لم تعد القضية الجنوبية مجرد مطالبات يرفعها بعض أبناء الجنوب لإدارة مواردهم، بل تحولت بعد 2015 وظهور المقاومة الجنوبية وبعدها المجلس الإنتقالي الجنوبي إلى إرادة حقيقة لإستعادة دولة اليمن الشعبية الديمقراطية بحدودها وهويتها القديمة قبل الوحدة، وفك الإرتباط بشكل رسمي مع اليمن، وتحولت بعد نزف دماء الجنوبيين على أرضهم ضد الحوثي وإمتلاكهم لها عسكريًا لقضية دولية تبحث عن إعتراف العالم الحر بها.
ولذلك حاورت "الفجر" عبد السلام السقلدي مسئول المجلس الإنتقالي في الولايات المتحدة عن علاقة المجلس بواشنطن وتماس المواقف لا سيما في قضية الإرهاب، وهل الإدارة الأمريكية جاهزة للإعتراف بالدولة الجنوبية حال قيامها، وإلى نص الحوار:
هل الجنوب الإشتراكي ودولة اليمن الشعبية الديمقراطية ذهبت إلى غير رجعة؟
الأن يوجد شكل آخر وجديد للجنوب، فيه مزيد من الديمقراطية نطمح أن تكون دولة الجنوب ذات طابع فيدرالي وتهتم كل محافظة بتنمية مواردها وتنمية المجتمع المحلي وتنمية الثقافة، وطريق الإشتراكية أصبح من الماضي فالإشتراكية ، وليست لدينا نوايا لإستعادة النظام السابق فعندما نتحدث عن الدولة الجنوبية لا نتحدث عن النظام النهج الذي يبنى على الإشتراكية الشيوعية.
هل الجنوب لم يتخلص من المناطقية والنخبوية بعد؟
الجنوب كان تخلص من فكرة المناطقية والقبلية وللأسف الشديد عادت تلك الأفكار التي لا تحمل منهج العصر ولا فكر المجلس الإنتقالي ولا حتى فكر النخب المثقفة الجنوبية، وما يمكن أن نطلق عليه مناطقية ونخبوية حاولت أن يزرعها نظام علي عبد الله صالح ونظام الشمال على أساس الشمال كان نظام قبلي عسكري ومناطقي، ولكن في الججنوب حتى قبل الدولة السلطنات والمشايخ كانت دول مصغرة حيث كان السلطان الرأس السياسي للدولة وكانت توجد سجون ومحاكم، وإدارة مالية ومدارس على عكس المشايخ وشيوخ القبائل في الشمال الذين كانوا يحكمون من الديوان، ولذلك قام نظام علي عبد الله صالح بزراعة المناطقية ليقلل تماسك الجنوب ويفككه ويكون خاضع لنظام الشمال.
كيف ينظر المجتمع الدولي للقضية الجنوبية؟
اليمن واقع تحت الفصل السابع الذي يتولاه مجلس الأمن الدولي، ولذلك فإن الاعتراف بدولة الجنوب منفردة وبعيدا عن الجهود الدولية غير وارد حاليا، حاليا نحن نطالب به ولكن استقلال الجنوب بشكل مباشر لا يقبله ويمثل ضرر عليه، ولكن هناك تحول كبير من المجتمع الدولي نجاة القضية الجنوبية، وأصبح يتحدث عن إعادة النظر تجاه القضية الجنوبية وتحدث جريفيث أمام مجلس الأمن عن وجوب دعم المفاوضات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، نائب وزير الدفاع الأمريكي تحدث مع نظيره السعودي خالد بن سلمان عن وجوب التفاوض بين المجلس الانتقالي وحكومة هادي.
ما رأي الأمم المتحدة في استعادة دولة الجنوب؟
الأمم المتحدة تنظر للقضية الجنوبية على أنها يجب أن يصل إليها حل سلمي في القضية اليمنية ككل،وبدون حل للقضية الجنوبية لن يكون هناك حل للقضية اليمنية والاقليم بشكل عام.
هل تغير شكل الجنوب من 1994 إلى الآن؟
بشكل كبير حيث حدثت عملية التدمير الحقيقي للجنوب، حيث دمر ثقافيا وطمست هويته ودمرت مؤسساته وقام الشماليين بنهب ثروته.
هل الجنوبيين يريدون الإنفصال عن اليمن؟
الجنوب العربي كان دولة له تأثير تمثيل في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، فنحن لا نطالب بالانفصال ولكن بعودة دولة الجنوب، ودخلت في وحدة طوعية مع الشمال كخطوة للوحدة العربية والأخذ باحسن النظامين، وجد بعد سنة ونصف من الوحدة أن الشماليين يريدون مقررات الدولة والمجتمع وثرواتها والأرض، ولكن الوحدة انتهت عام ١٩٩٤.
لماذا لم يأخذ الجنوبيين حقهم في الدعم الدولي بالتفاوض مثل الحوثيين؟
هذا كان في الماضي ولكن المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون طرفا أساسيا في أي مفاوضات قادمة، وسيكون لنا كلمتنا وثقلنا وتواجدنا
لماذا تحول الحوثيين من متمردين إلى فصيل له حقوق في نظر المجتمع الدولي؟
ضعف حكومة الشرعية هي ما سبب تلك النتيجة، ولكن لا يزال المجتمع الدولي يؤمن بأن الحوثيين أداة من أدوات إيران، ولكن أيضا بالنسبة لهم هي قوة موجودة على الأرض ويجب التعامل معها كي تقل خطورته على المنطقة.
هل هناك تنسيق في الضربات الأمريكية ضد القاعدة مع المجلس الإنتقالي؟
الإدارة الأمريكية موقفها واضح ومعلن من القاعدة والإرهاب وهي تعلن عن ضرباتها وموقفها من الإرهابيين وهذا ليس سر، ومرة علي عبد الله صالح سئل عن الضربات الأمريكية في اليمن أجاب بأنه لا يعرف إلا عندما يقولوا ضربوا، والجانب الأمني لا نتدخل فيه.
هل حرب المقاومة الجنوبية للقاعدة بتنسيق أو دعم أمريكي؟
في الجنوب لدينا عداوة مع الإرهاب في وقت مبكر منذ الوحدة، منذ سنة ونصف من الوحدة قام الإرهابيين بعمليات إغتيالات طالت 156 من قيادات وكوادر الجنوب، وفي صنعاء وفي مناطق قليلة خارج صنعاء تمت عمليات الإغتيالات ، في 1993 علي عبد الله صالح وحزب الإصلاح استدعوا أعداد كبيرة بالآلاف من أفغانستان وأعطوهم رتب عسكرية في القوات المسلحة والأمن وجعلوهم رأس حربة في حربهم ضد الجنوب، وكانوا عداوتنا ووقوفنا ضد الإرهاب ليس من مرحلة قريبة، في 1994 صدرت فتوى من وزير العدل السابق يفتوا فيها بحرب الجنوبيين، قضية محاربة الإرهاب أصبحت قضية دولية لا تخص دولة بعينها مثل أمريكا أو بريطانيا ونحن شركاء مع أي دولة أو تجمع دولي يقوم بمحاربة الإرهاب.
هل حل التحالف العربي محل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق؟
القاعدة كانت موجودة وبشكل علني قبل المقاومة الجنوبية، وبالفعل التحالف العربي والإمارات بشكل خاص تدعم بشكل قوي محاربة الإرهابوالعمليات التي قامت بها القوات الجنوبية في المكلا وأبين.
كيف ترى الإدارة الأمريكية المجلس الإنتقالي الجنوبي؟
لا يمكن أن نتحدث على أن الإدارة الأمريكية ستتخذ هذا القرار أو ذاك ولكنها يمكن أن تتعامل من خلال أدواتها لتهيئة جو مناسب للتفاوض وخاصة أنها تعلم أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الطرف الصادق في محاربة الإرهاب والقاعدة وداعش وإبعاد الخطر الإيراني وتأمين سلامة الملاحة الدولية.
هل تفهم الإدارة الأمريكية لدور المجلس الإنتقالي ترجم لنتائج على الأرض؟
وجودنا في واشنطن كمكتب بشكل رسمي وقانوني وعلني يعتبر مكسب للمجلس الإنتقالي الجنوبي وهو بمثابة إعتراف بالمجلس الإنتقالي، مثله مثل مكاتب المجلس الإنتقالي في الإتحاد الأوروبي وروسيا وبريطانيا، ولدينا تواصل مع الجهات الأمريكية المختلفة ولدينا علاقات إيجابية ومميزة قد لا يتم الإعلان عن جميعها، نشعر بإطئنان وثقة كبيرة أن علاقاتنا جيدة سواء مع الإدارة الأمريكية أو الكونجرس أو مع مراكز الإبحاث أو الإعلام.
هذا الخبر منقول من الفجر