بوابة صوت بلادى بأمريكا

أردوغان فى مرمى عقوبات ترامب بسبب عدوانه ضد سوريا.. هزيمة جديدة للرئيس التركى.. وغموض حول مصير زيارته لواشنطن.. الكونجرس يقلم أظافر المحتل العثمانى ..والإعلام يلقنه درسا جديدا.. ودول الناتو ترفض عضوية الغزاة

كل يوم يخسر الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، على المستوى الدبلوماسى والدولى، رغم أنه قد يكون على مستوى الأرض والوضع العسكرى الضيق في سوريا حقق مكاسب لا تزيد عن عدة كيلو مترات فى الشريط الحدودى.

ولكن لماذا هرولة أردوغان وجيشه إلى كسب كل هذا العداء، الذى وصل إلى أن أصبح فى مرمى العقوبات الأمريكية من جانب، وأصبح عدوا لأغلب دول الناتو من جانب آخر حتى أن غالبية الألمان يعتقدون أن تركيا ينبغى أن تطرد من حلف الناتو بسبب عدوانها ضد سوريا.

وبات رصيد أردوغان سلبى لدى المنظمات الدولية، والدوائر الدبلوماسية، وأخرها إعلان مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون عقوبات وبالإجماع، تشمل مسئولين لهم علاقة بـالعدوان، وهو المشروع الذى يطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض عقوبات وقيود أخرى على تركيا والمسؤولين الأتراك .

ومن بين المسؤولين الذين تشملهم العقوبات التي تبناها مجلس النواب، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، كذلك تحظر العقوبات أيضا بيع أي تكنولوجيا يمكن أن يستعملها الجيش التركي شمالي سوريا، وتشمل بنك خلق الحكومي وأي مؤسسات مالية تركية أخرى لها علاقة بالاجتياح التركي.

بجانب هذا، حدث لأول مرة قرار الاعتراف بمذابح الأرمن التي يعود تاريخها إلى عام 1915، بما يسمى "الإبادة الجماعية للأرمن"، ولأول مرة تنجح الجهات الأمريكية فى تمرير القرار الذى أجهضته الدبلوماسية الأمريكية على مدى السنوات الماضية وأخمدته كلما تقدم به أى من المسئولين أو النواب، إلا أن العدوان على سوريا ساعد على تعرية وكشف المحتل التركى.

الأمر لن يقف عند حدود مجلس النواب الأمريكي فقط، فهناك أيضا مجلس الشيوخ الذي يعد حزمة من مشروعات القوانين ، تفرض ليس عقوبات فقط على تركيا ، بل أنها قد تشل تركيا في كثيرا من التحركات الدولية، وقد تصل إلى حد تقليم أظافر أردوغان ، منها ما يؤكده ميتش اكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، بجانب مشروع قانون السيناتور ليندسي جراهام، والذى يتضمن فرض عقوبات على مسؤولين أتراك كبار، بينهم الرئيس أردوغان، بالإضافة إلى بنوك تركية رئيسة تدعم الجيش.

وسيستلزم هذا أن تمضي الخزانة الأمريكية قدماً في فرض إجراءات متأخرة ضد تركيا في إطار قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات .

عناصر الجيش التركى في سوريا
 

ويطالب مشروع قانون مقدم من الحزبين، طرحه السيناتور جيم ريش والسيناتور بوب مينينديز، إدارة ترامب بفرض قيود على مبيعات الأسلحة لتركيا، وفرض عقوبات على مسؤولين أتراك كبار، وعلى أي طرف يزود القوات التركية في سوريا بالأسلحة، فضلاً عن معارضة منح تركيا أي قروض من المؤسسات المالية العالمية.

 ومع اقتراب زيارة أردوغان إلى واشنطن، المقرر لها 13 نوفمبر، هناك عدة عقوبات ستكون في الطريق لا يمكن أن يغفلها ترامب ، وستجعل زيارة أردوغان لواشنطن أكثر توتراً حتى مما كان متوقعاً من قبل ، وخاصة أن وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين، لوح بأن إدارة دونالد ترامب تحتفظ بقائمة عقوبات خاصة بتركيا لاستخدامها فى حالة الضرورة.

لم تخف انقرة غضبها الشديد من القرارين الذين اتخذهما مجلس النواب الأمريكي ضدها، وتصاعدت التصريحات وبيانات الاستنكار على اعلى المستويات، وانتقد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون القرارين الامريكيين، وقال ، إن هذا يتعارض بشكل مباشر مع روح التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

فما هي التداعيات المحتملة التي قد تؤثر سلباً على العدوان التركى في سوريا ؟

بنك خلق 
 

عودة الاتهامات الموجهة ضد بنك خلق التركي المملوك للدولة بالإسهام في مخطط للالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران من جديد.

 وقد تحددت جلسة استماع في الخامس من نوفمبر بشأن اتهام البنك بالمساعدة في مخطط غسل الأموال المحصلة من إيرادات بيع النفط مقابل الذهب للتحايل على العقوبات المفروضة على إيران.

وقد يواجه ثاني أكبر بنك مملوك للدولة في تركيا غرامات كبيرة، وهو ما قد يأخذ العلاقات التركية الأمريكية إلى مستوى جديد من التراجع ويُحدث هزة في الاقتصاد.

وقد يُثير اتهام بنك خلق مزيداً من التساؤلات بشأن دور رودي جولياني، محامي ترامب، وطبيعة العلاقة بين الرجل، الذي كان يعمل في السابق لصالح تركيا ضمن جماعات الضغط التي توظفها أنقرة للدفاع عنها مقابل المال – والرئيس الأمريكي وأردوغان.

الاعتراف بكوباني

أحد النتائج الأخرى للعملية هو أن القائد العسكري الكردي ""، حصل على اعتراف دولي من العالم، وهو من المطلوبين لتركيا بتهم إرهاب بسبب محاربته قوات الأمن التركية في صفوف الجماعات الكردية خلال تسعينيات القرن الماضي.

وتلقى كوباني بالفعل دعوة لزيارة واشنطن من ترامب نفسه، وطلب الكونغرس من وزارة الخارجية الإسراع بإصدار تأشيرة له.

مظلوم كوبانى 

هزيمة على المستوى الإعلامي

ولم يخسر أردوغان على المستوى الدبلوماسي والدولى فقط، بل أنه خسر أيضا على المستوى الإعلامي، ومستوى العلاقات العامة، وأصبح انتقاد الإعلام سواء في الدول العربية جميعا ما عدا قطر والغرب بمختلف توجهاته لا ينفك إلا أن يكيل وينطق بأشد عبارات الاستهجان والانتقاد للعدوان التركى وأسلوب أردوغان ووحشيته فى التعامل مع الشعب السورى واستهداف المدنيين ، وقد صارت صورة أردوغان مصدر ومحل استهجان الإعلام الغربى والعالم الحر.

 

الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي بواشنطن، قال إن "هناك خلافات حادة بين تركيا وأمريكا، في العديد من القضايا السياسية الداخلية والخارجية"، وأضاف أن "العلاقات بين أنقرة وواشنطن توترت بعد أن اتهمت بعض الأطراف في تركيا أوروبا وأمريكا بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الأخيرة، بالإضافة إلى شراء أنقرة صواريخ إس 400 من روسيا، والحديث عن شراء طائرات أيضا".

وتابع: "كل هذه القضايا، وسعت الهوة بين الإدارة الأمريكية عامة، وخاصة الكونجرس، وبعض المؤسسات الأمريكية الأخرى، لكن الأتراك يعتمدون على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

مستقبل العلاقات

وأضاف "هناك بعض الأوساط داخل الكونجرس يطالبون بإخراج تركيا من حلف الناتو، وقد يكون من الصعب أن يتخذ أحد قرار بإخراج دولة عضو من الناتو، ما لم يكن هناك تعديل للميثاق الخاص بحلف شمال الأطلسي، لكن في النهاية الأزمة قائمة، وسنشهد تصعيدا كبيرا وتوترا في المستقبل".

ونقلت وكالة سبوتنك الروسية عن، جواد كوك محلل سياسي تركي : "أزمة عدم الثقة بين أمريكا وتركيا قائمة، والعلاقة بين البلدين في أسوأ حالتها، الدول الأوروبية وأوروبا غير راضين عن أداء تركيا بخصوص الأكراد".

حلف الناتو والتنديد التركي

وبشأن الشراكة في حلف الناتو، أضاف: "قد يكون هناك بعض العقوبات داخل حلف الشمال الأطلسي الناتو، وهناك بعض الدول الأوروبية ترفض بيع السلاح، ومثل هذه العقوبات موجودة، ويمكنها أن تكون مؤثرة، في المدى المتوسط والبعيد".

أحد اجتماعات الناتو.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع