يصل إلى الشعله، التي كان يرفعها بيده.
شيد هذا التمثال بين عامي ( 292 - 280 ق.م ) وقد دمرتة هزة أرضية عنيفة وقعت في عام ( 224 قبل الميلاد ) وقد بيعت بقاياه بعد ذلك بأمد طويل وذلك في عام ( 635 م).
6/ ضريح الملك موسولوس
بني هذا الضريح الرائع بأحجار الرخام الجميلة، ليضم رفا الملك ( موسولوس ) في مدينة هاليكارناسوس بآسيا الصغرى، في عام ( 353 ق.م ).بناءا على رغبة زوجته الملكة (ارتميز ) تمجيدا و تخليدا لزوجها.وقد اقامته مجموعة من النحاتين والمهندسين المعمارين اليونانيين.وقد بلغ ارتفاعه(41 متر)، وهو يقوم على (36 عمود ضخم) وكان ذوقبة هرمية الشكل، على رأسها تمثال الملك ( موسولوس) وهو يقود عربة تجرها الأحصنة.وقد دمرته الزلازل فيما بعد..
تمثال زيوس
زيوس هو ملك الالهة في اليونان القديمة.صنع هذا التمثال النحات اليوناني العظيم (فيدياس) حوالي عام ( 435 ق.م ) وقد بلغ ارتفاع حوالي 12 متر ويعتبر هذا التمثال من أشهر التماثيل التي صنعها اليونانيون وقد صنع من الخشب الفاخر، وغطي سطحه بالكامل بالمواد الثمينة، كالذهب والأحجار الكريمة والعاج. وفوقه ثوب من الذهب الخالص.وكان الناس يقومون بزيارة، خلال المهرجانات الألعاب الأولمبية القديمة.
عجائب الدنيا السبع في العصر الحديث
اختيرت هذه العجائب في استفتاء عالمي، شارك فيها اكثر من مائة مليون إنسان في شتى أنحاء العالم، وقد تم الإعلان عن هذه العجائب الجديدة في احتفال ضخم في مدينة لشبونة عاصمة البرتغال في ( 7 تموز /يوليو 2007 ) بحضور عدد كبير من رجال الفكر والفن في العالم.وهذه العجائب هي
1/ آثار مدينة بترا في الأردن
تقع في وادي موسى التابعة لمدينة معان.تأسست في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، وهي اليوم مدينة مهجورة، أصبحت في ذمة التاريخ الذي اتت منه بيوتها وقصورها منحوتة بالصخر الوردي الجميل وقد كانت مدينة تجارية هامة وعاصمه للأنباط.
2/ معبد تشيشن إيتزا في المكسيك
مركز ديني هام في شبه جزيرة يوكاتان شرق المكسيك، وهو الأكثر إثارة للإعجاب في تلك البلاد وواحد من أهم معابد حضارة المايا وهو على شكل هرم ذو أربعة اضلاع.تعلوه مصطبة بنيت عليها قاعات المعبد.ويبلغ ارتفاعه ( 24 مترا ) وهو يعود إلى القرن ( 5للميلاد )
3/ تمثال المسيح المخلص في البرازيل
يعلو هذا التمثال قمة جبل شامخ، ويطل على مدينة (ريو دي جانيرو) في البرازيل.وهو من أكثر التماثيل الدينية أهمية عند المسيحيين الكاثوليك ،انه يفتح ذراعيه لاستقبال المؤمنين، من كافة أنحاء العالم.وهو بعلو ( 125 مقدما ) وقد بدأ العمل في إنجازه عام (1922 ) وتم افتتاحه في شهر أكتوبر من عام ( 1931 ).
4/سور الصين العظيم
وهو من أهم الإنشاءات المعمارية في العالم. إنجاز معماري استثنائي لا مثيل له في التاريخ، ويبلغ طولها ( 2500 كم ) وتمكن مشاهدته بوضوح من الفضاء ومن على سطح القمر.
5/ آثار مدينة ماتشو – بيتشو في البيرو
من أهم الآثار المعمارية، التي خلفتها حضارة (الأنكا) في اقليم (كوزكو) في البيرو. كما أنه من أروع المواقع الآثرية في أمريكا كلها. وقد بنيت قبل نحو (500 عام)
6/ مدرج الكولوسيوم في روما
من أهم الأعمال الهندسية والمعمارية للمهندسين الرومان القدماء.وهو مدرج عملاق يقع وسط مدينة روما. ويرتفع عن سطح الأرض (48 متراً) بني في عهد الامبراطور (فسبازيان) وتم الإنتهاء من بنائه عام (80 م) في عهد الإمبراطور (تيتوس).
7/ تاج محل في الهند
هو أجمل ضريح في العالم مازال قائماً في مدينة (أغرا) شمال الهند، قريباً من مدينة نيودلهي. أمر ببنائه الأمبراطور المغولي (شاه جهان) وفاء وتخليداً لزوجته (ممتاز محل) بين عامي (1632 – 1649م) وجدرانه مغطاة بالمرمر والحجارة الكريمة. وبعد وفاته ضم الضريح رفاته الى جانب زوجته.
وإلى جانب هذه العجائب، هناك عجائب آخرى عديدة، لايتسع المجال لذكرها كلها. ونذكر على سبيل المثال: بناء الأكروبول في أثينا، وقصر الحمراء في غرناطة، وكنيسة آيا صوفيا في القسطنطينية/ استنابول، وتمثال الحرية في نيويورك وغيرها الكثير.
كما أن هناك عجائب كثيرة صنعتها الطبيعة، مثل مغارة جعيتا في لبنان وشلالات نياغارا بين الولايات المتحدة وكندا.
أخبار متعلقة :