اللغة العربية الفصحى بها ترتقي الأذواق ولكي تعود للفصحي قوتها ،وتأخذ طريقها للازدهار ؛ينبغي أن تكون لغة الأدب الموضوعي ،ولغة أجهزة الاعلام وكتاب الصحافة ، إلا هناك هناك اتجاهات قديمة نادت باستخدام العامي في القصة والمسرحية وربما كان لهذا النداء جذورا؛ فمن قبل قال الجاحظ عمرو بن محبوب ،بعد أن وجه ضرورة النقل من الاعراب بصورة ما نطقوا به فصيحا ،لا يشوبه لحن أو تخريف
"وكذلك إذا سمعت بنادرة من نوادر العوام وملحة من ملح الحشوة الطغام ؛فاياك أن تستعمل فيها الاعراب أو تأخير فيها لفظا حسنًا ؛فإن ذلك يُفسد الامتاع بها ،ويُخرجها من صورتها الذي أُرِيدت له ،ويذهب استطابتهم إياها واستملاحهم لها " البيان والتبين للجاحظ ص مائة وخمسة وأربعون .
وربما يستند إلي هذه الكلمات من ينادي باستعمال العامية لكنني أقول أن الجاحظ كان يستقصي منها النادر والظرف والتي سيقت للإمتاع أو للإضحاك
وإذا وقفنا عند مطلع وبداية النهضة الحديثة استوقفتنا كلمات محمد عثمان جلال وهو يقول في مقدمة كتاب الروايات المفيدة ص٢
"واتبعت اصلها المنظوم وجعلت نظمها يفهمه العموم ؛فإن اللغة الدارجة أنسب لهذا المقام وأوقع في النفس عند الخواص والعوام "
وأيضا كان لهذه الكلمات وقِعِها وصداها لدي العوام من أنصار العامية ،واستندوا اليها في دعوتهم إلي استعمالها في المسرحية ،وقد كتب كثيرون من أدبائنا باللغة الوسطي وبالعامية ،وسري اللحن في لغةٍ الصحافة ،مما دعا غيورون علي العربية الفصحي إلي نداءات تنتصر للعربية الفصحي :ويقول محمود عباس العقاد في كتابه ساعات بين الكتب جزء ١/ص٩٥ :"إن للمسرح اجلالا ،وإذا كان كل شيء يتخذ ليكسب المسرح مهابة ،فمن حق اللغة أن تشترك في ذلك التهيؤ الذي لا غني عنه ،وأن تشعر المشاهد أنه في مكان تجب له الرعاية ويحرم فيه الابتذال
نحمد الله أن مات العقاد قبل أن يري أشباح مسرح مصر وهم يترنحون بمسخرة الكلمات وتفاهة الموضوع وسفاهة الأداء
ويقول الدكتور طه حسين :" إن تادية ما في النفوس لا يكون أدبًا إلا إذا امتاز بشيء من الجمال الذي ينشئه الفن ؛فيملأ قلب القارئ وعقله لذة -ويتسأل :أين الجمال في هذا الذي يكتبه شباب المتأدبون والمشتغلون بصنعة الأدب ؟وما هذه اللغة اللتي يتكلمها القصاصون ؟إنها لغة العامية ولم تصل اللغة العامية إلي أن تكون لغة أدبية ،وما أراها تبلغ ذلك آخر الدهر .
ولما كانت اللغة العربية عنصرا مهما من العناصر التي تتكون منها سيادة الوطن وسياسة الأمة ذات التاريخ فإنها تلازم مستخدميها مدي عمرها ،إذا أن اللغة العربية هي آداة للتعبير عن مزاج الناطقين وذوقهم ورفعة مستواهم الفكري أو تدنيه ،أليسن هي وسيلة للتعبير عن المشاعر وترجمة للوجدان ومفسرة للأخيلة ،أليست هي تنمو وتتكاثر فإما أن ننتج منها قصورا ومروجا وأو ننتج منها مزابل قذائف وقروحا كما نري ونسمع في هذه الأيام العجاف .وعلي الرغم من الكنوز التي تحملها اللغة داخل طياتها ولكن تستدعي من يقوي علي استخراجها ،فاللغة العربية تتسع لتشمل كلمات ليس لها وجود عند العرب
سواء مشتقة ،أو معربة، أو دخيلة فمن يقول أن التليفون والتلفاز والكمبيوتر كان لديهم أو رأوه ،وأن كثيرًا من المعاني صنعت المدنية ومنها ما هو أبداع من القول ومن المعروف أننا كلما رجعنا إلي حيث التاريخ فإن اللغة أصلها الأول هو الإشارة؛ فإن التفاهم في بداية الخليقة كان إشارات كآلة مساعدة للألفاظ علي اظهار المعني ،ولازالت هناك لغات متحيرة كلماتها قليلة أفقها ضحل لا يستوعب جديد من الألفاظ كاللغة الصينية وبعض اللغات الآسيوية؛ كلماتها كلها مقاطع صوتية تميزها عن بعضها واختلاف نبرات الصوت .فاللغة العربية مخلوقة بحالة من الرقي وأصحابها ؛ لاتشبه هذه اللغات المتحيرة اجتماعيا من ضئالة اللغة لديهم وحالة هذه اللغة تؤدي( فيلولوجيًا ) إلي ما يؤدي إليه درس حال الجماعات البشرية السادرة ولا ذنب للغة إن حاول أهلها إهلاكها وتدليسها والسقوط بها
وتعد اللغة العربية "لغة الضاد"والتي تحوي على 28 حرفاً، نصفهم من الحروف الشمسية والنصف الآخر من الحروف القمرية ،وتُكتب من اليمين إلى اليسار،وهي لغة يتحدث بها أكثر من 420 مليون شخص حول العالم.
هي اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف الضاد، علماً أنه يتميز بصعوبة نطقه عند غير العرب، ولا يوجد في لغة آخري ،كما أنها إحدى اللغات الرسمية الست في هيئة الأمم المتحدة.
اللغة العربية ليست حروفاً فقط ولا مجموعة كلمات.. العربية "وطن" يجمع أبناء الوطن العربي دون تفرقة أو عنصرية أو طائفية. العربية لغة خاطب الله بها رسوله "محمد"، وأنزل بها كتابه، فهي أوسع اللغات انتشاراً وأعظمها بلاغةً.
في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، يحتفل العرب حول العالم باليوم العالمي للّغة العربية.
. فلكل من يتحدث العربية. اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية.
وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على- سبيل المثال- لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارف والمعتقدات. ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي
وإذا تحدثنا عن شيء من طرائف كلمة العربية نستطيع القول بأن : كلمة (عربية) هي ليست اسما للغة، بل صفة لها فكلمة عربية تعني شابة، ولتعلموا أن علم اللغات الكوني يستمد كامل قواعده من القرآن الكريم فالنسيج الصوتي للقرآن الكريم ليس كمثله شيء في أي لغة بالعالم.
و معنى كلمة " عربي " شاب على الدوام. وترتيب اللغة العربية بين لغات العالم اللغة الثانية بعد الصينية، من حيث الأهمية العالمية وعدد متكلميها.و مفردات اللغة العربية (12) مليون لفظة، 4 ملايين لفظة مستعملة ، و8 مليون لفظة أهملت مع مرور الزمن،
بينما اللغة الصينية 200 ألف لفظة ، والإنجليزية 150 ألف لفظة.،و عدد اللغات التي تموت سنوياً بمعدل 50 لغة فكل أسبوع تموت لغة.
وآخر لغة تم الإعلان عن وفاتها في لندن هي اللغة النوبية في مصر
و الوثائق في أوروبا وأمريكا وكندا؛ تكتب باللغة العربية و خاصة في جامعة لندن لأنها اللغة الباقية .و اللغة العربية هي الأم وهي الأولى وهي الباقية بسبب اعتدال أصواتها. قال الله تعالى " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً" .وتأسست جامعة السوربون في فرنسا عام 1256م، وظلت تدرس الطب باللغة العربية 400 سنة، لأن اللغة العربية لغة العلم وقتذاك .وعدد لغات العالم 2700 لغة، في كل قرن تموت مائة لغة من اللغات الرئيسية، وتموت 50 لغة كل عام، من اللغات الفرعية، وفي كل قرن تولد مائة لغة، جميع اللغات التي كانت موازية للغة العربية قبل عصر النبوة وبعده كلها ماتت ولم يبقَ منها أثر، إلا اللغة العربية فقد حافظت على دلالات ألفاظها ومعانيها وقواعد نحوها وصرفها .
جميع لغات العالم تتغير دلالات ومعاني ألفاظها كل قرن أو قرنين من الزمن، بحكم التحول الدلالي والتمازج بين اللغات ( كالقزع والرويبضة) .
أما لفظ (الأرض، والسماء، والمدينة، والجبال، والإبل، وغيرها وغيرها من الأسماء والأفعال والحروف) كلها يفهمها العربي على الرغم من بعد المسافة الزمنية بين نطقها وبين سماعها، فقد وصلت إلى خمسة عشر قرناً تقريباً.وبعد إجراء عملية مجهرية للمخ من خلال تكبيره 35 مليون مرة، بحيث تظهر الكلمات التي يستقبلها ويرسلها كالنقاط، فتبين أن الدماغ يستقبل جميع اللغات يستقبلها المخ من الجزء الأيسر، إلا اللغة العربية التي ترسل وتستقبل من الجهة اليمنى من المخ، وهذا الأمر حيَّر علماء العالم، وعلماء اللسانيات المختصين بعلم اللغة الكوني، وأصيب الجميع بالذهول، مما جعل عشرات العلماء يقتنعون أن اللغة العربية من صنع الله و وهذا ما يؤكد أنها لغة فريدة و مختلفة.
و اللغة العربية هي الأم وهي الأولى وهي الباقية بسبب اعتدال أصواتها. جميع اللغات في العالم لها دورة حياة كما للبشر والنبات والحيوان، فهي تولد، و تمر بمراحل النمو المختلفة، و لها مرحلة صبا ومرحلة شباب، ومرحلة شيخوخة، واعوجاج، ثمَّ الموت، (ما عدا اللغة العربية) فإنها لن تعوج ولن تموت إطلاقاً، بشهادة العلماء المختصين بعلوم اللسانيات وعلم اللغة الكوني والعام، وعدد اللغات التي نطق بها البشر منذ نزول آدم عليها السلام وإلى يومنا هذا يقارب الألف لغة توفي منها حوالي 400 لغة، أما العربية فستبقى حيةً، ومعنى كلمة " عربي " شاب على الدوام.
ثاني عشر: خلو اللغة العربية من الصوت الناسف (O) فهذا الصوت يسمى في علم اللغات الكوني صوت ناسف فهو إذا ورد في كلمة نسف الصوت الذي يليه، فكل لغات العالم بأجمعها تحتوي على هذا الصوت، ماعدا اللغة العربية فهي تحتوى على صوت (ؤو) فهذا الصوت غير ناسف ويبقى ما بعده، كل لغة قبل موتها تدخل مرحلة اعوجاج فعلى سبيل المثال اللغة الانجليزية لغة عظيمة لكن كلماتها فيها بعض الخلل مما يصيبها بالاعوجاج، و كل لغة تحتوي على صوت " أوه" و هو ما يسمى بالصوت الناسف هي لغة معوجة، وهي معرضة للموت.
مثال: كلمة (talk)، بالإنجليزية تحتوي على صوت "أوه " "O" و هذا الصوت قد نسف حرف الــ (L) في الكلمة، و كذلك الحال في كلمة (cord) فحرف الــ(O) نسف حرف الــ r)) في الكلمة.
و هذا يدل على أن اللغة الانجليزية مع مرور الوقت ستنتهي و تتلاشى، أي أنها لن تصبح لغة تحدث وسيكتفى بجعلها لغة خاصة للبرمجة و تكنولوجيا المعلومات.،ولفظ ( الله) ليس لها ترجمة فكلمة (الله )هي لفظة ليس كمثلها لفظة في القاموس الكوني فالمعجزات التي تكمن في هذه الكلمة هي نطقنا للألف واللام فنطقهما في هذه الكلمة ليس كأي كلمة أخرى فهو هنا يأتي خشناً بعض الشيء ويسمى بالصوت المسيطر أو الصوت المحيط فلا يوجد كلمة واحدة في اللغة العربية تبدأ بنفس الصوت إلا كلمة الله سبحانه وتعالى والألف واللام تعتبر أداة تعريف لكن في هذه الكلمة أي: كلمة (الله) فهي أصل في الكلمة وهي الكلمة الوحيد التي أعجزت علماء الغرب عن إحصاء عدد الأصوات فيها فقد اخترعوا جهازا يقيس عدد الأصوات في كل كلمة لكن المعجزة في كلمة (الله) إنك إذا نطقت الألف واللام فإن الجهاز يشير إلى ثلاثة أصوت لكن إذا نطقت الكلمة بالكامل (الله) فإن الجهاز يشير إلى صوت واحد ،ومن خصائصها ؛ أنها اللغة الوحيدة التي لا يوجد بها حرف يكتب ولا ينطق وأيضاً (فكل ما يكتب قابل للنطق، على خلاف جميع اللغات)، و(لا أقصد هنا قواعد الإملاء العربي، بل أقصد أصول أصوات اللغة العربية)، هي اللغة الوحيدة التي أصواتها كلها معتدلة.
وهذا منذ القدم خلاف أصوات ضاعت فيه جميع اللغات، فأين اللغة السومرية والأكّادية والبابلية والآرامية والآشورية، والحثية، والفينيقية، والرومانية، والأدية القديمة، والقبطية، والهكسوسية، والأندوسكسونية، والكنعانية معظمها اختفي .
وفي شهر الاحتفال باللغة العربية نوصي بحفظ و سلامة اللغة العربية الفصحى من التدهور والانحطاط وتجديدها مما يجعلها مواكبة ومسايرة مع متطلبات المشهد اللغوي المتغير حيث الاستحداثات فى عالمنا السريع التطور والتغير ومما يحظنا أن اللغة العربية طيعة ومرنة لن تتأثر بتلك التحديات التي تقف في وجهها .ولكن هذا ان يأتي إلا بدور الأسرة أولا والمدرسة ثم يأتي دور الأكاديميات الخاصة؛ للفت أنظار العالم إلى الحضارة العربية وأصولها باللغة العربية- وأيضا -والتعريف بقيمتها ودورها المؤثر، فى جميع أنحاء العالم، والالحاح على أهمية تنفيذ مشاريع تخدم اللغة العربية وانشاء المراكز البحثية والاهتمام بها، مما ويعززدورها محلياً ودولياً، وعالميًا.
أخبار متعلقة :