بوابة صوت بلادى بأمريكا

خطيب المسجد الأقصى فى الذكرى الـ50 لحرقه: مدينة القدس تتعرض لهجمة شرسة وإبادة لكل ماهو عربى وإسلامى.. يوسف سلامة: البيوت تهدم والأرض تنهب والهويات تسحب والحفريات تلتهم الأرض.. ونطالب العالم بألا ينسانا

منذ 50 عاما، وبالتحديد فى 21 أغسطس 1969 ارتكب اليهود كارثة مروعة تمثلت فى حريق كبير وهائل أتى على ثلث المسجد الأقصى، وتفاصيل الحريق تمثلت فى اقتحام المتطرف الصهيونى "مايكل دينس" أُسترالى الجنسية المسجد الأقصى من باب الغوانمة، أحد أبواب المسجد، وأشعل النار فى المُصلى القبلى بالمسجد، وهبّت النيران على واجهات المسجد وأسقفه وزخارفه وكُل محتواياته، إضافة إلى ذلك التهمت النيران منبر المسجد الذى أحضره صلاح الدين الأيوبى من حلب، وقام الاحتلال الإسرائيلى بقطع الماء عن المُصلى وتباطأ فى إرسال سيارات الإطفاء. 

 

 

قال الشيخ يوسف سلامة ،خطيب المسجد الأقصى المبارك، تمر بنا فى هذه الأيام الذكرى الخمسون لإحراق المسجد الأقصى المبارك والتى توافق اليوم الأربعاء الحادى والعشرين من شهر أغسطس من كل عام حيث أمتدت الأيدى المجرمة إلى المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثان المسجدين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، فقد تعرض المسجد الأقصى المبارك وقتئذ للحريق المشئوم فى الحادى والعشرين من شهر أغسطس وأصبح منبر البطل صلاح الدين أثراً بعد عين وأتت النيران على مساحات شاسعة من المسجد الأقصى المبارك هذا المسجد الذى جعله الله سبحانه وتعالى تؤاما شقيقا للمسجد الحرام كما جاء فى قوله تعالى فى الآية الأولى من سورة الإسراء " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".

 

وتابع :وذلك حتى لا يفصل المسلم بين هذين المسجدين ولا يفرط فى أحدهما فإنه إذ فرط فى أحدهما أوشك أن يفرط فى الآخر فهذه الآية الكريمة هى عبارة عن قرار ربانى بإسلامية هذه البلاد هذا القرار الذى لن يلغيه أى قرار يصدر من هنا أو هناك،حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه".

 


الشيخ يوسف سلامة خطيب المسجد الاقصى المبارك

 

وأضاف ان ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك فى هذه الأيام تتزامن مع الهجمة الشرسة التى تتعرض لها مدينة القدس بصفة عامة والمسجد الأقصى بصفة خاصة حيث تتعرض المدينة المقدسة كما هو معلوم لمحنة من أشد المحن وأخطرها فالمؤسسات فيها تغلق والشخصيات الوطنية تلاحق والبيوت تهدم والأرض تنهب والهويات تسحب والحفريات تلتهم الأرض وكل معلم عربى يتعرض لخطر الإبادة والتهويد والعالم للأسف يغلق عينه ويصم أذنيه عما يجرى فى مدينة القدس.

 

 كما أن الاعتداءات الاسرائيلية والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك التى يقودها الوزراء واعضاء ما يسمى بالكنيست والحاخامات للمسجد الاقصى تشكل حلقة من مخطط الاحتلال المتطرف لتهويد المدينة المقدسة وفرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الاقصى المبارك من خلال محاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا تمهيدا لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ،وجميع المحاولات الاسرائيلية لفرض أمر واقع بالمسجد الأقصى لن تنجح فى تحقيق الحقائق وطمس المعالم والمقدسات الإسلامية والمسيحية ونحن فى هذه الذكرى الأليمة نوجه تحية اكبار وإجلال لأهلنا فى مدينة القدس وإلى سدنة الأقصى وحراسة وإلي أهلنا المرابطين فى الأقصى وفلسطيني الداخل على وقفتهم المشرفة وصمودهم وتصديهم لهذه الهجمة الاحتلالية.

 

كما نشيد بتمسكهم الدائم بالدفاع عن أقصاهم ومقدساتهم فشعبنا والحمد لله فى القدس ومعه كل أحرار العالم العربى والإسلامى لا يزال يثبت فى كل يوم بسالة وقوة وتضحية عن أرض فلسطين المباركة وما هبت صلاة العيد الأضحى ومنع الاقتحام الجماعى للمستوطنين دليل على ذلك فتلك الهبة تضاف إلى الصفحات المشرقة لنضالات المقدسيين واجبارهم فى 2017 على إزالة البوابات الإلكترونية عنا ببعيد كما لا ننس هبت المقدسيين قبل شهور بفتح مصلى باب الرحمة فقد علموا المحتل بأن اجرائته الظالمة لن تمر على شعبنا الفلسطيني ولن يوافق عليه اطلاقا فالأقصى حق خاص للمسلمين وحدهم.

 

 

ونطالب أبناء الأمتين العربية و الإسلامية أن لا ينسوا مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ومدينة القدس كما ندعوهم لضرورة العمل على المحافظة عليها فتلك المدينة التى تتعرض يوميا لمذبحة إسرائيلية تستهدف الإنسان والتاريخ والحضارة كما يجب عليهم دعم المرابطين فى بيت المقدس بكل طرق وشتى المجالات الإسلامية والتعليمية والتجارية والشبابية والثقافية من أجل المحافظة على الأقصى والقدس.

 

كما أرسل تحية تقدير إلى كل علماء الأمة وفى مقدمتهم الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الذى يرفع دائما لواء الدفاع عن الأقصى والقدس فى كل مناسبة ونرى بياناتهم المنددة بهذه الاعتداءات وحثهم المسلمين المحافظة على القدس والاقصى وما مؤتمر القدس قبل شهور عنا ببعيد حيث حرك المياه الراكدة وبين للجميع بأن مدينة القدس هى مدينة السلام. 

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع