لاشك ان القادم اصعب .. مع كل هذه الانجازات في مشاريع البنية التحتية بمصر والتفوق في مجال التسليح العسكري و محاولة التغلب علي ازماتنا الاقتصادية بشكل او بـآخر .. كان لابد من ان تكون زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه المرة عنوانها حل ازمة المياة وسد النهضه وعدم المساس بنصيب مصر السنوي من مياة النيل .. والدعوة الي السلام كنوع من المبادرة بايقاف عملية بناء سد النهضه لكن بشكل دبلوماسي واسلوب سياسي دولي من خلال خطابة الذي القاه في الامم المتحدة يوم 20 من الشهر الجاري ..
فاذا لم يكن هناك تفاوضا علي مائدة الحوار بين مصر واثيوبيا كدولتين عريقتين مشتركتين في مصلحة واحده فإن كل انجاز سعي اليه الرئيس المصري سيذهب في مهب الريح .
هنا يجب التعامل مع سد النهضة على أنه واقع يجب التعايش معه. فيجب التفكير في اتجاهين: الاتجاه الأول هو المشاركة في إدارة وتشغيل السد مع أثيوبيا والسودان ووضع عدة سيناريوهات لتشغيل السد بما يضمن المحافظة على حقوق مصر التاريخية في حصتها من المياه. على أن يكون التعامل مع ملف سد النهضة بمفهوم علمي وتطبيقي للإدارة المتكاملة للموارد المائية بين مصر والسودان وإثيوبيا بما يحقق التنمية المستدامة في الدول الثلاث.
الاتجاه الثاني هو التعامل مع التأثيرات الناتجة عن إنشاء السد على قطاعي المياه والطاقة في جمهورية مصر العربية في القطاعات المستخدمة للمياه. أهمها القطاع الزراعي. فمن المعروف أن هذا القطاع هو المستهلك الأكبر للمياه في مصر بنسبة تصل إلي 85% من مياه النيل، لذا فإن أي ترشيد أو توفير في هذا القطاع سيكون له جدوي كبيرة على الموارد المائية في مصر. هنا يجب العمل على تخطيط وادارة المياه في هذا القطاع بكل دقة وبحيث لا يؤثر على إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية التي تحتاجها مصر ولا يؤدي إلى أي زيادة في أسعار هذه المحاصيل، وذلك عن طريق إيجاد وسائل مبتكرة من شأنها تعظيم إنتاجية وحدة المياه المستخدمة في الري مثل: زراعة القمح مرتين في السنة وذلك عن طريق معالجة بذور القمح، قبل الزراعة بالتبريد لمدد زمنية مختلفة، تترتب عليها زراعة القمح فى مواعيد عديدة، ومن ثم اختصار مدة بقاء المحصول فى التربة إلى النصف تقريبًا، ما يعطى فرصة لزيادة الرقعة المزروعة بالقمح خلال موسم الزراعة الواحد، ومن ثم زيادة الإنتاج وسد جزء من الفجوة الغذائية، أو الوصول للاكتفاء الذاتى من محصول القمح .
ولاشك ان القادم اسوأ اذا لم يتم حل أزمة المياة في مصر من خلال هذان الاتجاهان فمفتاح سيطرة الغرب علي مصر سيتم عن طريق سلب روح المصريين الا وهي المياة ,, والحياة لن تنتظم في اي بقعة علي الارض الا بوجود مياة وفي مصر بالذات حيث ان نهر النيل كان منبع لحضارة مصر الفرعونية وسلب حق مصر في المياة مستقبليا قد يخلق صراعات دولية وحروب اهليه وسعي الي تقسيم مصر الي دويلات كما كانت تخطط امريكا لخلق واعادة تشكيل خريطة استعمارية جديدة .. اي شرق اوسط جديد .. ورغم انتقادي وتحفظي علي بعض الاشياء والنقاط في سياسة الرئيس الاقتصادية وتقليل نصيب الفرد من اساسيات حياته بعد رفع الدعم عن كثير من السلع الضرورية .. الا انه بعقلة المخابراتي مدرك تماما وقاريء جيد لخطوات امريكا في المستقبل للفوز بمصر كهدية وجائزة كبري مقدمة من الشعوب العربيه الي اسرائيل
أخبار متعلقة :