-
المدرس: محمد كان منطويا وينظر إلى باقى زملائه بحزن ففكرت فى إشراكه معهم لإدخال السرور عليه وكسر نظرة الحزن من عينيه
-
المدرسة بها 12 تلميذا من ذوى الاحتياجات الخاصة وتضع لهم برامج لدمجهم مع باقى الطلاب
-
والدة الطفل محمد: كان سليما إلى أن أصيب بضمور فى العضلات وكان يكره المدرسة إلى أن تمت مشاركته فى الأنشطة وهذا العام لم يتغيب ولا يوم
"الدرس بدأ افتحوا الكراريس، فى أول سطر اكتبوا: إننا فى المدرسة كلنا واحد، ومفيش حاجة اسمها طفل سوى وطفل لا، الكل أمام العلم والتعليم سواء، أنا ربنا أعطانى ميزة، وأنت ربنا أعطاك ميزة، والقدرات الفردية هى من تميز كل شخص عن الآخر، والإعاقة مش إعاقة ذهنية أو حركية ولكن الإعاقة فى التفكير أخطر، لأننا لو فكرنا نغير شكل العالم من حوالينا والدنيا السوداء فى عيون ولادنا هتصبح جنة وملامحها ها تتغير" هذه العبارات تلخص قصة مدرس مع تلاميذه فى إحدى مدارس محافظة سوهاج.
هنا الواقع اتغير فى مدرسة البطل على عثمان الابتدائية التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة سوهاج، وزى ما اسم المدرسة "البطل" كانت لازم تخرج من بين جنباتها بطلا وأكثر، بطل حكايتنا فى المدرسة البطل هو مدرس تربية رياضية حرر فكرة ونور عقله وصنع شيئا مختلفا من الممكن أنه لا يطبق فى الكثير من المدارس، حاول بإمكانياته المحدودة أن يطبق الدمج ويغير شكل الواقع لتلميذ من ذوى الاحتياجات الخاصة ويحوله من طفل منطوى ينظر إلى زملائه بكل حسرة وهم يلعبون بالفناء، وهو جالس على كرسى متحرك لا يقدر على الحركة إلى بطل داخل الفناء وكمان ينافس الأسوياء من أقرانه ويتفوق عليهم من خلال مسابقة بسيطة للجرى هى باستخدام الكرسى لكن مع "الطفل محمد" فرقت كتير.
اليوم السابع انتقل إلى المدرسة والتقى بالمدرس صاحب الفكرة والتلميذ والأخصائى الاجتماعى للتعرف عن قرب عما دار داخل المدرسة وأصبح حديث الجميع.
فى البداية يقول ياسر أحمد ياسين معلم خبير بمدرسة البطل على عثمان الابتدائية بسوهاج القصة، بدأت أثناء حصة تربية رياضية بالصف الثالث الابتدائى وأثناء تواجدى بالحصة لاحظت أن هناك طفلا منطويا فى ركن من أركان الفناء وعلى وجه لمسة حزن فكرت ممكن أعمل أيه وأيه إللى ممكن أقدمه لمحمد وأدخل الفرحة عليه فكان أقرب شىء إلى ذهنى أننى قمت بعمل سباق للجرى وأشركت محمد من خلال دفعى للكرسى المتحرك الخاص به بين الطلاب ذهابا وعودة، هذا الأمر جعل محمد يفرح ويضحك بطرقة غير عادية .
وأضاف ياسر أن والدة الطفل فى اليوم التالى قالت لى محمد النهارده كان سعيد جدا جدا وتفاعل مع أشقائه بالمنزل على غير العادة، حيث كان يظل ساعات منطويا بالمنزل وتقدمت بالشكر للجميع بالمدرسة.
وأشار أسلام محمد جلال أخصائى اجتماعى أول بمدرسة البطل على عثمان أن هناك العديد من أنواع الدمج التى يتم تنفيذها داخل المدرسة أهمها الدمج الاجتماعى والدمج التعليمى والدمج المكانى ونحن نهتم بالدمج الاجتماعى ونحاول أن نكيف البيئة المحيطة مع إعاقة الطفل ونقوم بخلق جو من التعايش بين الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة وبين الأطفال الأسوياء، ما نقوم به من عملية دمج تحد من السلوك العدوانى ونحن نحاول بشكل أو بآخر تغير نظرة المجتمع للأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة والمدرسة بها 12 تلميذا من ذوى الاحتياجات الخاصة بالصف الأول تم توفير ممشى لهم وعمل برامج مخصصة لهم بالمدرسة.
ويقول الطفل محمد فريد أنا تلميذ بالصف الثالث بمدرسة البطل على عثمان أنا كنت مبسوط مما قام به مدرس التربية الرياضية بالحصة وأتمنى كل حصة أن يشاركنى فى الألعاب مع باقى زملائى بالفصل وأنا بحبهم جدا وأنا بشكر ماما وبابا وبشكر المدرسة على ما تقدمه لى من خدمات.
والدة محمد أكدت أن محمد كان طفل عادى جدا بيمشى وبيلعب إلى أن وصل إلى الصف الأول الابتدائى وبعدها أصيب بمرض ضمور العضلات وأصبح لا يستطيع المشى ولا يستطيع أن يمسك الأشياء وأن ما قامت به إدارة المدرسة من دمج له جعل محمد بيحب المدرسة أكثر محمد هذا العام لم يتغيب عن المدرسة ولا يوم الجميع يعامله بشكل ممتاز بداية من العامل على الباب حتى مدير المدرسة، والفترة القادمة سوف يتم إجراء عملية جراحية لمحمد من أجل فك الوتر وأنا أناشد أن يكون لدينا أطباء متخصصون فى حالة محمد، وأناشد أن تكون هناك مبادرة مثل مبادرة فيروس سى تكون هناك مبادرة لمرضى ضمور العضلات لأن عددهم فى ازدياد مستمر.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع