بوابة صوت بلادى بأمريكا

المنتجب علي سلامي يكتب : الأديب الإنسان الجريء المبدع الكبير : ((محمد الماغوط))

 
 
أعمالك الخالدة في حياتك ودار شقائك وغربتك على مدى عقود تشهد لك مُعلنةً بأعلى صوتها بأنّك لم تخن وطنك أيّها الكاتب الشّاعر الإنسان المُحمّد.....
أيُعقَلُ أن يخون الابن البارّ أمّه؟!
أيُعقَلُ أن يكون المُحمّد غير مُحمَّد؟!
فالذي شنّ قلمه حرباً على الظّلم من أجل الحقّ لن يكون ظالماً.....
ومن دافع عن رغيف  البؤساء والفقراء لن يكون خائناً....
والوطن كان قبلتك التي يتجه إليها أدبك المؤمن بالحقّ والعدل، وكنت تصلّي بأعمالك من أجل الإنسان فيه....
 لقد كنت صادقاً وفيّاً لترابه المبارك وحاراته الشّعبيّة وقراه الجميلة....
 وفيّاًلأهله الطّيبين البسطاء ولعلمهم المقاوم وبيوتهم المتواضعة الكريمة الأصيلة وخبزهم المعجون بالتّعب والدّموع وعرقهم المكافح الشّريف ودمائهم الطّاهرة المجاهدة......
كنت مخلصاً لوطنك الذي لوّنته بإنسانيّتك المخلصة التي ماخانتك ،و كان هذا الوطن المُرصّع بجمال ذلك اللون  أسير نتاجك المُتدفّق الكريم، فما غاب عن قلبك وفكرك وضميرك ولسانك وصبرك وكلماتك لحظة واحدة.....
كنت عاشقاً لسوريّتك الحبيبة في السرّ وفي العلن، وقبّلت يدها المرتجفة الدافئة وجبهتها المنيرة الشّامخة في كلّ كلمة كتبها فؤادك ووقّع عليها ضميرك الذي أصابه الأرق الدّائم......
كنت تبكي وتذرف دموعك المقهورة وهي تضمّك إلى صدرها الذي أثخنته الجراح حبّاً وحناناً وتعلّقاً في كلّ عمل أبدعَته أفكارك ومشاعرك ومواقفك..... 
كنت وفيّاً لمعشوقتك سوريّة التي نامت في حضن قلبك الطّيّب أكثر ممّن يدّعون أنّهم أوفياءُ لها وينامون في أحضان غيرها.....
الكاذب في الحبّ هو ذلك المتملّق الذي يدّعيه جهراً ليغطّيَ عكسه سرّاً، وهو ذلك المُتصنّع وطنيّةً في حلبات التنظير والمفاخرة والمتاجرة والذي يغطّي رأسه بأفكار النّفاق كالنّعامة ويظنّ نفسه أنّه تشاطر و اختبأ ولن تلقي القبض عليه عقول الصّادقين.....
فالطّفل الذي يقول لأمّه ببراءته وهو يحاول النّوم على حضنها مرّات كثيرة : لاأحبّك.... هو أصدق في التّعبير عن حقيقة عشقه لأمّه ،ذلك العشق الدافئ الذي يصبح عبادة لهذه المقدّسة أمّه مدى حياته ....
كرامتك أيّها العظيم كانت دائماً متضخّمة وحينما رجوت ذلك الطبيب يوماً أن يستأصلها لترتاح من عناء حملها كنت تعترف للعالم كلّه بأنّك إنسان لاتعرف أن تمشي إلّا على طريق الأمانة والصّراحة ......
كرامتك المتورّمة التي أتعبتك هي اعتراف لسوريّتك الحبيبة الغالية بأنّ الصّادق الشّهم مثلك لم يخنها ولم يحاول ذلك.....
من قلبي ومن قلوب الطّيبين الشّرفاء الذين يدافعون عن لقمة عيشهم وعن كرامتهم التي أوجعتهم ومازالت ، وهم يعشقون البساطة الإنسانيّة كعشقهم لوطنهم الإنسان.....نقول:
- لك تحايا المحبّة والاحترام والإعجاب أيّها الإنسان الحيّ في ضمائرنا وعقولنا وأفئدتنا وذاكرتنا وأحلامنا وعيوننا.... 
والسّلام السّلام لروحك الطّاهرة....   
 
 
 

أخبار متعلقة :