مهما طالت السنين ومهما بعدت المسافات كلما زاد الحنين والشوق إلى أرض الكنانة بلادنا المصرية الغالية وعندما اجتاحت جائحة كورونا العالم توقفت الحياة وأغلقت دول العالم حدودها رفعت السفر والطيران عبر البلدان وفرض الحظر الإجباري وتطبيق الإجراءات الاحترازية على الخلق وتم تجريم السلامات والأحضان والقبلات وأنعزل الجميع كأنهم في سجون اختيارية وفرض علينا وضع الكمامات والتعقيم وفقدنا الكثير من العواطف والمشاعر والإحساس وضاعت معها الحياة الاجتماعية ولقاء الأحبة والأصدقاء والأهل والأصحاب، عشنا أيام صعبة مؤلمة موجعة ولكن شاء الله ورحمته علينا أن أنحصر الوباء قليلاً وبدأت الحياة ترجع رويداً رويداً وأنتعش الأمل وزاد الرجاء لدينا وعاد الشوق والحنين لمصر ورؤية مصر مرة أخرى وانتهزنا أول فرصة لعودة الطيران حيث كان لدي تذكرة عودة للقاهرة على شركة الطيران الفرنسي ولابد من الانتظار أولا في باريس قبل السفر للقاهرة فكانت أو معضلة ومعوقة والخوف من الحجز أو فرض العزل علينا فكان الحل الأمثل تأجيل السفر والتوجه على شركتنا الوطنية مصر للطيران والحجز عليها للسفر مباشرة من نيويورك للقاهرة والتضحية وإلغاء السفر على الشركة الفرنسية لأجل عيون بهية مصر الحبيبة فكانت من أجمل وأروع لحظة وقد ارتضينا التغلب على المشكلة الثانية وتحت ضغط أجراء الفحص الطبي لفيروس كورونا واستخراج شهادة خلو من المرض وتحديد موعد صعب وهي 72 ساعة قبل الطيران وعشنا وقت عصيب وإن كان تم زيادتها إلى 96 ساعة وكان القلق والخوف من الحصول على تلك الشهادة في الموعد المحدد وفعلاً تم المراد قبل السفر بساعات قليلة وتغلبنا عليها بعون الله.
كم كانت فرحتنا وسعادتنا بالفوز بمقعد على الطائرة وبدأت رحلة العودة لمصر من هنا وكان علينا توجيه الشكر والتقدير لشركتنا المصرية العريقة التي وفرت لنا الرحلة مباشرة أولاً ثم الخدمة الطبية والرعاية الفائقة والمعاملة الحسنة يجعلنا نفتخر بها ونشجع الجميع على السفر دون خوف أو قلق لأرض الوطن والملاحظة الواضحة بقاء الأسعار للحد المعقول والمقبول للتذاكر تلك ميزة أخرى ودعوة صريحة ودعاية وتشجيع واجب علينا ترديدها وإعلانها بقوة للجميع.
في اللحظة التي وطئت فيها أقدامنا أرض مصر عادت الروح داخلنا في ( ما أحلى الرجوع إليه ) حتماً بلادنا غالية وعزيزة مهما كانت الظروف والموانع والصعاب تبقى مصر هي مصر أم الدنيا والحضن الدافئ والمشاعر واللمة الحلوة والعواطف الجميلة الراقية.
رحلة شرم الشيخ والإجراءات الأمنية:
من حسن الحظ كان لي رحلة لمدينة السلام شرم الشيخ لقضاء وقت ممتع في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لتنشيط السياحة الداخلية والدعاية لجذب السياح والعودة للمناطق والمزارات والمصايف المميزة سواء كانت على البحر المتوسط بالساحل الشمالي ومطروح أو البحر الأحمر شرم الشيخ ودهب والغردقة ومرسى علم.
وإن كانت الحركة بطيئة وقليلة ولكنها أو الغيث قطرة ومبشرة لزيادة الأعداد وعودة النشاط كاملاً خاصة بالنسبة للأجانب ليكون لنا مورداً مهماً لتنمية الاقتصاد في البلاد.
ولكن لدي ملاحظات لابد من تسجيلها ليس الغرض منها تشهير أو توجيه اللوم ولكن الهدف إظهار السلبيات والعمل على إصلاحها وتلافيها وخلال الرحلة إلى شرم الشيخ يتم التفتيش على هوية الركاب والشنط أكثر من مرة وأن الاجراءات الأمنية المشددة وكثرة الكمائن ونقاط التفتيش قبل نفق أحمد حمدي وبعدة بطرق بدائية وأسلوب يصل إلى حد الاستفزاز فإذا كانت تلك الإجراءات عند دخول المدينة ما يبررها فليس هناك معنى أو تفسير عودة التفتيش عند الخروج أيضاً ملاحظة عدم التزام أفراد الأمن الإجراءات الاحترازية من لبس كمامة أو القفازات لضمان سلامة محتويات الشنط وقد زاد من حالة الخوف من انتقال الفيروس من مكان لآخر فضاعت بهجة وفرحة الرحلة بالرغم من تقديرنا واحترامنا لتلك الإجراءات الأمنية ومجهودات رجال القوات المسلحة والداخلية في الحفاظ على الأمن والحرص على حياة الناس، ومن ثم نرجو من السادة المسئولين تدارك تلك الملاحظات على سبيل المثال وضع أجهزة فحص إلكتروني حتى نعطي أحساس الاطمئنان سواء للزائرين حتى لا نفقد تلك الأماكن أو العزوف عن الذهاب مرات أخرى، أو كثرة الاحتكاك أو المشاحنات والاصطدام مع أحد الضباط مما يزيد من المعاملة غير اللائقة خاصة بالنسبة للنساء والأطفال مما جعل أغلب الركاب في حالة غضب وتذمر وضيق.
رحلة دينية ورجال الداخلية:
تكررت تلك الإجراءات الأمنية المشددة معي في رحلة دينية لمدينة بور سعيد ومزارات وسط الدلتا ولكنها كانت بطريقة آدمية إنسانية وأسلوب متحضر حيث تم توفير سيارة شرطة تصطحب أتوبيس الرحلة في كل تحركاتها حسب المناطق وحدود كل مدينة أو مركز وقد لمسنا المعاملة الحسنة والابتسامة على وجوه رجال الشرطة مما أعطى انطباع طيب لدى الركاب مما كان له بالغ الأثر في تقبلنا لتلك الإجراءات الأمنية بصدر رحب رغم كونها أدت لصعوبة الرحلة ولكن وجب الإشادة والتقدير والشكر لتلك المجهودات مما يلفت النظر خاصة تلك المناطق والمزارات داخل مدن مزدحمة فنجد نظرات الأخوة حولنا بالاستغراب أو التعجب من تواجد سيارة شرطة من الأمام ومن الخلف مما ولد داخلنا أحساس بالأمان والاطمئنان بالرغم من أنها بلدنا تلك ملاحظات يجب التخفيف من تلك الإجراءات المشددة خاصة في حالة الرعب والخوف من فيروس كورونا حتى يمكن الاستفادة والاستمتاع بتلك الرحلات سواء كانت ترفيهية أو سياحية أو دينية حتى يمكن تشجيع السياحة الداخلية وعودة الحياة الطبيعية مرة أخرى فمن الصعوبة بل من المستحيل تنفيذها وتطبيقها في حالة كثرة الرحلات في وقت واحد.
من الملاحظات الملفتة خلال التحرك على الطرق وضح تماماً المجهودات الجبارة في إصلاح الطرق السريعة وإنشاء الكباري والأنفاق الكثيرة لتقصير مدة سفر الرحلات وزيادة الأمان، إيجابيات كثيرة لابد من الإشادة بها والشكر عليها.
أخبار وأنباء سعيدة:
من الأخبار المفرحة لدي فئة العجائز وكبار السن القرار الذي صدر مؤخراً من وزارة النقل لمن تخطى الستين السماح لهم باستخدام وسائل النقل العامة من مترو وأتوبيس وسكك حديدية بنصف الأجرة والذين تخطوا السبعين يكون الركوب مجاناً مما أعطى تأثير إيجابي وطيب لدى قطاع كبير من كبار السن وننتظر مزيد من الاهتمام ورعاية خاصة أثناء صرف المعاشات أو عند صرف الأدوية ومن ثم نرجو من السادة إيجاد وسائل تسهل لهم خاصة في هذه السن المتقدمة.
ليس من قبيل الصدف اجتماع بعض المناسبات والاحتفالات والمواسم في وقت واحد أرجعت ديناميكية الحياة في قلوب المصريين وعودة الروح والحركة والنشاط وتنشيط الأسواق عب التوقف الإجباري بسبب الكورونا اللعينة مما يزيد من عجلة الإنتاج ويعود بالنفع وزيادة الموارد المالية.
عودة المدارس وبدأت معها الأسواق في الانتعاش بالبيع والشراء وموسم المكتبات والأدوات المكتبية وشراء ملابس المدارس وتزامن ذلك مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف حيث ارتفعت الزينات ومحلات الحلوى المنتشرة في كل أنحاء البلاد وزادت من بهجة المدن اقتراب انتخابات مجلس الشعب ومظاهر الدعاية المعروفة وصناعة اليفط والرايات والأعلام والأنوار مما يجعل المرء يتعجب من أمر هؤلاء المصريين الذين ليس لهم مثيل في العالم كله فهم معادلة صعبة ولوغاريتم فريد ليس له شبيه بين شعوب العالم، فكله يعاني من ويلات ذلك الفيروس الملعون والخوف من عودته مرة أخرى وفرض قيود وحظر في بعض بلدان العالم خاصة أوروبا نجد المصريين ليس لهم أدنى اهتمام أو خوف أو حتى قلق لتبقى بينهم الحالة محصورة ومحدودة وأعداد قليلة لا تذكر ولا نجد إجابة لهذا سوى الإيمان بالعناية الإلهية وحراسته لمصر وشعبها والحامي لها من كل وباء أو مرض أو شر.
بالرغم من عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية حيث نادراً ما نرى أحد يلبس كمامة أو يستخدم المطهرات والازدحام الشديد والتكدس الواضح سواء في الطرقات والمحلات أمر يثير الخوف والقلق والرعب من عودة الفيروس لكن نجد بعض الأماكن خاصة البنوك أو مكاتب الالتزام وعدم الدخول إلا بالكمامة نجد باقي الأماكن لا تلتزم سواء بالنظام أو التباعد أو الالتزام راجع إلى عدم الوعي الصحي لكثيرين بل الأغلبية تتحرك بحرية تامة خاصة ونحن على أبواب الشتاء واقتراب الأنفلونزا الشتوية مما يزيد الارتباك والقلق ونرجو من الرحمن حماية بلادنا المصرية وارتفاع الوعي والالتزام بالإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المواطنين وخاصة أطفالنا فلذات أكبادنا، كما نوجه أجمل وأرق التهاني لأخوتنا المسلمين بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف أعاده الله على بلادنا بكل الخير والأمان والسلام.
وكذلك نرجو أن تخرج انتخابات مجلس النواب إلى تكوين مجلس جديد بثوب ومذاق آخر قادر على إصدار وتشريع القوانين التي تجعل من بلادنا في مصاف الدول المتقدمة.
هكذا كانت رحلتي لأرض الوطن ولسان حالي ( ما أحلى الرجوع إليه ) بالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان.
أخبار متعلقة :