هناك فصيل سياسي يتلاعب بالدين يسمي نفسه الاخوان المسلمون لديهم خبرة طويلة و كبيرة في قلب الحقائق و تطويع الأحداث لخدمة أغراضهم يطلون علينا من وقت لآخر بشكل ساخر ينتقدون أنظمة بعض الدول و اعلامها و علي رأس هذه الدول مصر
و على ما يبدو أن المعركة قد طالت دون نتائج مما جعلهم يشعرون بالملل فأصبحوا يهرتلون في اي شيء و باي طريقة فقد فاقوا في الهيافة حد من ينتقدونهم ،،
نعم هناك إعلام الفاسكونيا لكن هناك إعلام محترم أيضا مثلنا مثل اي مكان في العالم و هنا انا لا ادافع عن مصر أو اعلامها أو الصحافة أو النظام بقدر ما ألفت النظر الي حقيقة الطرف الآخر الذي يعيب دوما علي طريقة تناول البعض لأي حدث متهما من يعارضهم بأنهم مجرد بوق للنظام و موجهون من امن الدولة المصرية و المخابرات التي تضع سيناريوهات واحدة و علي الجميع ان يلتزم بالاوامر ،، و كلنا نعرف انه ربما يحدث هذا مع بعض البرامج المؤثرة لكن ليس بشكل إملائي و لكن نستطيع أن نقول أن هؤلاء يتبنون سياسة الدولة و يدافعون عنها مثلما يحدث في كافة بقاع الأرض و بالمناسبة هذا ما يطلق عليه نظريات توجيه العامة و هو ليس اختراع مصري بل غربي مئة بالمئة
و بالرجوع للطرف الآخر الذي يسمي نفسه الإخوان المسلمون و الذي يتوارى داخل المعارضة الوطنية النبيلة بطريقة غير نبيلة عن طريق المتابعة لكافة الأحداث و تناولها إعلاميا بأدق التفاصيل و الاعتماد علي النقد الغير بناء و السخرية من بعض الإعلاميين و الصحفيين و تبادل الاتهامات بشكل سطحي و ممل ليس فيه جديد و قد خرجوا علينا مؤخرا ليعلنوا ان عام 2020 ينتهي بأحداث سعيدة للتصالح مع العالم بسقوط مرتضى منصور في انتخابات البرلمان المصري و عدم نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية و ان هذه الأحداث كفيلة بأن تلغي كل ما حدث من صراعات و معاناة للاقتصاد العالمي بل راحوا لما هو أبعد من الاقتصاد و السياسة و ادعوا ان معاناة العالم من فيروس #كورونا ستنتهي بسقوط ترامب و مرتضي منصور ! هكذا وصف الإعلام الإخواني عام 2020 في كل البرامج و القنوات بجملة التصالح مع العالم ،،
و لا ننسي لغة التشفي في كل مصيبة و التسخين عندما يكون هناك فرصة كما حدث عندما وقعت السعودية ومصر اتفاقا يهدف إلى إعارة 84 قطعة أثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة لمدة عامين للسعودية بغرض التعاون المشترك بين الطرفين فيما يخص قطاع المساجد بهدف النهوض بالقطاع الحيوي والتركيز على المشهد الحضاري والفني والثقافي للمسجد الذي يعد عنوانا بارزا للبناء المعماري الإسلامي و طبعا لم يفت الإعلام الإخواني ان يستغل هذا الحدث ليتهم الجانب المصري بالتفريط في الآثار كما فرط في الجزيرتين تيران و صنافير بالرغم انها ليست المرة الاولي التي تعير مصر فيها اثارا مصرية و قد سبق ان اقامت معارض في بلاد غربية لمقتنيات توت عنخ آمون في امريكا و بعض الدول الاوروبية مثل فرنسا حينما عرضت 150 قطعة من محتويات مقبرة توت عنخ امون في قاعة "جراند هول دو لا فيليت" بالعاصمة الفرنسية ثم جابت العالم كله و لم نسمع وقتها ان مصر فرطت في آثارها و هكذا الأمر دائما في كل صغيرة وكبيرة و المغيبين كثر و الجهلة و اصحاب الفكر المتطرف و اصحاب الأجندات و المتعصبين تعجبهم هذه الطريقة و يجدون أنفسهم فى الازدواجية !
و بالرجوع لموضوع عدم نجاح الرئيس ترامب يجب التنويه الي ان نجاح جو بايدن لن يخدم الأجندة الإخوانية كما يظن البعض لأن كافة التقارير الأمنية للإخوان داخل المخابرات الأمريكية و كافة الأجهزة الأمنية ليست علي ما يرام الشيء الذي يجعل من الصعب علي اي رئيس أمريكي ان يتعاطف معهم و يعمل ضد مصالح امريكا داخليا وخارجيا
لقد تابعت الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن قرب و مدي تحرك بعض الجماعات الإسلامية داخل امريكا لدعم جو بايدن نكاية في دونالد ترامب لكن في النهاية هم ليسوا اصحاب الفضل أو لهم اليد العليا فيما حدث بل هي رغبة و إرادة الشعب الأمريكي و لا ننسي ان الفرق بين المرشحيين ليس بالفرق الكبير فقد حصل ترامب علي 72 مليون بينما حصل بايدن علي 77 مليون اي ان الشعب الأمريكي يكاد يكون منقسم علي نفسه فلا تعطوا للإخوان حجما أكبر من حجمهم فهم يحاولون منذ زمن تغير المناخ في امريكا لكنهم لم و لن يستطيعوا ،، اما عن مرتضي منصور فالشعب المصري هو من اسقطه بعد أن مل من طريقته الغير محترمة في الخصومة مع اي طرف و الخوض في الأعراض و تاريخه الطويل في المنازعات و الحروب مع أشخاص لأتفه الأسباب لدرجة انه اصبح مسار للسخرية من عامة الشعب المصري الذي يتمتع بذكاء و قد اغتالوا مرتضي منصور معنويا عدة مرات و كانت هذه هي النهاية الطبيعية لرجل شتام طويل اللسان ،،
في النهاية هي مجرد أحداث عادية مرت علينا و لكن الغير عادي هو ما مر به العالم من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية بسبب فيروس كورونا الذي لا نعرف الي الان متي ستكون نهايته بالرغم من اكتشاف اللقاح الذي يتم التحضير لإنتاج ملايين الجرعات منه بنهاية العام ،، في الوقت نفسه نحن علي أعتاب موجة ثانية و قد بدأت اعداد الإصابات في ازدياد مرة ثانية لدرجة تهدد بغلق كافة الانشطة مرة اخري ! و وسط كل هذا يخرج علينا الاعلام الاخواني ليقل ان اخيرا عام 2020 قررت التصالح مع العالم بسقوط ترامب و مرتضي ،،
حنان شلبي
أخبار متعلقة :