الأسباب :
يعتبر داء السكري من النوع الأول من الأمراض الشائعة لدي الأطفال ويسمى سكري الأطفال ويرجع السبب فيه إلى عدم قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين والإنسولين يقوم بوظيفة هامة هي نقل السكر من مجرى الدم إلى داخل خلايا الجسم وحينما ينتج جسم الطفل كمية قليلة من الأنسولين أو يتوقف عن إنتاجه يتراكم السكر في الدم.
ولكن لماذا يحدث النقص او التوقف عن إنتاج الأنسولين في النوع الأول؟ ذلك أن الجهاز المناعي والمسئول عن مواجهة الإصابات البكتيرية او الفيروسية يصوب سهامه بالخطأ نحو الخلايا الجزيرية بالبنكرياس (جزر لانغرهانس) والمسؤولة عن إنتاج الأنسولين ملحقا بها الضرر الشديد. كما تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورا في ذلك فيصبح الطفل بحاجة لحقن الأنسولين بجرعات منتظمة.
ويمكن للأطباء اكتشاف الأجسام المضادة المرتبطة بالنوع الأول من السكري قبل حدوثه بأشهر أو سنوات ولكن ما من طريقة تحول دون الإصابة بالسكري من النوع الأول لكن يمكن إدارته والتحكم به بنجاح.
أما النوع الثاني من مرض السكري وهو أقل نسبيا في الأطفال الصغار وأكثر في المراهقين ذلك لارتباطه بالسمنة وانماط الحياة الغير صحية لذلك فيمكن تجنبه و الوقاية منه.
ومن العوامل التي تدق ناقوس الخطر بشأن الإصابة بالسكري من النوع الأول :
التاريخ العائلي بالمرض عند أحد الأبوين أو الأشقاء والجينات الوراثية والاصابات الفيروسية التي قد تحفز الجهاز المناعي على إلحاق الضرر بخلايا البنكرياس .
الأعراض :
تشمل أعراض السكري من النوع الأول : العطش المتزايد والجوع الشديد وكثرة التبول واحتمالية بلل الفراش للأطفال الغير مدربين على استخدام المرحاض وخسارة الوزن بشكل مفاجيء وسريع والخمول والإرهاق والرؤية الضبابية ورائحة الفم الأشبه برائحة الفاكهة ويصاب بعض الأطفال بتغيرات سلوكية وتقلبات مزاجية. ويمكن ان يصاب بعض الأطفال بالتهاب الحفاضات نتيجة للعدوى الخميرية.
ويجب على الوالدين التنبه لبدايات أعراض السكري لدى أطفالهم والتي تكون شائعة في سن الخامسة والعاشرة من العمر وأثناء البلوغ.
تكمن خطورة داء السكري من النوع الأول في مضاعفاته الخطيرة التي تؤثر على أعضاء شتى من الجسم ومنها : ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية في مراحل لاحقة وتلف الأعصاب وتلف العين والكلى وهشاشة العظام ومشاكل الأسنان والقدم السكرية .
توصيات علاجية:
حتى يمكن للأهل مساعدة أطفالهم للحيلولة دون مضاعفات السكري من النوع الأول وذلك عبر توعية الطفل والتعامل معه على كونها حالة طبيعية من أجل تكيفه معها والحفاظ على مستوى جيد من السكر بالدم وعبر المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص وإجراء الفحوصات والتحاليل الخاصة بشكل دوري وإجراء فحص سنوي لشبكية العين بداية مما لا يزيد عن الخمس سنوات بعد التشخيص الأول بالسكري أو عند بلوغ سن العشر سنوات ومن الضروري وضع نظام غذائي صحي بمساعدة أخصائي التغذية يشمل الخضروات والفاكهة والبروتينات كالأسماك والبيض والجبن والحليب قليل الدسم والفيتامينات والاطعمة الخالية من الدهون والسكريات البسيطة التي تسبب زيادة سريعة في نسبة السكر بالدم كالعصائر والحلوي والعسل ويمكن استعمال بدائل السكر الآمنة مثل سكر اللوز وممارسة الرياضة كالجري والسباحة بشكل منتظم ويومي وتجنب الرياضات التي تتطلب مجهود عضلي شاق كالعدو السريع ورفع الأثقال .
د. بثينة أسعد عطور أخصائية طب الأطفال
د. محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث
أخبار متعلقة :