إن استراتيجية طاغوت العثمانيين أردوغان خلال سنوات حكمه هي خلق عداوات بصورة مستمرة سعيا نحو البقاء في السلطة، قد ينتهي بها الأمر في ليبيا أو في سوريا؛ لأنه لن يكون هنالك أي قضية أخرى يمكنه صرف انتباه الشعب التركي إليها
تقمص أردوغان خلال الفترة الماضية دور أحد أجداده ، مستغلا بكل جهد ورقة "الإسلام السياسي" والجماعات المتشددة لتحقيق أهدافه التوسعية في المنطقة ، كورقة في يده يضغط بها على جهات ودول مختلفة لتحقيق أهدافه، مثل ما يحدث في تونس من خلال تنظيم الإخوان، وليبيا من خلال حكومة الوفاق الوطني والجزائر، والإخوان المسلمين ومواليهم في مصر ، هو يقف خلف تنظيمات دولية كبيرة ، يتم تمويل تلك التنظيمات بأموال ضخمة وأسلحة متطورة ، هذا حتى يتم تحقيق المخطط المرجو لهم .هو يأتي بالخراب ، وبالدمار على كل أخضر ويابس ،ولعل الأثر الأكبر من مخططه الدموي هو سفك دماء الأبرياء من أبناء هذة الشعوب، فتزهق الكثير من الارواح أثناء الحرب والفوضى ، وما يبقى حي ، فإنه يكون بين جريح ومشرد ومفقود ومهاجر ولاجئ.
لقد تحول أردغان إلى شبح مظلم في حياة كثير من البلدان والشعوب فما تدخل في بلد إلا ولحق بها الهلاك والخراب والتدمير وقضى على كل سبيل للرخاء والإستقرار والأمن والأمان .نزحوا مواطنيها ورحلوا قسراً من ديارهم إلى مناطق أُخرى بسبب الحرب التي جعلت حياتهم معرضة للخطر والفناء إذ إنه يرسل قواته إلى هنا وهناك، باحثا عن مجد زائف ، فيرسل سفنه الحربية معتدية تارة كالقراصنة، ويرسلها حاملة أسلحة ومعدات عسكرية في مهمة تخريبية تارة أخرى ،من أوهام وخرافات توسعية عثمانية مريضة بإعادة الممالك والأمصار التي كانت خاضعة للباب العالي العثماني
يستهدف أردغان بشكل متكرر متشددي حزب العمال الكردستاني سواء في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية أو في قاعدتهم بشمال العراق ،أو في سوريا.
فالذي يتابع ما تقوم به تركيا من أعمال قتالية هي بمثابة إعلان للحرب ودعوة لدمار الشعوب ،يدرك أن أنقرة غرقت في مستنقع ليس من السهل أن تخرج منه، حتى الشعب التركي ذاته لم يسلم منه، فقد وصف المتحدث بإسم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض فايق أوزتراك، رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، بـ«الوقح» الذي دمّر دولة القانون، إذ تراجعت الثقة في قضاء تركيا بسبب ممارسات أردوغان الاستبدادية.
جاء ذلك في معرض تعليق المعارضة التركية على الدعوى القضائية التي رفعها أردوغان ضد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، التي يطالبه فيها بدفع تعويضات بقيمة مليوني ليرة تركية. بسبب هجوم كليتشدار أوغلو على الرئيس وعائلته، واتهامهم بتحويل الأموال للخارج، وذلك خلال مقابلة له مع جريدة «جمهورييت» التركية.فيما أكدت جمعية حقوق الإنسان في تركيا أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عدو لأبسط حقوق الإنسان وأهمها حرية الصحافة والتعبير عن الرأي.
وقال المحامي كرم كاراكورت خلال مؤتمر صحفي في اسطنبول عقدته الجمعية استنكارا للاعتقالات المستمرة التي تستهدف الصحفيين المعارضين لأردوغان بمشاركة عدد من أعضاء البرلمان التركي عن حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي: “إن أردوغان ومن خلال سيطرته على الجهاز القضائي بأكمله لم يعد بحاجة لأي حجة حتى يزج بأكبر عدد ممكن من الصحفيين والمثقفين في السجون طالما أنهم يزعجونه بكتاباتهم”.
وعن الإتفاقية المصرية اليونانية جدد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، هجومه على الاتفاقية الموقعة بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في منطقة المتوسط، وقال إنها ليست بالباطلة فحسب، بل إنها عديمة الفائدة أيضا، وإنها ضد مصالح الشعب اليوناني، وذلك على العكس مما سبق وقاله الرئيس التركي بأن الإتفاقية ضد مصالح الشعب المصري.
واستمرارا لمسلسل الإنتهاكات التركية للمناطق والبلدان العربية ،بالنسبة للشأن الليبي ،إلى جانب قيام أردغان بإرسال المليشيات المسلحة الإرهابية و المرتزقة إلى طرابلس تم الإتفاق بين قطر وتركيا والسراج أول أمس يوم الثلاثاء على دمج هؤلاء المرتزقة ضمن قوات الوفاق تحت إشراف وتدريب تركي داخل قاعدة الوطية وفي مطار طرابلس العالمي وبدعم مالي قطري ، تم الإتفاق أيضا على منح المرتزقة السوريين والصوماليين والتونسيين جوازات سفر ليبية.
يمكن القول بأن الوضع في ليبيا ينذر بخطر استنساخ السيناريو السوري عندما هوت البلاد إلى حرب بلا نهاية تقودها قوى خارجية منهم تركيا وقطر.
أن مصير المشروع التركي في ليبيا هو هزيمة حتمية أخرى بعد الهزيمة "المرّة" التي لحقت بأطماعها الجيوسياسية في سوريا والعراق،
ليست الأحلام العثمانية والأطماع الاقتصادية وحدها هي من جعلت أردوغان يهرول بمجموعاته ومليشياته المسلحة إلى طرابلس، بل هو يحاول مجددا الهروب من الضغوط الداخلية وانخفاض شعبيته في الداخل لفضاء خارجي أوسع يستطيع من خلاله إعادة شعبيته، ولكنه سيهزم لا محالة في ليبيا؛ لأن حكومة المليشيات مصيرها السقوط مهما بلغ الدعم المقدم لها، وستكون أولى نتائج هذه الهزيمة سقوطا مدويا لأردوغان واهتزاز أركان نظامه الهش أساساً.
لايختلف الحال عن العراق فقد لقي 4 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني مصرعهم ، مساء الخميس الماضي ، بقصف جوي تركي استهدف سيارة على بعد نحو 20 كيلومتراً عن مدينة دهوك ، يأتي الحادث بعد يومين من استهداف طائرة تركية من دون طيار سيارة عسكرية عراقية في ناحية سيدكان شمال أربيل ما أدى لمقتل ضابطين رفيعين بحرس الحدود العراقي.
أما عن الشأن المصري ، سبق أن أذاع الديهي مقدم برنامج بالورقة والقلم المذاع عبر فضائية "TeN"، مقطع فيديو لـ "أردوغان"، اعترف خلاله بإرسال الدواعش إلى سيناء، قائلًا "هل تعلمون إلى أين سيتم اقتياد مقاتلي داعش الذين كانوا في عمليات الرقة، إلى صحراء سيناء المصرية، سيتم استخدامهم هناك، وبعد ذلك سنتابع مهامهم هناك عن قرب"
وسط هذا التدخل التركي السافر في الشأن العربي شن المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي الأمريكي، ومنافس الرئيس الأمريكي ترامب، جو بايدن هجوما على أردغان، وأكد إنه سيدعم المعارضة التركية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، موضحًا «إذا انتخبت رئيسا، فسأطيح بأردوغان، ليس بانقلاب ، بل بالانتخابات ، سأدعم المعارضة».
يوم الثلاثاء الماضي أندريا ديلمسترو، زعيم حزب ”إخوة إيطاليا“ في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإيطالي شن هجوما على أردغان وسياسته ، وقال إن السلطان أردوغان مع السلطات القطرية يمضيان قدما في الإحتلال العسكري لليبيا من خلال نشر قواعد بحرية وجوية“، وفقًا لما نقلته وكالة ”نوفا“ الإيطالية.
وشدد البرلماني الإيطالي على ضرورة أن تخرج الحكومة الإيطالية مما قال إنها حالة الخمول الدبلوماسي الدولي، وأن تتدخل بشدة ضد ما وصفها بـ“الأهداف التوسعية“ لأردوغان، والتي قال إنها ترتبط بشكل مقلق بما أسماها ”الأصولية القطرية“ لإحتلال البحر الأبيض المتوسط .
أخبار متعلقة :