بوابة صوت بلادى بأمريكا

لا مواجهة مباشرة بين طهران وواشنطن.. 3 أهداف سعت إيران لتحقيقها من استهداف قواعد أمريكية للعراق.. وخبراء: ترامب خرج منتصرا والإيرانون لن يصعدوا أكثر من ذلك.. والنظام الإيرانى خسر الاتحاد الأوروبى

كل المؤشرات تؤكد أن إيران والولايات المتحدة الأمريكية لا يسعيان إلى مواجهة مباشرة وحرب شاملة بين البلدين، فبعد الضربة العسكرية الأخيرة التى وجهها الحرس الثورى الإيرانى ضد قواعد أمريكية فى العراق، أكدت أنها لا تسعى للحرب، فيما أعلن ترامب أن كل شئ على ما يرام، حيث تسعى واشنطن لاستئناف العقوبات ضد طهران، والابتعاد عن أى تصعيد عسكرى، فى الوقت الذى كشف فيه خبراء أهداف إيران من الضربة العسكرية الأخيرة.

فى هذا السياق أكد أحمد العنانى، الباحث فى الشؤون الإيرانية، أن الأمور بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية أصبحتفى طريقها لتهدئة حيث إن ايران حافظت على ماء وجهها من خلال ضربة عسكرية نفذها الحرس الثورى الإيرانى ضد قواعد أمريكية بالعراق ولكن لم تكون مؤثرة، كما أنها ضربة شكلية فقط لحفظ ماء، الوجه أمام الشعب الإيرانى والأحزاب الموالية لها فى العراق فى الداخل بالعاصمة العراقية بغداد

وقال الباحث فى الشؤون الإيرانية لـ"اليوم السابع"، إنه فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية فبالنسبة لها أن استهداف إيران لقاعدة عين الأسد فى الأنبار وقاعدة حرير فى أربيل لن تتعدى الخطوط الحمراء طالما لم تسيل دماء الجنود الأمريكان عليها ولم تكن هناك خسارة فادحة فى الأرواح أو الممتلكات.

وتابع أحمد العنانى: بعد الضربة العسكرية الإيرانية لقواعد أمريكية فى العراق فقد كسب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بينما خسر خامنئ والحرس الثورى الإيرانى لأن مكسب ترامب يكمن فى تحقيق أهداف والحفاظ على أمن أمريكا فى المنطقة عكس إيران التى خسرت هيبتها وخسرت الاتحاد الأوروبى جراء سقوط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ.

فيما أكد النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن المشهد الإيرانى الأمريكى لن يتصاعد أكثر من ذلك بعد استهداف الحرس الثورى الإيرانى قاعدة للقوات الأمريكية فى العراق، مشيرا إلى أن كلا الجانبين  - أى الولايات المتحدة الأمريكية وإيران - أكدا أكثر من مرة على لسان عدد من المسؤولين بأنه لا نية لديهم للدخول فى حرب شاملة ولكن هذا لا يمنع أن الفترة المقبلة سنشهد ضربات من هذا النوع من كلا الجانبين.

 وقال أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، لـ"اليوم السابع"، إنه خلال تلك الفترة لن تزداد طبيعة الصراع بين الجانبين وسيتم توقف التصعيد عند هذا الحد ولن يتطور خاصة أن الجانب الأمريكى أكد أن كل الأمور على ما يرام ولم يشهد خسائر والجانب الإيرانى قال إن هذه طريقته فى الرد وأنه لا يريد حربا وبالتالى .

ولفت النائب طارق الخولى، إلى أن هناك كثير من المراقبين يؤكدون ان هناك اتفاق ضمنى بين إيران وأمريكا يعطى للطرفين تحقيق بعض المصالح السياسية .

بدوره أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الضربة التى وجهتها إيران ضد قاعدة للقوات الأمريكية فى العراق هى ضربة رمزية معنوية أكثر منها ضربة عسكرية وبالتالى لابد من الانتباه إلى طبيعة الضربة والأهداف التى تبتغيها إيران من هذه الضربة، مشيرا إلى أن هناك 3 أسباب جوهرية فى اتخاذ النظام الإيرانى قرار توجيه ضربة نحو قاعدة عين الأسد فى العراق.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إنه بالنسبة لإيران لها أهدف من تلك الضربة أولا محاولة كسب قطاعات من الرأى العام العربى والإسلامى بالنسبة لإيران ، والثانية التأكيد على قدرة إيران على الردع والرد وأن لديها وسائل للرد على الإدارة الأمريكية، والهدف الثالث أنه ليس من مصلحة إيران فى الوقت الراهن الدخول فى مواجهة مفتوحة أمام الجانب الأمريكى .

وتابع الدكتور طارق فهمى، أنه يجب الانتباه إلى أمرين الأول هو أن إيران هى من ردت وليس الأطراف الوكيلة فليس الحوثيين أو الحشد الشعبى أو حزب الله ولكن من رد هى الدولة الإيرانية والحشد الشعبى ، فهذه الرسالة معنوية رمزية مهمة لكى تقول إيران أنها هى من ردت وليس أطرافها الوكيلة .

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن هناك اتفاق داخل إيران على عدم التصعيد والانتباه إلى ملفات أخرى الأكثر حيوية وبالتالى قنوات التعامل غير الرسمية والسرية تعمل فى هذا التوقيت للتأكيد على ان إيران لا تريد الرد .

 وأوضح الدكتور طارق فهمى، أنه على الجانب الأخر الولايات المتحدة الأمريكية تريد امتصاص الضربة وتصريحات وتغريدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تؤكد على هذا الأمر وأنه لم يحدث شئ وأن كل الأمور على ما يرام وبالتالى الجانب الأمريكى سيقوم بتهدئة الأمر ولن يتجه إلى التصعيد.

 

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع