23 يونيو الماضي، صرح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن "سرت والجفرة" الليبيتين خط أحمر لا يمكن أن تقبل مصر اقتراب العناصر الإرهابية منها، حفاظاً وحرصاً على أمننا القومي من "دواعش أردوغان وتميم"، في رسالة واضحة ضمن عدة رسائل قوية وحاسمة إلى الأطراف المعتدية على سلامة ليبيا، وخاصة الميليشيات المسلحة والمرتزقة المنتشرين في البلاد، وأوضح الرئيس أن مصر تكن كل الاحترام والتقدير لليبيا ولم تتدخل يوما في شؤونها الداخلية ومستعدة لتقديم الدعم من أجل استقرارها.
10 يوليو الجاري 2020 نفذت قواتنا المسلحة مناورة عسكرية قرب حدود ليبيا تحت اسم "حسم 2020" بأفرعها الرئيسية على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، مما يعني أن المناورات قرب حدود تركيا، وهو الأمر الذي أرغم تركيا على إلغاء مناورتها العسكرية التي أعلنت عنها تحت ذرائع غير مقنعة إطلاقاً، والحقيقة الكاشفة تؤكد خشية البحرية التركية مما رأته من بأس وقوة المناورة المصرية الشاملة في مياه المتوسط.
تصريح "السيسي" والمناورات البحرية الناجحة التي أجرتها قواتنا المسلحة، لم تعجب عناصر الإرهابية من: السياسيين والإعلاميين وحتى المنقادين كالأنعام، وهذا أمر طبيعي، ومن ثم بدأوا حملة ممنهجة على كل المستويات، وذلك للتقليل من قوة وبأس قوتنا الضاربة ( جواً وبحراً وأرضاً)، على ألسنة وأقلام وأصوات كتائبهم وفرقهم السياسية والإعلامية والثقافية و....الحاقدة على مصر وجيشها العظيم، في الوقت الذي يشيدون فيه بسيدهم "أردوغان" وجيشه التركي (العثماني) الذي لا يُقهر......!!
ونسى هؤلاء، أو تناسوا ربما ما فعله "أردوغان" ومليشياته في بقايا جيشه العثمانلي بالشوارع والميادين من: تعرية وسحل وضرب وإهانة ما بعدها إهانة أمام العالم أجمع......!!.. هذه واحدة، والأخرى التي أريد أن أذكر بها مرتزقة المرتزق التركي من أبواق الإرهابية ومن على شاكلتهم، هي هزائم العثمانيين المتتالية أم الجيش المصري في عدة حروب، كان آخرها معركة "قونية"، بتاريخ 21 ديسمبر 1832، بين مصر والدولة العثمانية، بقيادة القائد العسكري الفذ إبراهيم باشا، ضد القائد العسكري العثماني رشيد محمد خوجة باشا، وانتهت المعركة بانتصار ساحق للجيش المصري الذي بات قاب قوسين من الآستانة - عاصمة الدولة العثمانية - لولا تدخل الروس لإنقاذ العثمانيين......!!
وهذه رسالة قديمة وحديثة لخونة الأوطان، وعبيد المال، وتجا الأديان بأن الجيش المصرى فى معظم فترات التاريخ، هو الأقوى والأعرق بين جيوش جنوب البحر المتوسط، ومنذ بدايات الحضارة المصرية، وهو يلعب دوراً كبيراً فى الدفاع عن حضارته ضد الغُزاة على مر العصور، كما قدم الفكر العسكرى المصرى أرقى مفاهيم و تقاليد الجندية، و خاض معارك كبيرة ضد جيوش ضخمه لاتُقهر، هاجمت الإمبراطوية المصرية أو جهزت لمهاجمتها.
من هذه الحروب الخالدة، كانت معركة البطل أحمس الأول – مؤسس الأسرة 18 - ضد الهكسوس، فأبادهم عن بكرة أبيهم، ثم معركة "قادش" فى عهد الملك رمسيس الثانى ضد الحيثيين، و معركة "مجيدو" فى عهد تحتمس الثالث، و فى العصور الوسطى، كانت معارك: "حطين" و "عين جالوت" و "المنصورة" و "فتح عكا" و "مرج الصفر" و غيرها من المعارك ضد: المغول والصليبيين، وانتصر فيها جميعاً الجيش المصري نصراً عظيماً، ولا يجب أن ننسى، أنه فى العصر البطلمى كان الجيش المصرى وسيظل بإذن الله تعالي من أقوى جيوش العالم، والأسطول البحرى المصرى، كان وسيظل أيضاً سيد البحر المتوسط من غير منازع، ويكفي الجيش المصري فخراً ما قاله رسولنا الكريم – صل الله عليه وسلم – عنه:
- "إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة"، أما في العصر الحديث - والكلام هنا لإعلاميي "الإرهابية" الذين يُصرون على تزييف الحقائق - فيكفي ما كشفه الإعلام الاسرائيلى على ألسنة قادتهم عن حالة الهلع والتخوف والجبن التى اعترت جنوده، خصوصاُ الاحتياط الذين تم استدعائهم لخوض حرب اكتوبر المجيدة عا 1973.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، عقيد إسرائلي يُدعى أمير رؤوبني - قائد الكتيبة 68 - التي كان يتشكل معظم مقاتليها من قوات الاحتياط التابعة للواء "جولاني" بالمنطقة الشمالية بهضبة الجولان المحتلة، كشف عن حالة السخط التى انتابت قواته ضد قيادتهم بسبب مارأوه من بسالة المقاتل المصرى وشراسته، موضحاً أن"سيناريو الحرب بهذه الضراوة لم يكن متوقعا بالمرة"، وأضاف:
- "تفاجأت في الثانية من ظهر يوم السادس أكتوبر من خلال اتصال لاسلكي يعلن عن بدء قصف الطائرات الحربية المصرية للأهداف الإسرائيلية في سيناء مع مشاهدة للقوات وهي تعبر قناة السويس..حينها صرخ أحد جنودى :لقد جاءوا إلينا وسوف يذبحوننا وبعدها انقطع الاتصال وبدأنا نواجه سيلا عارما لا يمكن وصفه من قوات الدفاع الجوي المصري..هذه شهادة العدو"، وفى شهادة أخرى داخل كتاب بعنوان "حياتى" - لرئيسة وزراء اسرائيل جولدمائير - قالت فيه:
- "لن أكتب عن الحرب - من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي، وسيظل معي باقيًا علي الدوام"، أما موشئ ديان - وزير الدفاع الاسرائيلى - فأكد:
- "إن الحرب قد اظهرت أننا لسنا اقوي من المصريين، وأن هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بأن اسرائيل اقوي من العرب، وأن الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب، هذا المبدأ لم يثبت".. شهادات كثيرة اعترف بها هؤلاء المجرمون تؤكد جميعهاعظمة وبسالة وشجاعة المقاتل المصرى"، ويضيف نابيليون بونابرت:
- "لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم"، وقال نابليون الثالث - بعد حرب المكسيك قبل أن تصل إليه الكتيبة المصرية:
- "لم نحظ بأنتصار واحد، وبعد أن وصلت لم نمن بهزيمة واحدة"، وتابع مارشال فورية - القائد العام للحملة الفرنسية فى المكسيك:
- "إنى لم أر فى حياتى مطلقاً قتالاً نُشب بين سكون عميق، وفى حماسة تضارع حماستهم، فقد كانت أعينهم وحدها هى التى تتكلم، وكانت جرأتهم تذهل العقول، وتحير الألباب حتى لكأنهم ما كانوا جنوداً بل أسوداً"، ويشهد البارون بوالكونت بعدما أذهلته معارك الجيش المصرى فى سوريا 1832 قائلاً:
-"إن المصريين هم خير من رأيت من جنود"، أما المارشال الفرنسى مارمون عندما تولى قيادة الحلفاء فى حرب القرم فيقول:
-"لا ترسلوا لى فرقة تركية، ولكن ارسلوا لى كتيبة مصرية"، ويعترف لورد كتشنر بعد انتصاره فى جنوب إفريقيا:
-"ما أكثر المآزق الحرجة التى وجدت فيها نفسى فى القتال، ولكننى كثيراً ما فكرت وانا بأي مأزق فى شجعانى، المصريين وتمنيت ان يكونوا فى جانبى"، ويوثق الإسرائيلى "يهودا شيجف - رئيس عرفاء وضابط تتبع للمفقودين- شهادته للتاريخ:
-"عندما بدأت الحرب كنت فى إيلات ثم انتقلت إلى منطقة مضايق الجدى و متلا ووسط سيناء ، وبعد 24 ساعة من القتال اتضح لمتخذى القرار أن هناك خسائر فادحة ومعظم الضحايا من الضباط"، ويقول عاموس ملخا "- مساعد إسرائيلى:
- "عندما خرجت من الخندق بعد ظهر يوم الأحد السابع من أكتوبر 1973م وجدت طابور من جثث القتلى فسارعت للدخول وورائى قائد الكتيبة – لفيدوت – وعندما كنت فى جبل جنيفة تم قتل ضابط الإنذار الذى كان يعمل معى وإصابة شولومو بنائى"، وقال العميد نتكا نير - قائد كتيبة إسرائيلية:
- "انتقلت مع قواتى إلى منطقة المزرعة الصينية فوجدت الكثير من الجرحى ويجب إخلائهم ، كان المنظر فى غاية البشاعة وعندما تقدمنا وجدنا أنفسنا فى مواجهة مئات الجنود المصريين الذين دمروا جميع الدبابات فى إحدى الفصائل التابعة لى وأشعلت فيها النيران ، وأذكر أن ملازماً معى تلقى دانة وطار من الدبابة ، وتم إصابة جميع دبابات السرية ، كان الشعور الذى يساورنا مريراً للغاية حيث كنت فى عمق المنطقة ولا توجد إلا دبابتى ، ونفذت الذخيرة ونجحت فى التقهقر والهروب"، وفي اعتراف اخر لموشى ديان - وزير الدفاع الإسرائلي:
- "إن حرب الشرق الأوسط حطمت أسطورة أن الجيش الإسرائيلى لا يمكن مقاومته ، وأن الأرض التى احتلتها إسرائيل عام 1967م تشكل ضماناً لأمنها" ، ويؤكد موشيه يعالون - رقيب احتياط بلواء مظلات إسرائيلى:
- "كانت الصورة التى ترسم أمام عينى أن دولة إسرائيل سوف تُدمر، وكان الوضع سيئ جداً ، وفقدت أصدقاء فى الحرب" ، ويتابع إزحيل باشوت - أحد جنود العمليات الخاصة:
- "امتاز الجندى المصرى بالقدرة الفائقة والأداء العالى الذى مكنه من اقتحام خط بارليف وعبور القناة فى وقت قياسى الأمر الذى أثار الرعب بداخلنا فقد انتابتنا حالة من الذهول بمجرد وصولنا أرض المعركة فقد فوجئنا بأن جميع معدات فرق الكتيبة الجنوبية قد دمرت"، ويخطب الرئيس " محمد أنور السادات - صاحب قرار العبور أمام مجلس الشعب، فيقول:
- "لقد كان الليل طويلاً وثقيلاً ، ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبداً بطلوع الفجر، إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أى مقياس عسكرى ، ويستطيع هذا الوطن أن يطمئن أنه أصبح له درع وسيف، كما إن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب ، وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة، إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب ، واجتياح خط بارليف المنيع ، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات ، وسوف نسلم أعلامنا مرتفعة هامتها ، عزيزة صواريها.
أخبار متعلقة :