لست أعلم إن كان شري قد غلب خيري فدفعني أن أبدأ بكتابة هذه الكلمات كمقدمة ، أم أنها نتيجة طبيعية للمهزلة العالمية أو الانهزام العالمي أمام هذا الفيروس المجهري ، عالم متجبر متعجرف متعنت ظن أنه يختبئ خلف أسلحته المدمرة ، أو ظن أنه بصعوده للمريخ أو القمر سيستطيع أن يطير بعدها لأعلى ليستعمر السماء ، عالم أظهر كل جهله خلف أفكاره الجاهلة المتطرفة وحكايات وروايات عن السماء التي أصبحت كأرض فضاء امتلكوها عن أجدادهم وهم ورثتها والباقين إلى جهنم وبئس المصير ، لا أحد يستطيع أن ينقُد عنواني بأنه عالم ورق .. ورق ، ولو أن الأوراق تختلف ، فهناك أوراق محترمة تحتوي نظريات وأبحاث وأدبيات وفنون وأشعار ، وأوراق صحفية أصبح معظمها لا مكان له سوى القمامة ، وأوراق لا يزال يستخدمها الباعة في الأماكن الفقيرة كقراطيس لوضع تجارتهم بها ، وفي النهاية أوراق تستخدم في أغراض أخرى ، وفي الحقيقة أفكاري الغاضبة على هذا العالم تجعلني وبدون إساءة للأدب وأمام إنهزامة المنكر أمام هذا الفيروس يجعلني أن أنسبه إلى الإخيرة . لقد أثبتت الطبيعة أنها أرفق بنا من أنفسنا وأحن على الإنسان من همجيتنا ، نعم تحاصرنا بشراسة وتهددنا بفيروس مجهول لنعلم أننا وظفنا كل قدراتنا فى الاتجاه الخطأ وأن البشرية التى احترفت «صناعة الموت» لم تسع يوماً لخلق منظومة " حياة آمنة " ، عبر التاريخ خاض البشر حروبا خلفت مئات الآلاف من الضحايا ، ما بين قتلى ومصابين عاشوا ما تبقى من حياتهم يتمنون الموت للخلاص من الآلام الجسدية والنفسية ، التي ألمت بهم ، غير أنهم اليوم يخوضون حربا أشمل وأعمق ، والتي رغم بشاعتها إلا أنها تؤصل لحقيقة وحيدة وهي أن العالم كله في جبهة واحدة ، تقاتل شعوبه جنبا إلى جنب عدوا «آخر» للمرة الأولى ، في الحروب السابقة " الغبية " كنا نتصارع ، حياتي مقابل حياتك.. أنا وأنت عدوان ، أما الآن فأنا وأنت جسد واحد مُنهك يحاول الفرار من قاتل لا يرحم.. قاتل بحجم فيروس لا يرى بالعين المجردة ، لكنه أكثر جنونا من هتلر، وأكثر دموية من القيصر الروسي إيفان الذي كان يتفنن في القتل والتعذيب . الآن لا وقت لخلاف سياسي ولا أيديولوجي أو عرقي، ولا وقت لتصنيف.. فكلنا في الهم " إنسان " ، اليوم يمكنك سماع أكثر الناس تشددا في الشرق وهو يتضرع إلى الله أن يوفق عالما " ملحدا " كي يتمكن من التوصل إلى لقاح يوقف جنون " كورونا"، الذي يحصد الأرواح هنا وهناك . حتما سيتجاوز العالم هذه الكارثة ، لكن لا أحد يعلم متى ، وكم سيخلف وراءه من ضحايا ، وحين ينتهي هذا الكابوس ، سيكون على العالم أن ينظر لنفسه بشكل مختلف ، وأن يتوقف قليلا ليلتقط أنفساه ، ويفكر: لمَ كان ذلك الصراع الذي اختلقناه بيننا؟ وماذا جنينا من وراءه سوى الخراب والدمار؟ وما هو مستقبل التكنولوجيا التي كان من المفترض أنها مُسَخرة لخدمة الإنسان فباتت عبء عليه يكلفه حياته؟ إن المتأمل لكل ما يحدث ، سيدرك أن الإنسان هو العدو الأكبر للإنسان ، وبلغة الأرقام ، فإن حصيلة ضحايا الحروب التي خاضها البشر ضد أنفسهم ، تفوق حصيلة ضحايا المجاعات والكوارث الطبيعية والأمراض والحوادث.. فحسب تقرير أممي، بلغ عدد ضحايا الحروب نحو 750 مليون قتيل ، ما بين وفيات مباشرة في أثناء القتال أو هؤلاء الذين فقدوا حياتهم بسبب الحروب ، وإذا كان العلم قادر على التوصل للقاحات وأمصال وعلاجات لوقف زحف الأمراض والأوبئة ، فهل «الضمير» الإنساني قادر على اكتشاف علاج للقضاء على فيروس «الغباء» الذي يصيب القادة وأصحاب القرار والساسة حول العالم ، الذين لا يكفون عن ممارسة ساديتهم هنا وهناك ، الأيام الماضية، ومنذ توحش فيروس كورونا ، لاحت في الأفق بادرة أمل ، فأحيانا تأتي الكوارث لتحيي فينا ما ظنناه قد مات ، ربما في الأيام الأولى لتوحش الفيروس، سقط قناع «التحضر والمدنية»، الذي يتغنى به العالم - في الغرب خاصة – فسمعنا عن حروب في متاجر كندية حول عبوة مطهر، فيما وجهت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اتهامات لامرأتين نشب بينهما شجار عنيف على ورق التواليت ، وفي أوروبا والولايات المتحدة تكالب الناس على تفريغ أرفف المحال والمتاجر من السلع ، لكن بمرور الأيام ، ظهرت مبادارات الخير والعمل التطوعي، بغرض مساعدة المحتاجين وكبار السن – خصوصا – وسارعت دول عدة لمد يد العون لغيرها ، فيما تتكاتف الجهود بغية الوصول للقاح ينقذ البشرية ، دون النظر لجنس أو لون أو نوع «الإنسان» أو أي اعتبارات أخرى ، وأخيرا، هل سيعي العالم الدرس؟ أم أنه هدوء المخمورين في حانة دخلها شرطي ثم سرعان ما سيعودون للإقتتال بالزجاجات المكسورة حين يرحل !!
مصر في مواجهة كورونا والخونة
*********************
كل دول العالم تقريبا تواجه حرب وباء فيروس كورونا الفتاك ، الا مصر فهي تواجه للاسف حروب قذرة من وباء وغباء ومستغلين وخونة في نفس الوقت ، منذ ان تم الاعلان عن هذا الفيروس في الصين وانتشاره على مستوى العالم ومصر كانت من الدول التي اتخذت الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع انتشار هذا الفيروس داخل الوطن من تعقيم وتطهير ومنح موظفي الدولة الإجازات بالتناوب وإصدار قرارات الحظر ولم تنسى أولادها بالخارج حيث تم تسيير رحلات طيران لاستقدامهم علي نفقة الدولة وصندوق تحيا مصر وقامت القيادة السياسية والحكومة بإصدار التوجيهات وصرف منحة لكل العمالة غير المنتظمة التي تضررت من الحظر بجانب عدة قرارات بنكية واقتصادية في صالح المواطنين ورجال الأعمال للتخفيف من جراء الآثار الاقتصادية السلبية طوال فترة الحظر ، وفي نفس الوقت تواجه مصر غباء القلة من الناس الذين لم يلتزموا بقرارات الحظر بعدم الخروج نهارا إلا للضرورة القصوى ، لكن للأسف كانت هناك بعض المواصلات مكتظة بالمواطنين وهي وسيلة سريعة لانتشار العدوى وتسبب ضياع جهود الدولة في مهب الريح ، أيضاً هناك من تجمعوا ليلا في مظاهرات ولكن كانت اجهزة الداخلية لهم بالمرصاد ، والإرهاب القذر يخطط لعمليات إرهابية ، استغل انشغال الدولة مع هذا الفيروس ، وأراد يقوم بضربات حقيرة ، لكن يقظة الشرطة أفسدت عليه مخططاته ، وهاجمت وكرهم وقضت علي سبعة منهم ، لكن للأسف استشهد المقدم الحوفي وأصيب البعض ، مصر تواجه الحرب القذرة التي يشنها الخونة والمرتزقة من اخوان الشيطان من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات المأجورة من الخارج حيث يحاولون ليل نهار التشكيك في كل الجهود المشكورة التي تقوم بها القيادة السياسية والحكومة في محاربة الفيروس والتي أشادت بها منظمة الصحة العالمية وكافة المختصين الدوليين بهذه الخطوات المصرية في مجابهة هذا المرض اللعين ، ستنتصر مصر بإذن الله في كل هذه الحروب بفضل عناية الله وحفظه وحكمة قيادتها وحب وتماسك شعبها .
تبعات كورونا المؤسفة
****************
من المؤكد أنه سيكون لهذا الفيرس اللعين تبعاته السيئة على كل العالم في كثير من النواحي ، إقتصاديا واجتماعيا ونفسيا ، ولا أعتقد أن العالم سيعود إلى ما كان عليه قبلا ، أو سيحتاج لوقت ليسترد عافيته ، وقد تتغير الكثير من الأمور للأسوأ أو للأفضل ، هذا علمه عند الله ، فالطبيعة البشرية لا أمان لها ، متقلبة ومزاجية بشدة ، أما السياسة فهي الشيطان الجالب للمصائب ، ولهذا لا أستطيع أن أؤكد إلى أي جهة سيميل الميزان ، الخير أم عودة ثانية للشر . نعم سيكون لها تبعاتها المؤسف ، وقد يكون أقربها هو الاحتفال بعيد القيامة المجيد وشهر رمضان المبارك .
عيد القيامة المجيد
**********
كل عام وأنتم بخير شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، كل من فرح بالقيامة في الثاني عشر أو التاسع عشر من شهر أبريل ، تختلف التوقيتات لكن القيامة لا تتجزأ . لا شك أن عيد القيامة أتى علينا هذا العام بصورة أخرى مخالفة عن كل عام . صورة تسببت فيها كورونا بغلق الكنائس والاجتماعات والاحتفالات ، صورة لم يتوقعها المسيحيون أبدا ، لكنها حدثت ، بالتأكيد الجميع شعر بالحزن على هذه الأحداث التي أضاعت عليهم ما ينتظرونه من العام للعام ، لكن نقول إن ما يحدث يحدث للخير ، فغلق الكنائس بالرغم من صعوبته لكنه من أجل الجميع ، من أجل محاصرة هذا الفيروس السريع الانتشار ويخرج العالم من هذا الكابوس وحتما وبإذن الله ، ستعود الكنائس وتعود الصلوات . لكن هذا لا يمنع أن أقول أطيب التهاني بمناسبة عيد القيامة المجيد .. تهنئة نكررها كل عام بهذه المناسبة العظيمة ، لكن هي في الحقيقة ليست مجرد مناسبة تمر مرور الكرام ، المتأمل فيها سيعلم أنها " حياة " بكل ما ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، حياة هنا على الأرض ، وحياة أبدية في الآخرة ، بها نعيش على الرجاء في الأرض ، وبها تكون الأبدية السعيدة والرائعة . المسيحيون هذه هي عقيدتهم ، وبها يعيشون الرجاء وينتظرون الأبدية . فلو تتبعنا حياة السيد المسيح منذ ولادته وحتى الصليب نؤمن تماما برسالته التي انقذت البشرية من الموت الأبدي ، كل خطوة بل كل لمحة في حياة السيد المسيح له المجد القصيرة على الأرض ، تقول أنه جاء ليبذُر غلته الصالحة على الأرض ثم يصعد بكامل إرادته إلى الصليب ليفتح باب الفردوس أمام كل من يؤمن به . عيد القيامة المجيد هو حكاية رائعة تبدأ بولادة الطفل الصغير في المذود وتسير بنا إلى الصبي الذي كان يحاج الكهنة والفريسيين في الهيكل وهو لا يزال صبياً ، وتمضي في هدوء إلى بداية الرسالة ولعل أجمل ما قيل عن السيد المسيح أنه " كان يجول يصنع خيراً " .
شهر رمضان المبارك
*************
كم يحزنني أن أتخيل وأنا هنا شكل مصر هذا العام بدون الاحتفال بشهر رمضان المبارك ، التي ينتظرها الجميع أيضا من العام للعام ، دائما أقول أن الاحتفال بشهر رمضان في مصر يختلف عن أي مكان آخر في العالم ، نعم تأثير كورونا فاق كل التوقعات ، وللأسف أفسد أجمل اللحظات التي كان من الممكن أن نعيشها خلال مدة انتشاره ، للأسف لقد أفسد هذا الفيروس " النكد " كما قلت الاحتفال بعيد القيامة المجيد ، وها هو يفسد الاحتفالات خلال شهر رمضان ، فمنع الصائمين من صلاة التراويح ومنع التجمعات في موائد الرحمن وغيرها ومن المتوقع أن تمنع أية خيام رمضانية أو حفلات فنية وثقافية كان الجميع يستمتع بها ، كذلك المتوقع أن تختفي اللقاءات العائلية والعزومات والتجمعات المنزلية ، فالجميع خائف من الجميع ، والحذر سيد الموقف ، وحتى لو انتهت هذه الأزمة وفك كرب الناس ، سيظل التوجس من الإصابة بالأمراض حاضرا في الأذهان جاعلا الجميع يفكر في أن يفعل الحد الأدنى من الأفعال الضرورية ، وأغلب الظن أن رمضان الذي عهدناه سيغيب هذا العام ، ومن المرجح أن نعيش رمضان مختلف ، أقرب ما يكون لرمضان منذ 50 عاما قبل انتشار الكهرباء والأجهزة والتكنولوجيا الحديثة . نتعشم أن يفارقنا هذا الكابوس وأن يكون العام القادم أكثر بهجة ، وأكثر تعويضا لما افتقدناه هذا العام في كل احتفالاتنا .
كلمـــــــــــات
****************
- لو تفشى فيروس يصيب بالمحبة لبحث بعض البشرعن علاج منه !!!!
الذين يحلقون فوق السحاب يتساقطون مع الأمطار . _!!!!
!!!!_ الشعوب المتخلفة هي التي اعتنقت مبدأ اللامبالاة .
!!!! _ اللاهث خلف الشهرة يفقد الكثيرين في الطريق وقبل ان يصل إليها يكون قد فقد نفسه .
الشوارع الحزينة في المناسبات والاحتفالات
.
إدوارد فيلبس جرجس
**********************
أخبار متعلقة :