بوابة صوت بلادى بأمريكا

حنان شلبي تكتب: الشيخ جراح ايقظت ضمير العالم و لم تيقظ حكام العرب

 

كبسولة حنان

أخذ حي الشيخ جراح بالقدس اسمه من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي طبيب صلاح الدين الأيوبي القائد الكردي المسلم الذي تحول إلى رمز للأجيال العربية المتعاقبة ،، و يقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس خارج السور وقد أنشئ الحي في القدس عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا والحكومة الأردنية وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هُجرت من أراضيها المحتلة عام 1948مقابل تنازلهم عن حقّهم كلاجئين وتملّكهم البيوت بعد ثلاث سنوات ،، وحالت حرب 1967 دون تسجيل هذه البيوت وتملّكهم البيوت بعد ثلاث سنوات حسب الإتفاق !

و إن لم تستطع إسرائيل احتلال الحيّ حتى عام 1967 بعد حرب النكسة ! لكن تم منع اتصال الأحياء المقدسيّة وفصلها من خلال وحدات استيطانيّة يهودية عام 1967 خلال توسع الاحتلال الصهيونيّ مما ادي إلى زيادة معناة اهل الحي و تهجير بعض العائلات الفلسطينية وطردهم من منازلهم !

ومع انتهاء فترة التحكير ظنّ الفلسطينيون أن بإمكانهم استعادة أرضهم ولكن في عام 1997 قبل انتهاء مدّة التحكير بقليل ذهب الفلسطينيون في الشيخ جرّاح إلى المحاكم الإسرائيليّة مطالبين باستعادة الأراضي الوقفية مع انتهاء التحكير إلّا أن الالتماس قد رفض واستأنفت العائلات على القرار ومنحت المحكمة في عام 2010 الأراضي لمستوطنين يهود بأوراق مزورة !

في عام   1983 خدع محامٍ يهودي أهالي الشيخ جرّاح حين رافع عنهم بقضية إخلاء عشرات العائلات وتبيّن بأنه اعترف بأحقّيّة المستوطنين في الحيّ وأصبح العرب سكّان الحي يعرّفون قانونيا ب"مستأجر محمي" يدفعون الإيجار للمستوطنين و كشف الفلسطينيون نوايا المحامي واعتبروا أن الاتفاق لاغٍ ولكن نحجت الأذرع الاستيطانيّة والحكومية بتهجير ثلاث عائلات عام 2008 هجّرت عائلة الكرد وعام 2009 هجّرت عائلة غاوي وحنون وما زال الأهالي يناضلون حتّى اليوم بحيّ كرم الجاعوني ضدّ مخطّطات التهجير والاستيطان

في 6 مايو 2021 نتيجة قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حيّ الشيخ جراح إلى الجانبِ الشرقي من البلدة القديمة في القدس لصالح إسكان مستوطنين إسرائيليين شهدت مناطق عديدة في القدس الشرقية صدامات شديدة بين مُتظاهرين فلسطينيين من جهة ومستوطنين يهود وقوات الشرطة الإسرائيلية على خلفية قرارات قضائية إسرائيلية بإخلاء بيوت من حي الشيخ جراح من سكانها الفلسطينيين لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية و الآن يُدافع الأهالي عن ملكياتهم للعقارات التي ولدوا وترعرعوا فيها في حي الشيخ جراح ويدعي مستوطنون يهود أنهم اشتروا تلك العقارات من جمعيات يهودية كانت قد اشترت بدورها أراضي تلك العقارات منذ قرابة قرن بحسب ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية وبناءً على تطور الأحداث في الحي تطورت الأحداث إلى صدامات في كافة أنحاء الأراضي والمدن في البلاد مما أدى بدوره إلى رد المقاومة الفلسطينية في غزة على الاعتداء الإسرائيلي على سكان الحي والذي أدى بدوره إلى التوتر و اندلاع الاشتباكات بين العائلات الفلسطينية و المستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال الإسرائيلي 

و للمرة الأولى من سنوات تستعيد القضية الفلسطينية زخمها وقوتها أمام العالم و تبقى حية قادرة على جذب التعاطف والدعم العالمى و منذ اللحظة الأولى اتخذت مصر موقفًا قويًا فى مواجهة العدوان الإسرائيلى و فتحت معبر رفح ودعمت مستشفيات العريش بالأطباء والأدوية وقام الهلال الأحمر المصرى بدور بطولى فى إجلاء الجرحى كما أرسلت مصر أطنانًا من الغذاء والدواء للأشقاء فى غزة وتواصل مساعيها إقليميًا ودوليًا لوقف العدوان الإسرائيلى فضلًا عن جهود مصرية مستمرة لإتمام المصالحة الفلسطينية وأن يعود الفلسطينيون صفًا واحدًا وسوف تواصل مصر جهودها إقليميًا ودوليًا وهى تمتلك أوراقًا مهمة كقوة فاعلة تحظى باحترام كل الأطراف

و قد قدم الأردن وثائق تثبت فلسطينية هذه المنازل و ساعدت السوشيال ميديا فى إظهار حجم تعاطف العالم غير المسبوق عن طريق نشر صور وفيديوهات أظهرت حجم العدوان والوحشية فى قتل الفلسطينيين وشجاعة الفلسطينيين فى المسجد الأقصى فى التصدى بصدور عارية لقوات الاحتلال المسلحين و أعلن أعداد من نجوم العالم تضامنهم مع الشعب الفلسطينى تحت شعار «أنقذوا حى الشيخ جراح».. ممثلون ونجوم كرة ومثقفون فى أمريكا وأوروبا بجانب النجوم المصريين والعرب بمواقع التواصل وهى حملة انعكست عالميًا لتعيد ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية

 

فيما أعلن سعوديون موقفهم من مجريات الأحداث الأخيرة في فلسطين وتحديداً في القدس وبانتفاضة الأقصى التي ثارت مجدداً مبررين بعبارات مختلفة عدم تعاطفهم مع القضية الفلسطينية بشكل عام ومع أحداث القدس الأخيرة والانتهاكات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين بشكل خاص و دشن المغردون السعوديون هاشتاج تصدر المواقع  بعنوان "صفر تعاطف معهم"

لكن هناك من يري أن هذا الهشتاج سياسي اخواني يتم رفعه للتكسب والمتاجرة بالقضية الفلسطينية بعد تنسيق بين حركة حماس الإخوانية و إسرائيل ! و هناك من يري أن هذا الهشتاج لا يعبر عن السعوديين و انها مجرد لجان الكترونية و ان قضية القدس في قلب كل عربي ،،

هذا كان ملخص الأحداث و بعض ردود الأفعال الي جانب الاشتباكات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي من المتعاطفين و غير المتعاطفين و هم قلة و للحقيقة و للتاريخ يتم الآن تشويه القضية الفلسطينية بشكل متعمد للرأي العام العربي بالأخص و لكن الفاعل مجهول و ليس هناك دليل واحد أو طرف خيط يقودنا إلى الفاعل الحقيقي ! فهل الأنظمة العربية و قيادتها و بالأخص المطبعين منهم وراء هذا التشويه ام جماعات مارقة اندست لتشعل نيران الفتنة ام أن الشعوب فقدت هويتها ووجودها و تم غزوها تدريجيا تحت أعين و سمع ولاة الأمر ! ام انها مجرد فقاعات و لجان الكترونية لا تمثل الحال العربي ! للإجابة على هذا السؤال لابد أن يكون هناك مصارحة و مكاشفة و بدون إستثناء و بدون حرج سأقول لكم ان هناك مواقف داعمة نسبيا من الدول العربية للقضية الفلسطينية و لكن ليس هناك شجب واستنكار كامل و شامل للاحتلال الاسرائيلي أو تهديد من اي نوع يجعل لنا حسبة في الميزان هذا من وجهة نظري المتواضعة و لا أخفي عليكم إن استنكار وشجب أو تعاطف فنان مشهور أو شخصية عامة في بلاد الغرب يقلق الجانب الإسرائيلي أكبر من قلقها من جامعة الدول العربية و قد أكون متشائمة أو مخطئة في حساباتي لكن ما اثق فيه تمام الثقة انه مازال هناك تقصير عربي في القضية الفلسطينية رغم كل ما يبذل و هناك حرج عربي إسرائيلي يظهر فى الشجب للانتهاكات بشكل حذر و الالتزام والتهدئة و الأدب و كل ما هو يساهم فى تمييع القضية و تسوفيها و لما لا بعد أن نجحت إسرائيل في التطبيع مع نصف عدد الدول العربية و علي رأسها الشقيقة دولة الإمارات و الشقيقة السودان و غيرهم ،، و بالرغم أن مصر و الأردن من أوائل الدول التي طبعت مع الكيان الصهيوني إلا أن التطبيع المصري الإسرائيلي مجرد حبرعلى ورق و يقتصر علي التعامل الدبلوماسي و الاقتصادي و السياسي لكن لم يكن هناك رغبة شعبية مصرية بهذا التطبيع و مازال الأمر هكذا تطبيع علي مستوي الحكومات فقط عكس ما حدث في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي طبعت مع الكيان الصهيوني مؤخرا بشكل حكومي وشعبي كبير أدهش كل العالم كما أدهش الإسرائيليين أنفسهم ،، فبأي وجه و بأي حق نتكلم عن حقوق الفلسطينيين و توحيد الفصائل الفلسطينية و نحن كلا في واد و كل يبحث عن مصلحته الخاصة و كلا يبحث عن زعامة المنطقة العربية و تبديل الأدوار ! الزعامة التي لم ترغب فيها مصر يومآ لكنه قدرها و هو عبيء لا يقوي علي حمله غير مصر شاء من شاء و أبى من أبى

 

أخبار متعلقة :