اهتمت وسائل الإعلام العالمية بتسليط الضوء على استضافة الدوحة لبطولة ألعاب القوى، وقالت إن عزوف المشجعين وارتفاع درجات الحرارة أثار تساؤلات بشأن مونديال 2022.
وسلط موقع "آى" البريطانى الضوء على استضافة قطر لبطولة ألعاب القوى المقامة حاليا فى العاصمة "الدوحة"، وقال تحت عنوان "لماذا تمثل بطولات العالم الهزلية فى الدوحة نذير شؤم بالنسبة لمونديال قطر 2022"، إن فرق ألعاب القوى لعبت فى ملعب يضم عدد صحفيين وأطقم الكاميرات أكثر من المشجعين.
ستاد خليفة
وقال كاتب التقرير سام كانينجهام، إن البطولة تجاهلت المشجعين الذين يدفعون مبالغ طائلة مقابل التذاكر والسفر، وفى كثير من الأحيان الإقامة، مشيرا إلى ارتفاع أسعار المشروبات والأطعمة داخل المدرجات.
وأضاف "من الواضح أن المشجعين قد تم إغفالهم فى بطولة العالم لألعاب القوى، التى عقدت فى الدوحة، عاصمة قطر..حيث نسى IAAF - الهيئة الحاكمة لألعاب القوى - الجماهير منذ سنوات عندما وافقت على تنظيم هذا الحدث فى مكان يلعب فيه الرياضيون ويحصلون على ميداليات أمام الآلاف من المقاعد الفارغة."
وسرد الكاتب كيف أخبرته زميلة غاضبة فى الدوحة، عن المكانة الهزلية لنهائيات سباق 100 متر سيدات واصفة الفاعلية بـ"الميتة"، وقالت له "إنه أمر محرج للرياضة ويمثل اتهاما للأشخاص الذين اختاروا تنظيمها هنا. لا يهتم السكان هنا بما يجرى، كما أن جودة الرياضة، التى كان بعضها ممتازًا، لم تنجح فى تغيير ذلك. كان كل ذلك متوقعًا منذ لحظة إعلان القرار فى عام 2014. "
وأكد الكاتب أن هذا لا يبشر بالخير بالنسبة لبطولة كأس العالم، المقرر استضافتها هناك فى غضون ثلاث سنوات، فى بلد قد يكون اهتمامه بكرة القدم ضئيلًا بقدر اهتمامه بألعاب القوى.
وقال الموقع إن الأرقام المتاحة للموسم 2016-17 كان متوسط الحضور فيها 672 شخصا فقط، معتبرا أن هذه أرقام ضئيلة للغاية بالنسبة لبلد يستعد لاستضافة أكبر بطولة كرة قدم فى العالم.
وأوضح الكاتب أن الوصول إلى قطر مكلفًا، كما أن البقاء فيها والسفر داخلها مكلفًا، ومثل ألعاب القوى، من المرجح أن يختار المزيد من المشجعين الأجانب راحة الأريكة فى غرفة المعيشة الخاصة بهم لتجنب غلاء الأسعار.
عزوف المشجعين
وجدت دراسة استقصائية للسكان المحليين على موقع أخبار الدوحة، التى تسعى إلى اكتشاف أسباب عدم اهتمام السكان المحليين بكرة القدم قبل بضع سنوات، أن 70 فى المائة منهم لم يحضروا مباريات الأندية بسبب الطقس الحار والرطيب والرياح والتراب. إذا كانت الأرقام السابقة لحضور البطولة لا تعنى أى شيء، فهى ببساطة منطقة ليست متعصبة فى كرة القدم مثل البلدان التى تمتد فى جميع أنحاء العالم.
وختم الكاتب تقريره قائلا "أنا أشجع الفيفا أن تأخذ بطولة كأس العالم إلى دول لم تستضف البطولة من قبل، ولكن على الأقل يجب أن تختار دولة تضم مجموعة من السكان المهتمين بمشاهدة الرياضة. عندما يتم اتخاذ هذه القرارات، يمكن لقادة كرة القدم أن يأخذوا لحظة، فقط لبضع ثوان، لتذكر الجماهير."
"غير مستعدة"
ومن ناحية أخرى، قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إن استضافة قطر لبطولة ألعاب القوى كان من المفترض أن يظهر استعداد الدوحة لاستضافة كأس العالم 2022، إلا أنه أثار بدلا من ذلك أسئلة حول قدرتها على استضافة أكبر حدث رياضى فى العالم.
وأثارت صفوف المقاعد الفارغة فى استاد خليفة الذى يمكن التحكم فى درجة حرارته ويتسم بقدرات تشغيلية عالية، انتقادات من الزوار الأجانب الذين حضروا الأحداث الأولى من بطولة العالم لألعاب القوى فى الدوحة.
وأوضحت الشبكة أن ماراثون النساء، الذى أعقب حفل افتتاح يوم الجمعة، مثل بداية سيئة للبطولة. ورغم أن الماراثون بدأ قبل منتصف الليل بقليل، إلا أن درجات الحرارة التى بلغت 32 درجة مئوية (90 فهرنهايت) والرطوبة التى تتجاوز 70٪ أضرت بأكثر من ثلث المنافسين.
وقال رئيس الوزراء القطرى الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثانى بعد بدء السباق "قطر تستضيف ثالث أكبر حدث رياضى فى العالم يعكس استعدادنا لاستضافة كأس العالم الاستثنائى فى عام 2022". ولكن لا يبدو أن الجميع يتفق مع ذلك، وفقا لـ"بلومبرج".
ماراثون النساء
وأشارت "بلومبرج" إلى أن لعشاق الراحة قدموا بعض التنازلات بتجمعهم على طول طريق الكورنيش المركزى فى الدوحة لمشاهدة السباق، ولكن درجات الحرارة المرتفعة جعلتهم يتصببون عرقا، حتى داخل الاستاد، لم تكن الامتيازات متاحة فى يوم الافتتاح فكان على الزوار الانتظار فى طوابير طويلة للحصول على كوب من الماء، بحلول مساء يوم الأحد، ظهرت طاولات لبيع الماء فقط.
وقالت "بلومبرج" إنه بالنسبة لكريسى مارجا سامون، وهى مشجعة فنلندية قالت إنها حضرت فاعليات بطولة ألعاب القوى فى بكين وموسكو، قطر لم تكن جاهزة حقًا لاستضافة هذه البطولة.
وقالت: "لقد كنا نتساءل كيف سينجحون مع بطولة كرة القدم؟". وقالت "بلومبرج" أن كريسى كانت واحدة من عدد من السياح الأجانب الذين شاركوها نفس الرأى.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع