المسافة بين الخيانة والمعارضة واسعة جدا، الخلاف حول السياسات هو أمر جائز فى أى نظام ديمقراطى، وكثيرا مايصب النقد الموضوعى والبناء فى صالح الوطن، أما الخيانة فهى فى أبسط تعريفاتها الإنحياز والتبرير والتسويغ لما يحمل ضررا بمصالح الوطن، وفى أحيان كثيرة يختبئ الخائن فى صفوف المعارضين لكن فى لحظات الحق التى لا يجوز فيها إلا الانحياز للوطن يصنف المحايد بأنه خائن فما بالك بمن إختار كفة من يهدد مصالح الوطن؟.
ماسبق هو تبسيط مخل لما فعله الإخوان عبر منابرهم الإعلامية، خلال الأيام القليلة الماضية التى تصاعدت خلالها الأحداث فى ساحة المتوسط انتهىت بإرسال تركيا قوات عسكرية إلى ليبيا، لم يختار الإخوان الحياد أو حتى تناول الأمر على استحياء بزعم أن موقفهم حرج بين تركيا التى هى ملاذهم الأمن، ومصر التى يفترض أنها وطنهم ، لكنهم اختاروا وببجاحة منقطعة النظير أن يقفوا فى صف أردوغان ضد المصالح المصرية ، فيما يلى محاولة لاستعراض كيف خانت الشاشات الإخوانية مصر ومصالحها.
حمزة زوبع
كان حمزة زوبع هو الأكثر فجاجة وأيضا وضوحا بين مذيعى الإخوان، حيث خصص تقريبا الأسبوع الأخير من برنامجه الذى يظهر فيه وحيدا لدعم قرارات تركيا سواء بالاعتداء على الحقوق المصرية فى غاز شرق المتوسط ،أو بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، كان واضحا حين قال أن اردوغان تدخل لوقف الهجوم على الإسلام السياسى، ووصف هذا الأمر بالهدف الاستراتيجى، وأن الهدف الاستراتيجى الأخر كان الاستيلاء على غاز البحر المتوسط، لكنه كما حاول هو أن يبرره ويسوغه أعتبر أن هذه الأهداف هى عملية إحياء للأمة.
زوبع امتدح أردوغان عدة مرات، خلال الفترة الماضية وقال إنه رفع شعار :" البحر اللى مشربش منه اعكره وفيها لاخفيها "، وأن تركيا نزلت إلى الملعب رسميا وأن من يعترض عليه أن يلاقى تركيا، كل هذا المديح جعله يسأل نفسه سؤالا على لسان المشاهد: "هتقولى انت مع تركيا؟" فاجاب متلعثما: "انا مش مع تركيا ..انا مع اللى يجيب أجوال وأردوغان جاب 3 أجوال".
لم يفت زوبع أن يزعم أن الحدود البحرية واقعة تحت سيطرة حكومة السراج، وأن كل الأموال ستنفق لمواجهة أردوغان فى ليبيا ودعم الجيش الوطنى هناك لن تجدى شيئا.
عبد الله الشريف
هلل عبد الله الشريف عبر حلقاته التى يقدمها عبر اليوتيوب لأردوغان وتحركاته فى شرق المتوسط، وشرح تفاصيل الوضع فى ليبيا من وجهة نظر تنحاز تماما لأردوغان وللحكومة الإخوانية، واعتبر أن الاتفاقية التى وقعها السراج مع أردوغان هى تأكيد على أن تركيا نزلت الملعب رسميا، وأنها غيرت موازين القوى وقلبت الخريطة، وتعامل وكأنه من مشجعى الدرجة الثالثة وصرخ قائلا :"الله عليكى ياتركيا يامنيماهم من المغرب".
معتز مطر
البحث عما قاله المذيع الاخوانى معتز مطر على قناة الشرق دعما لتحركات أردوغان عبر اليوتيوب يظهر 10 مقاطع فى أقل من إسبوعين بعضها تصل فيه وصلات المديح إلى أكثر من نصف ساعة، كان يعقد خلالها مقارنات غريبة بين القدرات التركية وقدرات العرب مجتمعين، وينتهى إلى مدح الأتراك وأردوغان، وأظهر خرائط تدعم وجهة النظر التركية فى الحصول على غاز المتوسط وتهدر حقوق مصر.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع